آثار المجزرة تهرول في أزقة مخيم بلاطة
نابلس– الحياة الجديدة– بشار دراغمة- بيوت مهدمة، وأحزان وآلام متراكمة تلمسها على وجه كل من هناك، وكأن الآمال والأحلام تكسرت بعد ليلة تعرضت فيها الأرواح والأجساد للقتل والقهر في مخيم بلاطة شرق نابلس.
يمر الشاب محمد بلال أبو زيتون (32 عاما) ظنا منه أن في الليل سلاما، يباغته جندي احتلالي بصلية من رصاص، تستقر في أنحاء متفرقة من جسده، بينما يوثق مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي تفاصيل عملية الإعدام بدم بارد.
رغم يقين الاحتلال أن أبو زيتون كان أعزل ولم يشكل أي خطر على الجنود الذين ظهروا أمامه فجأة، إلا أنهم أصروا على قتله وفق شهادات مواطنين راقبوا المشهد ولم يتمكنوا من فعل شيء سوى الاتصال بالإسعاف لإخبارهم عما حدث.
كانت نداءات الاستغاثة تنتشر بسرعة لإنقاذ الشاب الذي تعرض لعملية الإعدام، بينما تحاول طواقم الإسعاف الوصول إلى المكان في ظل ملاحقة جنود الاحتلال للطواقم الطبية وحصارها ومنعها من تقديم العلاج للجرحى.
يقول أحمد جبريل مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الجمعية تلقت بلاغا عن وجود مصاب خطيرة في محيط مسجد أولي العزم، وحاولت الطواقم الطبية الوصول إليه إلا أن الاحتلال أصر على منعها، فسلكت الطواقم طرقا التفافية ووصلت إلى المكان، وتم نقل المصاب بحالة خطرة وتم إجراء الإسعاف الأولي وانعاش القلب والرئتين، لكنه استشهد بعد لحظات من وصوله إلى مستشفى رفيديا.
جمال ريان، صحفي من مخيم بلاطة يقول إنه كان يوجه نداءات استغاثة للطواقم الطبية للوصول إلى الشاب المصاب، مؤكدا أن ما حدث هو إعدام بدم بارد، وأن الشاب كان يمر من الشارع ولا يعرف ما يدور في المخيم على ما يبدو، لكن ظهر أمامه مجموعة من الجنود وبلا تردد شرعوا في إطلاق الرصاص الحي عليه، مشيرا إلى أن كاميرات مراقبة منزلية وثقت هذه الجريمة.
يصف ريان ما حدث في مخيم بلاطة والتفاصيل المروعة بالمجزرة الحقيقية، قائلا "طرق القتل والرعب" تثبت أن الاحتلال أراد ارتكاب مجزرة.
يتكشف المزيد من تفاصيل الجريمة، وتحاول طواقم الإسعاف مجددا الوصول إلى منزل تم الإبلاغ عن مصابين بداخله، إلا أن قوات الاحتلال كانت تصر على إعاقة عملها ومنعها من الوصول إلى المنزل رغم وساطات الصليب الأحمر.
ينجح أفراد من الهلال الأحمر بالوصول أخيرا إلى المنزل وينقلون منه أربع إصابات اثنتين منها في حال الخطر الشديد، لتعلن وزارة الصحة فيما بعد عن استشهاد فتحي جهاد رزق (30 عاما) وعبدالله أبو حمدان (24 عاما).
ينسحب الاحتلال مع ساعات الصباح من المخيم، يهرع الناس لتفقد آثار المجزرة، بعد عملية عسكرية احتلالية استمرت أربع ساعات، كل شيء يرسخ القناعة لدى من وصلوا إلى هناك أن حربا دارت في المكان، فمنزل سوي بالأرض بشكل كامل، ونحو سبعة منازل ملاصقة تهدمت بشكل جزئي.
مواضيع ذات صلة