عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 11 نيسان 2022

"قطايف التمام" شاهد على صمود نابلس القديمة

رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- يحتضن خان التجار في نابلس القديمة واحدا من أقدم محلات صنع حلوى القطايف، تجاوز عمره 170 عاما، ولا تزال آثار الصدوع والتشققات التي أحدثتها صواريخ الاحتلال الإسرائيلي في سقف المحل وجدرانه إبان اجتياح نيسان في العام 2002، شاهدا حيا وماثلا على جرائم الاحتلال وصمود البلدة القديمة في مدينة نابلس.

ففي محل التمام الأثري لصنع حلوى القطايف ينهمك أبناء المرحوم عبد الرزاق التمام، رائد، وسعد، ومصعب في إعداد عجينة القطايف، يوزعون المهام بينهم، أحدهم يحضر العجينة، وآخر يلبي طلبات الزبائن، رائد الشقيق الأكبر يقول لـ"الحياة الجديدة": ورثنا هذا المحل الذي افتتح عام 1927 عن أبي الذي ورثه هو الآخر عن أبيه وجده". وبينما كان مصعب يسكب العجينة بمهارة على صاجة الفرن الملتهبة، أشار إلى صور جده ووالده المعلقة في إحدى زوايا المحل العتيق، مبينا أنه تعلم المهنة من والده منذ كان في العاشرة من عمره، إذ كان يساعد والده في صنع القطايف فكان يستخدم كرسيا خشبيا تجاوز عمره القرن، ومازال حتى اليوم موجودا في المحل يشهد على عراقة المهنة، فيصعد عليه ليستطيع أن يصب عجينة القطايف على بلاطة الفرن، فأتقن المهنة ومازال.

 وفي حديثه عن أكثر المواسم التي تشهد إقبالا على القطايف يقول مصعب، "يشهد شهر رمضان إقبالا كبيرا على القطايف، إذ تعتبر أشهر حلوى رمضانية، فلا تكاد تخلو موائد الإفطار الرمضانية منها، كما أن الناس يقبلون عليها في فصل الشتاء كثيرا، إلا أن الإقبال عليها يكون ضعيفاً جدا في فصل الصيف".

ويعتبر أبناء التمام محلهم من أكثر المحلات التي يقبل عليها الناس لشراء القطايف؛ ويرجع ذلك إلى تمسكهم بالصنعة على أصولها وكما تعلموها من والدهم وجدهم، باستخدامهم الخميرة العربية، بعيداً عن استخدام الصبغات أو المنكهات.

 وعن التطور الذي شهدته مهنة صنع القطايف يوضح مصعب لمراسلة "الحياة الجديدة": "في الماضي كانت المهنة شاقة ومتعبة أكثر من اليوم، فكنا نعجن العجينة يدويا فنستغرق وقتا أطول في إعدادها، وكانت الأفران على الحطب، إلى أن أدخلنا العجانة الآلية وأفران الغاز في ثمانينيات القرن الماضي، الأمر الذي ساهم في زيادة كمية الإنتاج في وقت وجهد أقل".

يستمد أبناء التمام شهرتهم وتميزهم في صنع حلوى القطايف، من أصالة وشهرة المكان الذي اختاره أجدادهم قبل قرن، ويؤكد الأشقاء الثلاثة استمرارية عملهم بمحلهم القديم، رغم الظروف السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلدة القديمة في نابلس، ورغم تصدعه وتشققه، الذي يتطلب إعادة ترميم للسقف بين الحين والآخر.