اللواء إبراهيم: ربط الدفاع المدني بالأرصاد الجوية إحدى أدوات السلامة المستحدثة
هدفنا تقليل مدة الاستجابة الى 9 دقائق وتوسيع دائرة تطبيق اشتراطات السلامة العامة
مدير عام الدفاع المدني في حوار صريح مع "الحياة الجديدة":
تجنيد 200 عنصر جديد.. وافتتاح مراكز جديدة واستحداث دليل إجراءات معيارية
أجرت الحوار: عبير البرغوثي
تحتاج المجتمعات والدول لمنظومة متكاملة من المؤسسات والاجهزة التي تكفل لها ادارة شؤون حياتها على أكمل وجه، وفي غمرة الاهتمام والعمل تحظى المؤسسات الواقعة في وجه التعامل اليومي مع الجمهور بالتركيز والاهتمام والحضور على أكثر من صعيد، وفي المقابل هناك عشرات المؤسسات التي لها أهمية استراتيجية تكون في الظل، لكن في الأزمات والتحديات والكوارث تكون هي من يعول عليها المواطنون لحماية أرواحهم وممتلكاتهم والعبور بهم الى بر الامان، من بين تلك المؤسسات الدفاع المدني، وهو الجهاز الذي يتحمل مسؤولية ومهام مفصلية في الأزمات والكوارث، فهو بمثابة المساعد للأجهزة الأمنية ذات العلاقة وكذلك لقوات الشرطة لحماية ممتلكات وارواح ابناء الوطن، كما يساعد الدولة على مواجهة الكوارث للخروج بأقل الاضرار الممكنة.
جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في حالة استعداد وتأهب بشكل دائم لأسوأ الظروف لحماية المواطن ومؤسساته من مختلف المخاطر.
في هذا اللقاء تطرق "الحياة الجديدة" بوابة الدفاع المدني الفلسطيني من جديد، لتتعرف على أهم انجازاته خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الحالي، من خلال معلومات مهمة يشاركنا بها اللواء العبد ابراهيم/ مدير عام الدفاع المدني، من خلال جولة رافق بها "الحياة الجديدة" في غرفة العمليات المركزية التي تم حاليا ربطها بالأرصاد الجوية الفلسطينية لرفع مستوى الحماية المقدمة للمواطنين خلال فصل الشتاء تحديدا، وللتعرف أكثر على أهم انجازات واستعدادات جهاز الدفاع المدني خلال الفترة المقبلة نضع بين أيديكم نص الحوار:
تجنيد 200 عنصر جديد.. وافتتاح مراكز جديدة للجهاز في محافظات مختلفة
حول أبرز الانجازات التي حققها جهاز الدفاع المدني خلال العام الحالي، فيما يتعلق بالتقنيات والتجهيزات والآليات التي باتت تستخدم من قبل كوادر الدفاع المدني، يوضح اللواء العبد إبراهيم: "ينظر الدفاع المدني لموضوع تطوير وبناء القدرات كحاجة ضرورية ومنسجمة مع تطور سبل العيش والاستثمار في فلسطين فما تفرضه الزيادة السكانية والتطور العمراني والصناعي من جهة ومخاطر التغيير المناخي من جهة اخرى من الأسباب والعوامل التي تتطلب تطوير وبناء قدرات الدفاع المدني من حيث تجهيز فرق للاستجابة المختلفة، وتكثيف جهود ادارة السلامة والوقاية لتطبيق معايير السلامة العامة من (أجهزة الإنذار المبكر والاطفاء التلقائي ومسارات وأدراج ومخارج الطوارئ) في شتى القطاعات (السكنية، والصناعية، والسياحية، والتعليمية، والزراعية"، وجميعها اشغالات لها تصنيفاتها من حيث درجة الخطورة ونوع الاشغال التي تتطلب معايير تحد من الحوادث وتوفر بيئة آمنة لمشغليها".
ويضيف اللواء إبراهيم: "هذا العام بالتحديد شهد تجنيد 200 عنصر جديد سينضمون قبل نهاية العام للخدمة في مرتبات الدفاع المدني وخاصة فرق الاطفاء والإنقاذ، كما تم تقييم الوضع الحالي في المحافظات لإعادة هيكلة مراكز ووحدات الدفاع المدني بهدف افتتاح مراكز جديدة في كل من الأغوار الشمالية والريف الغربي لبيت لحم ومناطق جنوب نابلس وغرب الخليل واعادة هيكلة وحدات الدعم والاسناد لتغطي أكبر قدر من المراكز بهدف اسنادها عند الحاجة، وهذا يأتي ضمن استراتيجية الحكومة لدعم صمود المواطنين وتوفير نظم الحماية المدنية لهم وضمن خطط الدفاع المدني بتقليل مدة الاستجابة والتي تعتبر جوهر وصول طواقم متخصصة لإنقاذ الأرواح والحد من الخسائر المادية".
40 حادثًا يوميا.. واستحداث دليل إجراءات معيارية
كيف يعمل الدفاع المدني في ظروف الأزمات وكيف يتكيف مع تعقيدات الظروف في الاراضي الفلسطينية، هنا يوضح اللواء ابراهيم "الظروف الصعبة جزء من الحياة اليومية لأبناء شعبنا الذي تفرض عليه قيود الاحتلال يوميا تحديات قد تعرض حياته للخطر وممتلكاته للأضرار والخسائر، ونحن في الدفاع المدني نعمل بكل جهد لصقل هوية كافة منتسبينا بالهوية الوطنية الفلسطينية من أجل أن يتحملوا مختلف الظروف ليستطيعوا الحركة بالسرعة الممكنة لأماكن الاستغاثة لمن يطلبها دون تمييز أو تأخير، العمليات المركزية تسجل متوسط أحداث 40 حادثًا يوميا تزيد في فصلي الشتاء والصيف وتنخفض في فصلي الخريف والربيع وتصل مدة الاستجابة في المناطق الحضرية في المدن لمعدل 7 الى 8 دقائق، وفي القرى والبلدات من 12 الى 14 دقيقة وتزداد صعوبة الوصول في اوقات الذروة صباحا او بعد ساعات الظهر المرتبطة بحركة المركبات والاكتظاظ المروري الذي تشهده الشوارع المختلفة، ولا ننسى اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على ممتلكات المواطنين من المزارع والمباني، واعاقتها لعمل الطواقم للوصول في الوقت المناسب لتنفيذ عملهم في اخماد الحرائق أو اخلاء المواطنين في تلك الاحداث"، ويتابع: "جميع هذه الأحداث والمتغيرات نضعها في اعتباراتنا وضمن خطط عملنا وهذا ما دعانا الى تطوير دليل اجراءات معيارية تلتزم به الطواقم كأوامر ثابته تساعدهم على اتخاذ الاجراء المناسب لكل حدث كطلب المساندة من أجهزة مختصة أو مساندة من مراكز أو مديريات لمحافظات قريبة لهذا تتسم انشطة الدفاع المدني بالمهنية والكفاءة".
التدريب عملية مستمرة والشراكات المحلية ضرورية
وحول أبرز الآليات والخطط التي يضعها الدفاع المدني لتطوير كادره البشري، وهل لدى مؤسسة الدفاع المدني بنية خاصة لبناء القدرات والتدريب أم يتم الاعتماد على مصادر خارجية، يقول اللواء إبراهيم: "عملية التدريب هي عملية تراكمية ومستمرة لكافة منتسبي الدفاع المدني كما لهيئة تدريب قوى الامن الفلسطيني دور أساسي في بناء وتطوير قدرات المنتسبين فيتم تدريب المنتسبين وفق ثلاثة برامج أساسية:
الأول: التدريب التأسيسي من حيث بناء القدرة البدنية والمهنية والتنشئة الوطنية.
الثاني: تأهيل الضباط والعمل مع قوى وتشكيلات أمنية وعسكرية مختلفة.
الثالث: التدريب المتخصص في أقسام وادارات الدفاع المدني".
في السياق ذاته، يقول ابراهيم: "لدينا مركز تدريب متخصص في مدينة أريحا يضم العديد من المرافق والميادين التدريبية، كما لدينا شراكة مع هيئة التدريب العسكري لاستخدام مرافقها وميادينها عند الحاجة، إضافة إلى شراكة دولية واتفاقيات لابتعاث منتسبينا لتلك الدول من اجل الاستفادة من دورات قصيرة وطويلة المدى، ونشارك في ورشات ومؤتمرات اقليمية ودولية لنبقى على تطور دائم ومستمر"، مضيفا "الشهر المقبل ستبدأ سلسلة دورات متخصصة في الجمهورية الرومانية لعدد من كوادرنا اضافة الى برنامج بكالوريوس هندسة الاطفاء الذي يخرج كل عام عشرة ضباط يلتحقون بصفوف الدفاع المدني وخاصة في ادارة السلامة والوقاية. كما ينفذ الدفاع المدني سنويا عشرات التمرينات المشتركة التي يقيس من خلالها مدى جاهزية الطواقم وطرق تقسيم أدوار الشركاء من منظمات الطوارئ كالهلال الأحمر والخدمات الطبية وقوى الأمن كما تتم هذه التمرينات بهدف اطلاع الجمهور على مدى الجاهزية لدى الطواقم وبث رسائل الطمانينة لزيادة ثقة الجمهور بمؤسساته الوطنية المختلفة".
إطلاق مشروع تطوير التنبؤات الجوية في فلسطين
وحول عملية وطبيعة ربط عمل ومهام جهاز الدفاع المدني مع عمل الأرصاد الجوية، يوضح اللواء إبراهيم: "هذا العام وقبل شهر من الآن تم اطلاق مشروع تطوير التنبؤات الجوية في فلسطين ضمن تعاون بين الدفاع المدني والارصاد الجوية بتزويد الارصاد الجوية بأجهزة حديثة ومحطات رصد واجهزة انذار مبكر من الفيضانات تم تركيبها في مناطق الاودية والمناطق التي شهدت حوادث وخسائر بشرية ومادية في سنوات سابقة كمناطق اريحا والاغوار ومحافظتي قلقيلية وطولكرم، كما تم ربط هذه التقنيات مع غرفة العمليات المركزية في الدفاع المدني التي تحصل على تنبؤات الحالة الجوية بكل دقة"، ويتابع اللواء: "هذا المشروع مكن الأرصاد الجوية من الوصول الى خوادم مراكز أرصاد دولية وعالمية لزيادة دقة المعلومات وهذا سينعكس على خدمة الدفاع المدني بشكل أساسي باطلاق ارشادته وتعليماته بتحذير المواطنين من مخاطر مختلفة مرتبطة بالطقس والمناخ كما سيوفر للقطاع الزراعي معلومات سريعة ودقيقة تساهم في تحذير المزارعين من المخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ كما سيساعد الحكومة على اتخاذ قرارات تهم المواطنين في القطاعات المختلفة كالتعليم والصحة".
5453 حادث اطفاء و2331 حالة إنقاذ خلال النصف الأول من 2022
وحول إمكانية تزويدنا بإحصائية تبين عدد الحوادث التي تعامل معها الدفاع المدني خلال النصف الأول من عام 2022، وما هي انواع الحوادث التي تمت تغطيتها خلال هذه الفترة، يقول اللواء إبراهيم "بلغت حوادث إطفاء الحرائق 5453 وكانت الأقل في شهر كانون الثاني، حيث بلغ مجموع الحرائق التي تعاملت معها الطواقم 301 حريق، بينما ارتفعت نسية الحوادث في شهر حزيران، حيث بلغت 2003 حرائق، اما حوادث الانقاذ فقد بلغت 2331 حيث كانت الاعلى في حوادث الانقاذ في شهر يناير حيث بلغت 537 حادث انقاذ والاقل كانت في شهر شباط حيث بلغت 279 حادث انقاذ. وبالمقارنة مع النصف الاول من عام 2021 فقد شهدت حوادث الاطفاء واخماد الحرائق انخفاضا بنسبة 18% عن العام الماضي للفترة نفسها، أما حوادث الإنقاذ فقد ارتفعت بنسبة 10% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. اما بالنسبة للخسائر البشرية والمادية فقد نتج عن هذه الحوادث اصابة 43 مواطنا ناتجة عن الحرائق ووفاة 9 أشخاص كما أصيب 21 من رجال الاطفاء والانقاذ خلال تأدية مهامهم، أما حوادث الانقاذ فقد نتج عنها اصابة 724 مواطنا ووفاة 30 مواطنا في تلك الحوادث".
في سياق منفصل، أكد ابراهيم "ان التقارير في الدفاع المدني هي أحد أهم المؤشرات التي نتخذ قراراتنا بناء عليها، فالعمليات المركزية تصدر تقريرًا يوميًّا واسبوعيًّا وشهريًّا ونصف سنوي وسنويًّا ويتم نشرها وتوزيعها على مختلف المؤسسات ومتخذي القرار على المستويات المختلفة ونتعامل مع هذه الارقام بكل مسؤولية وخاصة الحوادث التي ينتج عنها وفيات وخاصة الاطفال الذين يقضون في حوادث حرائق المنازل المؤسفة".
تعاون وطني ودولي في حالات الكوارث.. وقانون الدفاع المدني ينظم الحالة العامة خلال الطوارئ
كيف يقيم مدير عام الدفاع المدني علاقة الجهاز مع المؤسسات الدولية والعالمية والإقليمية المعنية بالدفاع المدني؟ وكيف يبني الدفاع المدني شراكاته على المستوى الداخلي بهدف تكامل الادوار؟ يجيب اللواء ابراهيم: "وفقا لقانون الدفاع المدني رقم 3 لعام 1998 والمقر من المجلس التشريعي الفلسطيني، نحن مكلفون بإنفاذ القانون ونعمل تحت مظلة وزارة الداخلية الفلسطينية الى جانب ثلاثة أجهزة هي الشرطة والأمن الوقائي والضابطة الجمركية ونعتبر وفقًا لهذه الهيكلية من قوى الامن الداخلي، كما يعتبر قانون الدفاع المدني هو القانون الذي ينظم الحالة العامة في حالات الطوارئ التي تستدعي العمل مع شركاء حكوميين ومنظمات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والمتطوعين ودورنا كأمانة سر المجلس الاعلى الذي يرأسه وزير الداخلية أن نقوم بتركيز كافة الجهود والإمكانيات الوطنية لضمان سير الحياة العامة في ظل الأزمات والطوارئ، وهذا الدور يتطلب منا أن نعمل طوال العام وبكل الامكانيات من اجل التعاون الوطني و الدولي في حالات الكوارث التي تفوق قدرتنا على التعامل في حالات تعرضنا لها، ووفقا لهذه المسؤوليات نحن اعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية واعضاء في مجلس وزراء الداخلية العرب ومكتب الحماية المدنية والدفاع المدني العربية كما لدينا اتصال مع مركز الطوارئ والأزمات الاوروبي ضمن آليات الحماية المدنية الاوربية ولدينا عمل متواصل مع مكتب المساعدات الانسانية التابع للامم المتحدة (اوتشا) كما لدينا سلسلة اتفاقيات ثنائية في مجال الحماية المدنية مع دول عربية وأجنبية ننفذ من خلالها مجموعة من البرامج والأنشطة بهدف القيام بمسؤولياتنا على أكمل وجه".
سرعة الاستجابة وتقليل مدتها من أهم مرتكزات استراتيجية الدفاع المدني
وحول أولويات جهاز الدفاع المدني في المرحلة الحالية التي يسعى إلى ترسيخها بحيث يمكن أن نعتبرها الأساس في عمل الدفاع المدني في هذه المرحلة، يوضح اللواء ابراهيم هذه الجزئية: "نعمل وفقًا لاستراتيجية أساسها الاولوية حماية الارواح والممتلكات الخاصة والعامة وتوفير الحماية للتنوع الطبيعي والبيئي والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للشعب الفلسطيني، كما نسعى الى تحقيق خمسة أهداف:
- تقليل مدة الاستجابة للحوادث خلال الثلاث سنوات القادمة من معدل 11 دقيقة الى 9 دقائق.
- توسيع دائرة تطبيق اشتراطات السلامة العامة في مختلف القطاعات لتصل الى 150 ألف منشأة سكنية وتجارية وصناعية وغيرها من الاشغالات خلال العامين المقبلين.
- اكساب مهارات وعلوم الدفاع المدني لتصل الى نصف مليون مواطن من مختلف الفئات العمرية والتركيز اكثر على فئة الشباب لاستثمار طاقاتهم في خدمة القضايا الانسانية في حالات الطوارئ خلال العامين القادمين.
- ايصال رسائل الدفاع المدني التوعوية عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام لتطوير السلوك الذي يراعي سبل الوقاية والحماية الذاتية لأفراد ومنظمات المجتمع الفلسطيني خلال الثلاث السنوات المقبلة.
- تشكيل فرق وطنية تضم شركاء وخبراء لمعالجة مخاطر تهدد سلامة المجتمع الفلسطيني كالفريق الوطني الخاص بحماية الموروث الثقافي والفريق الوطني لمكافحة الألغام والمتفجرات خلال الثلاث سنوات المقبلة.
ضعف في الموارد البشرية والمادية.. واستهداف زيادة عدد مراكز الاستجابة الى 75 مركزا حتى عام 2025
وحول الموارد والمتطلبات اللازمة لتمكين الدفاع المدني من تطوير قدراته الحالية والحفاظ على المستوى العالي لدوره وجودة الخدمات والتدخلات التي يقدمها في مختلف مجالات ونطاق عمله ودوره الحيوي في ظل الوضع الراهن، يكشف اللواء ابراهيم "لدينا ضعف في الموارد البشرية والمادية مقارنة بالمهام والمسؤوليات والواجبات المطلوب تنفيذها ووفقًا لخطة الدفاع المدني يجب ان تزيد اعداد المراكز لتصل الى 75 مركز استجابة حتى عام 2025 وهذا يحتاج الى أفراد جدد ومركبات ومعدات واحتياجات بنية تحتية وخدمات كالهرباء والاتصالات واحتياطي ماء حتى تستطيع افتتاح المراكز لخدمة المواطنين وجميع هذه المتطلبات، هي فقط لمراكز الاستجابة لحالات الاطفاء والانقاذ، أما تطوير جولات السلامة والوقاية فهي أيضًا بحاجة الى موارد بشرية من مهندسين ومفتشين وفنيين وايضًا مركبات التنقل وزيادة الزيارات الميدانية على المباني والمنشآت والمصاعد وغيرها من الرقابة على الاشغالات بما فيها اشغالات ترفيهية من مسارح ومنتزهات وصالات رياضية وتعليمية".
ويضيف "كما يحتاج التدريب المجتمعي وانتاج محتوى توعوي الى موارد بشرية وامكانيات مادية لتستطيع ايصال رسائل وتدريبات ومهارات للمجتمع لتسلحهم بعلوم المعرفة ومحاربة الجهل والاهمال الذي يتسبب سنويا بآلاف الحوداث والخسائر في الارواح والممتلكات".
400 دورة تدريبية لرفع الوعي المجتمعي استفاد منها 50 ألف مواطن
سلامة الفرد والمجتمع والممتلكات ركائز مهمة في استراتيجية الدفاع المدني، وأردنا أن نتعرف إلى كيفية تطبيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، وكيف ينظرون في الجهاز الى وعي وتعاون الجمهور مع عمل الدفاع المدني خاصة في حالات التدخل التي يقوم بها، وهنا يوضح اللواء إبراهيم: "لدى إدارتي التدريب والعلاقات العامة برامج مشتركة تهدف الى رفع الوعي المجتمعي فلدينا كادر في إدارة التدريب يعمل ضمن جدول زمني وموسمي لتغطية أكبر قدر ممكن من الدورات التدريبية فقد وصلت الدورات الى ما يقارب من 400 دورة تدريبية استفاد منها ما يقارب من 50 الف مواطن من مختلف الفئات العمرية، نركز فيها اكثر على طلبة المدارس وربات المنازل في دوراتنا ليكونوا مستجيبًا أول للحوادث المختلفة وفقا لقاعدة كل حادث وحريق يبدأ صغيرًا. اما العلاقات العامة فهي ادارة تميل في عملها الى برامج التوعية اكثر من كونها علاقات عامة بمفهومها التقليدي فهي تدير حسابات على مواقع فيس بوك وانستغرام وتك توك ولديها موقع إلكتروني عصري خدماتي وتقوم بنشر كل ما هو مفيد ومهم للمجتمع الفلسطيني وتراعي كافة المعايير الأخلاقية في نشر الاخبار والحوادث وتلتزم بمعايير الدقة والسرعة والموضوعية لمحاربة الاشاعة والاخبار المضللة والمغلوطة، ويهدف هذا النشاط المشترك إلى إكساب الأفراد والجماعات مهارات وعلوم الحماية المدنية ليتمكنوا من تقليل درجات المخاطر والتدخل العاجل لاية حوادث قبل وصول اية طواقم متخصصة".
ويضيف: "ولا ننسى عمل المتطوعين الذين يعملون في صفوف الدفاع المدني سواء في الحملات او في الاستجابة المبكرة للحوادث وهم يعملون دون مقابل او مردود مادي ويبلغ عددهم ما يقارب من 2500 متطوع موزعين على 160 فرقة في مختلف المدن والقرى والمخيمات والتجمعات البدوية نوفر لهم معدات بسيطة واجهزة اتصال ونبقى على تواصل دائم معهم سواء في التدريبات التنشيطية او الحملات والنشاطات المجتمعية".
خطة قطاعية متعددة لمواجهة فصل الشتاء المقبل
وفيما يخص خطة طوارئ الدفاع المدني لمواجهة الازمات والكوارث على مستوى الاراضي الفلسطينية، وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء؟ وما هو المطلوب من المؤسسات الرسمية لمساندة خطط واجراءات الدفاع المدني لتحقيق ذلك؟ يقول إبراهيم: "في بداية شهر تشرين الاول نعطي تعليمات ببدء التحضير لمواجهة مخاطر فصل الشتاء ضمن خطة قطاعية متعددة، في المستوى المركزي يبدأ إعداد التحضير لاجتماع المجلس الاعلى للدفاع المدني بإعداد لائحة بالمواضيع التي سيناقشها الاجتماع لإطلاع الشركاء والسماح لكل شريك بعرض خطته ضمن مسؤولية كل مؤسسة.
وعلى مستوى الجهاز يتم العمل على 3 اتجاهات:
الاتجاه الاول: تجهيز الآليات والمعدات ورفع درجات الاستعداد والتنسيق مع الشركاء في مختلف المحافظات وتبدأ زيارات التفقد لمواقع البينة التحتية من مناطق الأودية وعبارات تصريف المياه ة وازالة العوائق أمام شبكات الكهرباء والاتصالات وغيرها من الخدمات الحيوية التي يجب ان تبقى تعمل دون انقطاع.
الاتجاه الثاني: تجهيز غرف العمليات وفحص كافة شبكات الاتصال وملاءمتها لاستقبال اعضاء فرق الطوارئ لتكون جاهزة لاستقبال البلاغات وطرق الاستجابة ضمن توزيع المهام وفقًا لطبيعتها.
الاتجاه الثالث: التوعية الجماهيرية والعمل المشترك مع وسائل الاعلام لنشر كل ما هو ضروري لاطلاع الجمهور على تحديثات الطقس وارشادات وتحذيرات الدفاع المدني والاجهزة الاخرى".
لقطات إنسانية من واقع عمل رجال الدفاع المدني
بسالة رجال الدفاع المدني تتجلى في دخولهم دائماً في دائرة الخطر لإنقاذ الأرواح، هل لنا أن نتعرف إلى بعض من هذه المواقف الشجاعة؟ يروي اللواء ابراهيم بعضًا من هذه المواقف: "تتجلى أجمل المشاعر الانسانية في إرادة الله بأن يسخر رجال الدفاع المدني في الوقت المناسب لإنقاذ الارواح وتقديم المساعدة عندما يطلبها الآخرون، اذكر هنا قيام طاقم من الدفاع المدني في جنين بإنقاذ عائلة مكونة من أم وثلاثة اطفال من منزل محترق عبر دخول الطاقم من إحدى النوافذ والبدء بإخلاء المصابين، كما أذكر هنا إخلاء طاقم الدفاع المدني في رام الله طفلة من حريق منزل فاقدة للوعي نتيجة الاختناق فقام الطاقم بتقديم الانعاش الرئوي لها ونقلها الى أقرب مركز طبي في المحافظة، وأمام هذه التضحيات والعمل بكل بسالة وشجاعة نحاول ان نكرم الطواقم نظير بسالتهم وشجاعتهم كجزء من تحفيز العاملين".
الاعلام الفلسطيني شريك استراتيجي للجهاز في توعية المواطن ومحاربة الإشاعة
كيف تنظرون لدور الاعلام الرسمي ووسائل الاعلام بشكل عام في تعزيز رسالة ودور الدفاع المدني في فسطين؟ يجيب الواء ابراهيم: "ننظر لوسائل الاعلام كشريك في كل مراحل عملنا ونرى أن مسؤولية الاعلام مهمة في التوعية لأنها تعزز سلاح المعرفة وتحارب الجهل وتهدف الى الارتقاء بالسلوك الانساني وخاصة في حالات الطوارئ والأزمات، ووفقًا لهذا المستوى فنحن نعمل على ادارة العلاقات الاعلامية مع كافة وسائل الاعلام ونتفهم مهنيتهم ليتقاسموا معنا توعية المواطنين ومحاربة الإشاعة، والتوظيف الأمثل للأدوات الإعلامية حتى تكون قادرة على تغيير بعض السلوكيات السلبية في المجتمع وتبني ثقافة الوقاية والسلامة في مختلف مناحي الحياة".
مواضيع ذات صلة