عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 27 تموز 2022

هكذا يخرج الأسرى من أقبية الاحتلال..!

رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- غزا الأمل والدة الأسير محمد عبيد، وغمرت الفرحة وجدان زوجته، ودبت السعادة في قلوب أطفاله، بخبر الإفراج عن ابنهم من أقبية وسجون الاحتلال، أعدت الأم الطعام المفضل لنجلها، الزوجة تنتظر وأطفالها وصول موكب الأسير المحرر بلهفة.

في صباح الأحد 24 يوليو/ تموز، أنهى الأسير عبيد مدة محكوميته التي وصلت 18 شهرا في سجن النقب الصحراوي، وتم الإفراج عنه وإلقاؤه على ما يسمى حاجز بئر السبع العسكري بحالة صحية صعبة ومؤلمة، ولم يتمكن من المشي لعبور الحاجز ولقاء ذويه، وبعد طول انتظار حاول أشقاؤه الوصول إلى الجانب الآخر للبحث عن شقيقهم بعد أن تسربت لهم أخبار تفيد أن أحد الأسرى المحررين ملقى على طرف الحاجز العسكري تحت أشعة الشمس بحالة إغماء، ولا يقوى على المشي، إلا أن قوات الاحتلال المتمترسة هناك منعتهم من ذلك، محاولات العائلة بالوصول إلى ابنها باءت بالفشل، حتى تمكن أحد العمال الفلسطينيين من حمله على كتفه ونقله عبر الحاجز لذويه، وهنا كانت الصدمة.

تبددت فرحة العائلة، وتبدلت البهجة إلى حزن عميق وألم شديد، وانكسرت الحياة في نفوسهم، إذ رأوا ابنهم على ما لم يتوقعوه وما يخشون رؤيته فيه، بل كل من شاهد محمد انفطر قلبه عليه واقشعر بدنه وارتجف فؤاده.

ففي مشهد أبكى الجميع، ظهر الأسير المحرر محمد عوني عبيد (38 عاما) من بلدة عنزة جنوب غرب جنين في حالة يرثى لها، بحالة نفسية وصحية متردية، لدرجة أنه لم يقو على الحركة ولا الحديث بعد أن ارتكبت سلطات الاحتلال ومصلحة إدارة السجون بحقه جريمة مكتملة الأركان، تؤكد مدى الصرخات التي أطلقها أثناء التعذيب لدرجة أفقدته القدرة على الكلام، ومسحت من ذاكرته جزءا كبيرا من تفاصيل حياته.

يروي عبد الله عبيد شقيق الأسير لـ "الحياة الجديدة" أن شقيقه الذي يرقد على سرير العلاج في مشفى جنين الحكومي لم يكن يعاني من أي أمراض قبل اعتقاله في شباط/ فبراير من عام 2021، وكان يتمتع بصحة بدنية وعقلية سليمة، وزنه يزيد على 80 كيلوغراما، وأفرج عنه بجسد هزيل نحيف لا يصل إلى 35 كيلوغراما، لا يستطيع الكلام ولا الوقوف أو المشي.

ويتابع: في الفترة الأخيرة من اعتقاله لم تتمكن العائلة من رؤيته أثناء الزيارات، وحسب إدارة مصلحة السجون فإن محمد كان يرفض الخروج للزيارة كونه يشعر بالتعب ولا يرغب أن تراه زوجته ووالدته على هذه الحال، ولم يبلغونا بوضعه الصحي الصعب والمتردي لدرجة فقدان الذاكرة.

ويؤكد أن حياة شقيقه ما زالت مهددة بالخطر، وقد أظهرت الفحوصات الطبية أنه يعاني من نقص حاد في المعادن والأملاح وتضخم في الكلى نتج عن الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له داخل سجون الاحتلال. وطالب المنظمات والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية، والمجالس الأممية المختصة بتحمل مسؤولياتها في فضح أبعاد هذه الجريمة ومحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال عليها، وفي مقدمتها الصليب الأحمر الدولي ومجلس حقوق الإنسان وغيرها.