عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 16 أيلول 2023

نجاح مساعي بري بوقف الاشتباكات في عين الحلوة.. والأحمد يواصل لقاءاته

جنبلاط: ما يجري يستهدف كل الشعب الفلسطيني في الشتات بأن يشرد مجددا

بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- دخل قرار اتفاق وقف اطلاق النار الجديد في مخيم عين الحلوة حيز التنفيذ عند السادسة من مساء أمس الخميس. وشهد المخيم هدوءا تاما، كان ساد منذ ما قبل ساعات الظهر على كافة محاور القتال، باستثناء بعض الرشقات التي سمعت أثناء تشييع ضحايا اشتباكات أمس الأول في جبانة سيروب.

وكان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أفاد بنجاح المساعي التي بذلها بري طوال يوم أمس لوقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، إذ تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المخيم بدأ سريانه عند الساعة السادسة مساء أمس.

وعرض بري الوضع في مخيم عين الحلوة، خلال استقباله عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" المشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، بحضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور، ومسؤول الملف الفلسطيني في حركة "أمل" محمد الجباوي. 

وبعد اللقاء وفي تصريح له قال الأحمد: "للأسف قبل شهر كنت في بيروت وأيضا هنا في نفس هذه المنصة ومنصات اخرى، ونحن نناقش ما يدور في عين الحلوة من أجل وضع حد لتفجير الأوضاع اللبنانية التي تمت على أيد غريبة عن المخيم وعن الشعب الفلسطيني، التي بدأت باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي وما زلنا نتحدث حتى اليوم بضرورة الالتزام بوقف اطلاق النار، وهذا ما أكد عليه قبل قليل دولة الرئيس نبيه بري كما سبق ان طلبه منا منذ أكثر من شهر".

وتابع الأحمد: "نحن دائما كنا نقول نعم للرئيس نبيه بري وللحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وأجهزة الأمن اللبنانية ولكل الفعاليات والأحزاب الصيداوية انه لا بد من وقف اطلاق النار والالتزام المطلق به من أي جهة كانت لأن المؤامرة كبيرة على مخيم عين الحلوة وعلى مستقبل القضية الفلسطينية، والاعلام، وانتم تتابعون، بدأ يتحدث بالتفصيل عن انخراط دولي عربي وأجنبي في هذه المؤامرة التي تستهدف مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني".

واضاف: "للأسف اكثر من مرة تم الاتفاق وسرعان ما ينهار وصمد الى مدة تزيد عن 20 يوما، ومنذ أيام انفجر الوضع الأمني مرة اخرى ودخلت الى جانب التكفيريين الارهابيين الذين قاموا بعملية اغتيال العرموشي ورفاقه قوى أخرى في أعمال خرق وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وهذا زاد من قلقنا وتساؤلاتنا: لصالح من هذا يتم؟ ومن الذي حركهم؟ ومن الذي مولهم؟ ومن الذي يدعو الى وقف اطلاق النار ويمارس التمويل لهؤلاء والتحريض بأشكال مختلفة؟".

وقال الأحمد: "لذلك نقول للرئيس بري نعم فتح ومنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية ملتزمة وستبقى ملتزمة بما يدعون له هم أيضا وما دعا له امس (الأربعاء) في السرايا رئيس الحكومة وقائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية اللبنانية، ولكن لاحظنا بالامس (الأول) ان الوضع انفجر اثناء لقائي مع الصحفيين وكأن هناك من كان ينتظر في عين الحلوة وحرك أدواته في منطقة غير المنطقة التي يتحصن بها المطلوبون المتهمون بالاغتيال، وهذا يؤكد تعدد الأطراف المشاركة في العملية، وحاولنا بالامس (الأول) وقف ذلك ولكن حتى الآن الأمور لم تهدأ". 

واردف الأحمد: "نأمل كما ابلغنا نحن دولة الرئيس بري اننا مستعدون على الفور للتهدئة ووقف اطلاق النار مع هؤلاء الخارجين عن القانون ومستعدون ان نتحمل في سبيل أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني في صيدا والغازية وغيرها من المناطق المتاخمة للمنطقة، مستعدون ان نتحمل ولكن ايضا من حقنا ان نتصدى لهم حتى لا ينجحوا في تنفيذ مخططهم بتوسيع دائرة الاشتباك وحشر القوى الفلسطينية التي تريد الدفاع عن المخيم".

ولفت الأحمد الى ان "هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الأعمال هم عمليا ليسوا فلسطينيين رغم ان بعضهم فلسطيني، ولكن انتم تعلمون والكل يعلم، بمن فيهم قتلة العرموشي، أن لجنة التحقيق اكدت التهم عليهم ونصفهم ليسوا فلسطينيين، وهذا يؤكد طبيعة المؤامرة وهي ازالة المخيم وتغيير عنوانه وألا يكون هذا المخيم عنوانا لممارسة حق العودة الى فلسطين والقرار 194".

وتابع: "أدعو كل الأصوات التي تقول ان الاقتتال فلسطيني- فلسطيني الى الكف عن ذلك، وادعو أصوات النشاز لهذه الصحيفة او تلك، او هذه الشاشة او تلك التي تروج ان عزام الأحمد اصطدم مع قائد الجيش اللبناني في اجتماع السريا، وهذه الكذبة أصلا عندما نعرف من كاذبها لا يستحق ان ألفظ اسم الشخص، وانتم تعرفونه كلكم أو تعرفونها هي وجريدتها، هؤلاء جزء من المؤامرة وأعني ما أقول، و99% مما ينشر عندهم لا علاقة له بالحقيقة بل له علاقة بما يفكر به المتآمرون على الشعب الفلسطيني وعلى الشعب اللبناني".

وختم الأحمد: "آمل بالفعل ان يتم الالتزام فورا بوقف اطلاق النار واخلاء المدارس حتى يتمكن طلبة ابناء المخيم الستة آلاف من استئناف العملية الدراسية ونحن سنساعد الأونروا بسرعة في تصليح المدارس من الأضرار التي تعرضت لها وان نتعاون مع الدولة اللبنانية بكل اجهزتها من أجل تسلمها للمجرمين القتلة ليأخذوا جزاءهم في القضاء اللبناني، هذه أرض لبنانية والجريمة ارتكبت في لبنان، أصحاب السيادة الدولة اللبنانية والقانون اللبناني والجميع لبنانيون وغير لبنانيين ونحن أولهم، تحت القانون اللبناني".

وعلى خط مساعي التهدئة، استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في كليمنصو عزام الأحمد يرافقه السفير دبور وأبو العردات بحضور الوزير السابق غازي العريضي ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم وتم عرض مجمل المستجدات وتحديدا ما يجري في مخيم عين الحلوة.

وبعد اللقاء، أكد جنبلاط أن "ما يجري يستهدف كل الشعب الفلسطيني في الشتات بأن يشرد مجددا" وقال: "لا بد من تسليم المطلوبين بالاغتيال إلى المسؤول الفلسطيني في المخيم ثم علينا أن نعود إلى الحوار اللبناني- الفلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية واحتواء المشاكل الفلسطينية - اللبنانية والفلسطينية الداخلية".

كما التقى امس اللواء عباس إبراهيم، الأحمد يرافقه السفير دبور. وتم بحث الأوضاع الراهنة في مخيم عين الحلوة وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجنب اللاجئين الفلسطينيين أزمة جديدة قد يكون من ورائها إضاعة حق العودة.

وبحث الأحمد، أمس، مع نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، الأوضاع في مخيم عين الحلوة والآليات الجدية الكفيلة لتثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المتهمين باغتيال اللواء الشهيد أبو أشرف العرموشي ورفاقه.

وجرى التأكيد على الالتزام الفعلي بمقررات هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، وكافة المساعي الأخوية اللبنانية الحريصة على وضع حد للأحداث التي تستهدف وجود مخيم عين الحلوة، وما ألحقته من خسائر بشرية ومادية ومعنوية، وتدمير المنازل والممتلكات، وخطورة ما يجري من تهديد للاستقرار والسلم الأهلي، الذي يخدم المشاريع المشبوهة الهادفة للنيل من القضية الفلسطينية وعودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم وتهديد الوجود الفلسطيني في لبنان.

كما جرى التأكيد على استكمال البحث بالآليات العملية لتشكيل الأرضية المناسبة لترتيب الوضع الفلسطيني، بما يؤسس إلى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وتصليب وتحشيد عناصر القوة الفلسطينية دعما لصمود شعبنا في مواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الاستيطانية الاستعمارية.

وبهدف متابعة الأحداث في مخيم عين الحلوة وتكثيف المساعي لوقف اطلاق النار وتثبيته، أجرى الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" اتصالا هاتفيا بقائد الجيش العماد جوزيف عون.  وأكد سعد خلال الاتصال على "الدور الكبير للجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار في مدينة صيدا وكل لبنان".

وشكر العماد عون سعد على "الدور الذي يقوم به لجهة تهدئة الأوضاع داخل المخيم وفي مدينة صيدا".

وكان نجل النائب أسامة سعد، معروف سعد نجا من رصاص طائش أصاب منزله نتيجة اشتباكات عين الحلوة حيث اخترقت الرصاصات واجهة منزله وأصابت الجدران الداخلية، وحالت العناية الالهية دون إصابة سعد الذي كان موجودا في الغرفة التي اخترقها الرصاص.

اشارة الى ان منزل معروف سعد يقع في المبنى نفسه الذي يقطن فيه والده النائب اسامة سعد وفيه مكتبه وهو بالقرب من ساحة الشهداء وبجانب مدرسة الراهبات.

وتسببت شظايا القذائف والرصاص الطائش بأضرار في مكاتب غرفة تجارة صيدا ومدرسة العمانية ومبان ومؤسسات تجارية في المدينة.