عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 27 تموز 2022

البحث عن رغيف الخبز.. أحدث المشاهد القاتمة في لبنان

منعم عوض: المخيمات بحاجة لأفران تتغذى منها في كل المناطق

بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- إذا كان رغيف الخبز وهو أبسط حاجات الناس، قد عجز المسؤولون عن تجنيبه الحرب المعيشية في لبنان، فماذا عن قضايا الوطن الذي يتحلل مع تهاوي مرافقه الرئيسية، مسلسل ذل المواطن لا يتوقف من الكهرباء إلى المحروقات والودائع في المصارف والمياه والمشافي والدواء.. وآخر المشاهد القاتمة أمام الأفران والمخابز التي اصطفت طوابير المواطنين أمامها بانتظار الحصول على ربطة خبز قل عدد أرغفتها وعلا سعرها.

قلة من الأفران في لبنان ما زالت تعمل مع تقنين التوزيع على المواطنين الذين يطلع النهار عليهم أمام أبوابها، بعضهم لا يستطيعون الوصول بسبب الازدحام الكبير للسيارات على الطرقات المؤدية إليها، فيعودون أدراجهم لعل الحظ يحالفهم في زيارة أخرى، ويتكرر مشهد غالون البنزين، ليكون الخبز هذه المرة سلاح التجار والمحتكرين إذ وصل سعر ربطة الخبز للخمسين ألف ليرة في بعض المناطق، عدا عن الإشكالات التي ترافق التوزيع ما اضطر بعض الأفران للاستنجاد بالقوى الأمنية.

وتتأثر المخيمات الفلسطينية في لبنان بأزمة الرغيف كما كل الأزمات التي تضرب لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات خصوصا مع التراجع المستمر في خدمات الأونروا.

أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان المهندس منعم عوض يوضح لـ "الحياة الجديدة" انه ورغم التكافل الكبير في المجتمع الفلسطيني والذي يشكل بارقة أمل في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها لبنان، إلا أن العوائق تمنع الإنسان من الوصول إلى حاجاته، وهذا ما يحصل اليوم مع أهلنا في المخيمات الذين يتأثرون كغيرهم بالأزمات المتلاحقة وآخرها الخبز.

ويضيف: المشكلة أن التجار توقفوا عن توزيع الخبز على دكاكين المخيمات ما اضطر الناس أن يقصدوا الأفران المجاورة العاملة خارج المخيمات، علما أن الأخيرة لا يوجد أفران فيها وهذه مشكلة كبيرة، باستثناء فرن واحد يعمل في مخيم الرشيدية يزود أبناء المخيم وقرى الجنوب المجاورة بالخبز.

وشدد عوض على ضرورة إيجاد مخارج للأزمة التي لا نعرف نهاية لها بفتح فرن في كل منطقة، الأمر الذي يخفف من معاناة أهلنا في المخيمات ويكون داعما للجوار أيضا، مطالبا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بالتحرك لأنها المسؤولة عن اللاجئين وغذائهم الذي يعد من مهامها.

وتطرق أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان منعم عوض إلى تأثيرات باقي الأزمات، فيرى أن الكهرباء هي مشكلة المشاكل بسبب جشع أصحاب المولدات في كل المخيمات ما عدا عين الحلوة الذي نظمت اللجنة الأمنية المشتركة فيه التوزيع والأرباح، الأمر الذي يجب تعميمه في كل المناطق التي تأتينا الشكاوى منها حول المبالغ الكبيرة التي يدفعها أهلنا لأصحاب المولدات وبعضهم يطلبونها بالدولار.

وبالنسبة للمياه يوضح عوض أن المخيمات لا تعاني من مشاكل نسبة لباقي المناطق المقطوعة منها بسبب وجود الآبار التي يحظى كل منها بمولد كهربائي خاص فيها تؤمن منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية ودائرة شؤون اللاجئين المحروقات لها من أجل استمرارية عملها.

وفي ظل الارتفاع الجنوني لفاتورة الاستشفاء في لبنان يلفت عوض إلى الوضع الصحي للاجئين مطالبا الأونروا يالاستشفاء الكامل للاجئين الفلسطينيين لأن الأموال التي تحصل عليها كافية للتغطية 100% وبصرف مبلغ الـ 13 مليون دولار المخصص للملف الصحي عليه فقط وليس على ملفات أخرى، واصفا ذلك بغير المبرر طالما أن المبلغ يدفع للصحة، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع الاستشفائي في لبنان.

وإذ شدد عوض على أهمية التعليم في مدارس الأونروا التي حققت نتائج مهمة في الامتحانات الرسمية الأخيرة فقد ثمن الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الرئيس محمود عباس في تخفيف الأعباء عن كاهل شعبنا وطلابنا، وإلا كنا في مشكلة كبيرة، بهذا ختم مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان المهندس منعم عوض كلامه لـ "الحياة الجديدة".