عاجل

الرئيسية » ثقافة »
تاريخ النشر: 16 أيلول 2023

عرس ثقافي اسمه "معرض الكتاب "

وقت  صعب يختلف،  ضروف أقتصادية تختلف ،وأجواء صحية مختلفة، وتنظيم سلس مختلف، وان كان  هناك بعض المشاكل التي يمر بها اي مهرجان ثقافي كبير ، من الفكرة الى التفكير الى أرض الواقع  كان معرض فلسطين الدولي للكتاب 13وجاء تحت شعار  «من النكبة الى الدولة» لهذا العام مختلفاً بشهادة روّاده وزواره باختلاف ثقافتهم وأعمارهم وأهدافهم، مهرجان ثقافيّ حيوّي بكل مواصفاته الثقافية والفكرية والحوارية والفنية والإعلامية، كتب ومؤلفون وإعلاميون روائيون ومحاضرون، فنانون تشكيليون وموسيقيون وأنشطة ثقافية وحوارية متنوعة، إعلام متنقل ومتحرك يدخل بين المسامات ليلتقط بعدسته اللقاءات والحوارات والندوات والصور، وبكل الجهود المبذولة على سيره وحراكه بجودة تنظيمية عالية المستوى لإنجاحه، وإبراز صورته بما يتوازى مع ما يحمله قالبه من ثقافة وفكر، لم أسمع ولم أقرأ إنّما عشت واقعاً بين جوانبه، امتداد مكانّي شامل وواسع، من يسير بين ردهاته لا ينتهي، من سعة المكان وتعدد دور ، وتنوع الكتب في مختلف المجالات والتخصصات، بالإضافة إلى تفعيل الندوات والورش، كما هي الأنشطة التربوية والتعليمية الخاصة بالأطفال وسرد القصص والحكايات، ناهيك عن طريقة العرض الإبداعي الفني في تصاميم أجنحته التي تمثل لوحات فنية بديكوراتها وألوانها المصاحبة بعض الكتلب الذي زاروا المعرض تحدثوا حول رأيهم .

 المحرر الثقافي

بهاء الرحال روائي

معرض فلسطين الدولي للكتاب في نسخته الثالثة عشر جاء هذا العام للسنة الثانية على التوالي الأمر الذي لا يحدث في فلسطين عادة، فكثيرة هي الأسباب التي أجلته في السابق لسنوات، وكثيرة هي القيود التي يفرضها الاحتلال في عديد المسائل التي لها علاقة بمشاركة دور النشر والتوزيع، والكتب المسموح بدخولها عبر الحدود التي تخضع لسيطرة الاحتلال كما هو معروف، هذا بالإضافة إلى عديد القضايا الأخرى التي كانت تحول دون انعقاد المعرض كل عام، وأما وقد بتنا في الأيام الأخيرة من هذه الدورة فالأمر الحتمي هنا، أن فلسطين بما استطاعت تحاول تجاوز العثرات، وتسعى بجهد حثيث كي يبقى معرضها السنوي ضمن مواعيد معارض الكتاب العربية والدولية، وهذا هو النجاح الفعلي والعملي، برغم الاستثناء الذي نعيشه في ظل واقع سياسي واقتصادي صعب، بل ويزداد صعوبة كلما تمادت حكومة الاحتلال المتطرفة وزادت من حصارها ومن سياساتها العنصرية.

وفي شكل مقتضب أقول حول معرض فلسطين الدولي للكتاب هذا العام، فإنه كان لافتًا من وجهة نظري، حيث وفرت المكتبة الوطنية أرضها مكانًا لإقامة المعرض وفي مشهد بهي الطالع افتتح المعرض بمشاركة واسعة من قبل دور النشر العربية والدولية والمحلية، والتي وفرت الآف العناوين الهامة، وأحدث الإصدارات لكل زوار المعرض مما اتاح للقارئ الفلسطيني فرصة الحصول عليها، وقد توافد رواد وزوار المعرض على مدى الأيام، وجاؤوا من كل المدن والمحافظات الفلسطينية، فحضرت فلسطين كل فلسطين، من حيفا والناصرة وعكا والقدس، كما جاؤوا من جنين ونابلس وطولكرم وسلفيت وبيت لحم والخليل، واجتمع على أرض المعرض كتاب وفنانون ورسامون وأدباء ومريدون عرب وفلسطينيون، ومن أقطار عدة، وهذا جعل فلسطين أقرب، أقرب للحقيقة كما هي أقرب للوعي في الوجدان والمنطق، ولم يقتصر الأمر على نحو ما، بل راح أبعد من ذلك حين جعلنا ننهض من سبات الطقس الافتراضي الذي يسود في العام، إلى حيز المشاركة والحضور بفاعلية وانتباه لواقعٍ يلامس الحقيقة.

مريم قوش  شاعرة

كانت استثناءً فلم تكن شيئا عابرًا، فهي الزيارة الأولى لي رام الله، هي المرة الأولى التي أقطع فيها المسافات باتجاه الشمال، الحافلة تقطع أكباد الجبال، وقلبي يرتجف كطفلٍ يترجم شبابيك الأرض المطلة على لغات السماء، أتأمل النمش الأخضر على امتداد الأفق، قمم تقرأ للسماء كنايات الأصيل، وسماءٌ تدثر برد المجاز، ومدنٌ تفسّر للسنونو أسرار الغائبين، وبيوت قديمة من الرخام خاوية ترقب يدا حبيبٍ مسافر منذ زمنٍ بعيد.

 وأنا كمن يسير في المنام، أعبر هذه البلاد المقدسة باتجاه الشمال، باتجاه رام الله التي كنت أسمعها في أغانيها العتيقة

وين ع رام الله، كويت قليبي وين ع رام الله!

أجل! لست أحلم!  لقد وصلتُ ووفد مثقفي غزة بعد زوال الظهيرة، لمدنٍ كتبتُ لأجلها كلما سمعتُ أسماءها في الأخبار العاجلة، يبتسم سائق الحافلة ويقول: سننطلق لمقر الوزارة، سيحتفي بكم معالي وزير الثقافة.

في صبيحة اليوم التالي، انطلق وفد غزة الثقافي إلى أرض المكتبات الوطنية حيث يُقام معرضُ فلسطين الكتاب الدولي، يفتتح المعرض دولة رئيس الوزراء بحضور ثلة من الوزراء والسفراء وممثلي الدول وأصحاب دور النشر في مشهد منقطع النظير، ها هي فلسطين في معرضها الثالث عشر للكتاب (فلسطين تقرأ) تقرأ للكون أسرارها التي أودعها الله فيها، فلسطين لا تقرأ فحسب، فلسطين تكتب تاريخ الأرض وجغرافيا العالم، وحقيقة الإنسان.

أتجول بالمعرض كمن يمشي في شوارع القدس، وقد ارتدت أرضُ المعرض وسماؤه وجدرانه ملاءة القدس، بين الأروقة تزدحم الأرض باللغات، وتلتقي الأرض بالسماء والإنسان، وتعانق المعرفة أسئلة الوافدين.

هذا جناح من عُمان، وهذا من الأردن وهذا من مصر، وذلك من الكويت، وذاك من الإمارات، وهؤلاء قدموا من المكسيك، وأولئك من كندا، وغيرهم من أوروبا، هؤلاء شعراء ومفكرون وفلاسفة وأدباء بكل لهجات الأرض، والقراء حولهم يتحلقون يفسرون دهشة المكان ولغز التأويل. وفلسطين تمد جسورها للعالم لأنها بدء الخليقة وانتهاء المدى.

 أجوب المعرض وفي كل يوم أعود بيدي استعارات الجبال، تقول لي: لعله في العام القادم يكون لنا موعد بين أزقة الياسمين في القدس العتيقة.

عمر ابو الهيجاء شاعر

للمرة الثالثة أشارك بفعاليات معرض الدولي للكتاب حيث كانت زيارتي الأولى في العام ٢٠١٢ وتكررت في الزيارة والمشاركة في ٢٠١٦ وها انا  أشارك في الدورة ١٣ للمعرض كشاعر واعلامي ..المعرض رغم المعاناة التي تعيشها ويعيشها المواطن الفلسطيني في ظل الاحتلال وضمن الامكانات المتواضعة إلا أن المعرض اخذ يشق طريقه ويباهي المعارض العربية من حيث المشاركة الفاعلة من أشهر دور النشر العربية من خلال الإصدارات المتنوعة في شتى حقول الفكر والثقافة والمعرفة والعلوم الإنسانية..بمعنى المعرض حظي بحضور واسع من المدن الفلسطينية في الضفة والداخل..وكان اللافت البرنامج الثقافي المرافق للمعرض طيلة أيامه فكان الشعر والموسيقى والغناء والطفولة التي كان حضورها المتميز والتفاعل مع الأنشطة الخاصة بها ..هذا إلى جانب الندوات الفكرية والشعرية وحفلات توقيع الكتب..هذا إن دل على شيء يدل صلابة الإنسان الفلسطيني وصموده ومجابهة الرصاص والدبابة الصهيونية بسلاح الفكر إلى جانب المقاومة بكافة أشكالها..فتحية لوزير الثقافة الدكتور عاطف ابوسيف والشاعر عبد السلام العطاري على حسن التظيم  والاستقبال..والمجد لفلسطين

ناصر رباح روائي

معرض فلسطين الدولي للكتاب والذي تسبق إقامته قيام الدولة نفسها يبدو لي كنوع من التحدي الوجودي، وفعل مقاوم في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة جدا. يمكن ملاحظة الطاقة الايجابية المتوترة لإدارة المعرض وكذلك على المنظمين والمشرفين، الجهد العالي والمتحفز لهم سيغطي على ضعف الامكانيات ومحدودية المكان. أعداد الزوار مناسبة وحركة البيع أقل من المتوقع، مع تواجد عدد كبير من الناشرين ودور النشر المتميزة يبدو المعرض بالنسبة لي كمعجزة ما.

العروض الفنية أضافت الكثير للمكان، ولكني توقعت وجود اكثر من مكان لاقامة الندوات.

كل معرض كتاب وفلسطين بخير.