التزلّج على الألواح في غزة.. رياضةٌ لم ترَ النور بعد
كتب/ أحمد الحاج أحمد
كثيرةٌ هي المعيقات والعقبات التي تقف في وجه الرياضة الفلسطينية بشكلٍ عام، بيد أن ذلك لا يمنع شبابها من التعرف على أنواع رياضية جديدة تتسلل إلى عالمهم من خلال مؤسسة أجنبية أو غير ذلك كما التعلّم عن طريق المقاطع المصورة على شبكة الإنترنت، وعلى الرغم من أن رياضة التزلج على الألواح أو "skateboard" اكتُشفت قبل حوالي نصف قرن في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت فيما بعد ظاهرة رياضية ممتعة في العديد من الدول، إلا أن تلك الألواح الرياضية غير متوفرة بالأصل في قطاع غزة.
قبل نحو سنتين، تمكنت مؤسسة بريطانية مكونة من عدة أشخاص متضامنين مع القضية الفلسطينية من توفير ما يقرب (20) لوحاً للتزلج منحته لنادي الأمل الرياضي بمدينة خان يونس، والذي احتضن هذا المشروع، حيث تم تدريب الشباب في النادي بشكل مكثف، بعدما تم تصميم لوح التزلج القوسي الذي يتم التدرّب عليه وتوزيع واقيات لأطراف الشباب المتدربين لتفادي إصابتهم، وذلك في المشروع الذي أُطلق عليه "التزلج من أجل الحياة".
تأثر الشباب الغزي بشكل كبير في الآونة الأخيرة بالثقافة العالمية لاسيّما الرياضية منها، حيث يرى من خلف شاشات الحاسوب أنواع رياضية حديثة ومشوقة، كفيلة بأن تخرجه من طور التقليد الرياضي للركض وراء الخارج عن المألوف في القطاع المحاصر الذي ما زالت رياضته الشعبية الأولى ككرة القدم تعاني الأمرّين من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال يحكم حصاره لقطاع غزة، مما دفع شبابها للبحث عن أنواع رياضية جديدة تُضفي رونقاً جديداً ومتعة كبيرة في أوقات الفراغ القاتلة.
لم ترَ النور!
يقول أيمن أبو ليلة رئيس نادي الأمل الرياضي الذي احتضن هذه الرياضة من خلال المؤسسة البريطانية، إنه وبعد جهود كبيرة تُشكر عليها المؤسسة من خلال توفيرها لكافة المعدات المتعلقة بهذه الرياضة وتدريب الشباب عليها، شهد النادي إقبالاً كبيراً من الشباب الراغبين بتعلم تلك الرياضة التي دخلت قطاع غزة لأول مرة قبل نحو سنتين، كما أن ألواح التزلج لم تتوفر إلا بعدد محدود أدخلته المؤسسة للقطاع.
وأوضح أن لوح التزلج القوسي الذي صُمم آنذاك لتدريب الشباب عليه بشكل أولي تلف مؤخراً بفعل مياه الأمطار كونه مصنوع من الأخشاب، وهو ما أدى إلى توقف رياضة التزلج على الألواح منذ فترة بسبب هذه المشكلة، وبالفعل سيكون التوقف مؤقتاً، وذلك لأن النادي سوف يحتضن نفس المشروع ولكن بإمكانيات أفضل لاسيما صنع اللوح القوسي الخاص بالتدريب من الباطون وليس الأخشاب.
وأكد أبو ليلة على ضرورة دعم المؤسسات المختصة للأنواع الرياضية الجديدة التي تحتاج لإمكانات معينة، مؤكداً أن الشباب الغزي يتواءم مع الرياضات الحديثة بشكل سريع للغاية، وهو ما أثبتته المدة القصيرة جداً التي أُتيحت لتدريب الشبان.
أسلوب حياة
يقول الطالب الجامعي عادل الذي يدرس التربية الرياضية، إن رياضة التزلج على الألواح تعتبر ثقافة مرتبطة بالشبان والشابات في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من البلدان المنتشرة بها هذه الرياضة، فهي ليست رياضة تحتاج لمغامرة ومتعة فحسب، بل إنها أصبحت ظاهرة مرتبطة بشعوبهم بعد توفير كافة الإمكانيات لها وانتشار النوادي والأماكن المخصصة لممارستها، فأصبح من السهل على الشخص اصطحابها وركوبها خلال تنقله من مكان لآخر.
وأضاف، على النقيض تماماً يحدث هنا في غزة، حيث لا دعم من المؤسسات للأنواع الرياضية الجديدة إلا القليل، ليضطر بعض الممارسين الغير محترفين إلى النفور عن الإقبال عليها، حيث لا أماكن رياضية مخصصة لذلك، لتصبح هذه الألواح حبيسة المنزل أو النادي إلى أن ترى النور مستقبلاً.
ومع بدايات هذه الرياضة في الدول الأوروبية، ظاهرة سلبية في الشوارع والأماكن العامة، مما اضطر الحكومة إلى إنشاء أماكن مخصصة أُطلق عليها "حديقة الاسطوانات"، كما عكفت الأندية الرياضية على احتضان الأشخاص الممارسين لهذه الرياضة وإنشاء أماكن مخصصة في النادي مع توفير كافة الإمكانيات.
ثقافة جديدة
بدوره، أوضح الشاب عبد الله الذي ما زال يدرس في المرحلة الثانوية وهو أحد الشباب الذين يمتلكون حذاء تزلج، أن هذه الرياضة الجديدة سوف تُضيف بشكل كبير إلى الشباب الرياضي في غزة، وعلى الصعيد الشخصي فإن التزلج على الألواح مُفضل على أي رياضة أخرى حتى التي أمارسها، مضيفاً، لطالما شاهدناها على شاشات الحاسوب ورغبنا في ممارستها.
وختم حديثه بالقول، إنه يتمنى أن تقوم المؤسسات الرياضية باحتضان الأنواع الجديدة من الرياضة التي تدخل القطاع المحاصر بدون أي إمكانيات، مؤكداً أن الشباب في غزة أثبتوا في العديد من الأنواع الرياضية الجديدة التي يمارسونها أنهم على قدر كبير من المسؤولية والاحترافية.
مواضيع ذات صلة