عندما تأتي الرصاصة من الظهر..!
بيت لحم- الحياة الجديدة- أسامة العيسة- في الدقائق الأخيرة، ليوم العاشر من رمضان، انطلقت رصاصة، من قناص احتلالي، لتستقر في ظهر الشاب محمد علي غنيم (21) عاما، ليرتقي شهيدا، في نهاية يوم مؤلم طويل، استشهدت فيه غادة سباتين (47) عاما، في بلدة حوسان القريبة من بلدة الخضر.
منذ العدوان الاحتلالي الأخير على مخيم جنين، وغنيم، وهو أسير سابق، جرب الاعتقال وعمره (16) عاما، وجرح في مواجهات مع الاحتلال، تنتابه مشاعر غاضبة على جرائم الاحتلال، التي أصبح أحد ضحاياه، عندما استقرت الرصاصة في ظهره، أطلقت عن بعد 200-250 مترا، ليسقط على أرض بلدته الخضر، راويا الأرض التي دب عليها وأحبها، بدمائه.
عندما وصل غنيم، إلى مستشفى اليمامة، في بلدة الخضر، بسيارة خاصة، أدرك الأطباء، أن الرصاصة التي اخترقت ظهر المصاب، واستقرت في صدره، من نوع متفجر، أدت إلى توقف القلب والنفس، وقطعت الشريان الأبهري، ولم تنجح محاولات الطاقم الطبي، إنعاش جسد الشاب الرياضي، الذي كان يلعب ضمن فريق نادي الخضر لكرة القدم.
اندلعت مواجهات ليلية، مع قوات الاحتلال، خصوصا في بلدة الخضر القديمة، عقب إعلان استشهاد غنيم، وهتف الذين تجمعوا أمام منزل الشهيد، المعروف بين الناس باسم حمودة، وكنيته التي اختارها لنفسه: "أبو حرية": "محمد نادى على محمد مر على طريقه واستشهد". الإشارة إلى الشهيد محمد رزق صلاح (14) عاما، الذي استشهد يوم 23 شباط الماضي في بلدة الخضر، ولأم هذا الشهيد، وجه أبو حرية تحية في عيد الأم: "دعيني أنحني لك، يا أم الشهيد، يا مصنع الرجال، لا أدري ما هي الكلمات التي أصفك بها، أم الشهيد اعذريني تاهت كلماتي، أمام عظمتك فاعذريني".
عم الإضراب الشامل اليوم، محافظة بيت لحم، حدادا على استشهاد غنيم، وسباتين، بينما كان جمهور غاضب ينتظر في باحة مستشفى بيت جالا الحكومي، حيث أمضى الشهيد غنيم ليلته الأخيرة، قبل مواراته الثرى.
شيع غنيم، في جنازة عسكرية، انطلقت من المستشفى، إلى شارع القدس-الخليل، وقبل وصول الموكب إلى أمام مخيم الدهيشة، انطلقت دعوات من مسجد المخيم الكبير، للنزول إلى الشارع، للمشاركة في استقبال جثمان الشهيد.
وصل جثمان الشهيد، إلى منزله، المكان الذي شهد لحظاته الأخيرة مع عائلته، قبل ساعات من إعدامه، لتوديعه، وهو ما حدث بشكل مؤثر، فالبنسبة للوالدين المكلومين، والشقيقات، فإن محمد، الابن الأكبر، لن يجلس معهم، مرة أخرى، على مائدة الإفطار.
صلي، على الشهيد في مسجد الخضر، وشيع إلى مقبرة الشهداء، في حين دفع جيش الاحتلال، بقواته على مقربة من المكان، في استفزاز آخر للمواطنين.
نعت حركة فتح/إقليم بيت لحم، ابنها الشهيد غنيم، وقال محمد المصري أمين سر الإقليم: "مع السلامة يا مسك فايح، مع السلامة يا حمودة، الدم يستسقي الدم، والشهداء يتبعون الشهداء، طلبتها فاتتك الشهادة، بالصمت عملت، ولم يستطيعوا الوصول إليك إلا اغتيالا".
وقال محمد الجعفري ممثل منظمة التحرير في محافظة بيت لحم: "إذا اعتقدت حكومة الاحتلال، أن تكرار جرائمها، يمكن أن يوقف النضال، فهي دولة واهمة، شعبنا لن يكسر، كلما ارتقى شهداء، ازدادت الثورة اشتعالا، وسننتصر".
واعتبر اللواء كامل حميد محافظ بيت لحم، قتل الشهيدين غنيم وسبايتن جزءا من: "جرائم منفلتة ينفذها الاحتلال، سوف تؤدي إلى مزيد من الانفجارات، شعبنا صامد على أرضه ولن تثنيه هذه الجرائم، وهذا الاحتلال إلى زوال".
مواضيع ذات صلة