الفلسطينية لين القاسم: الأولى على محافظة جبل لبنان والثانية على مستوى لبنان
بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- الثانية فلسطينية.. عبارة تتردد في الشارع اللبناني الذي تابع صدور نتائج الشهادة المتوسطة في مختلف المناطق اللبنانية، هي لين وليد القاسم التي احتلت المرتبة الأولى على محافظة جبل لبنان والثانية على مستوى لبنان من بين حوالي 150 ألف طالب وطالبة تقدموا لامتحانات الصف التاسع الرسمية بحسب ما أفادت وزارة التربية والتعليم اللبنانية.
بالتوازي رفعت لين اسم وطنها ومدرستها " بيروت الدولية – بشامون " وعائلتها المنحدرة من قرية الشيخ داوود قضاء عكا في فلسطين التي لجأ أجدادها منها إلى لبنان إبان نكبة 1948 فكانت محطتهم الأولى في مخيم نهر البارد، والدها هو وليد القاسم الذي ولد وترعرع في مخيم برج البراجنة وتعلم في مدارس الأونروا فيه، قبل أن يسافر إلى الفلبين ويتخرج من جامعاتها متخصصا بعمل المختبرات الطبية.
على مدى 24 عاما عمل القاسم في مختبرات مستشفى فؤاد خوري الواقع في منطقة الحمراء في العاصمة بيروت حيث التقى بشريكة حياته اللبنانية المتخصصة في مجاله أيضا مها ناصر وتزوجا ورزقا بثلاثة أولاد هم: جمال ومحمود ولين، قبل أن يترك عمله منذ ثلاث سنوات عقب الأزمة التي عصفت بلبنان.
فرحة في بيت العائلة ترتسم على وجوه أفرادها، الأب والأم والأخوان جمال خريج الجامعة الأمريكية في التمريض الذي يعمل في أحد مشافي بريطانيا ومحمود الذي يدرس إدارة الأعمال في تركيا.
يقول الأب في لقاء أجرته "الحياة الجديدة" مع عائلة القاسم في بشامون: علمت أولادي في مدرسة بيروت الدولية B.I.S في بلدة بشامون (جبل لبنان) حيث نسكن منذ عام 2000، كانت لين من صغرها مثابرة على الدراسة وتريد الأفضل، لم تكن ترضى بأقل من المرتبة الأولى على شعب صفها.
ويستطرد وليد القاسم عن سني تعبه من أجل مستقبل أبنائه: كنت أعمل 22 ساعة في اليوم موزعات على ثلاثة دوامات كي أستطيع تأمين الحياة اللائقة لعائلتي، إلى أن انهارت العملة اللبنانية وبات راتبي يساوي 100 دولار بعد أن كان بحدود الـ3000 دولار، مبلغ لم يعد يكفي لتسديد كلفة مواصلاتي إلى منطقة الحمراء فقررت ترك عملي وتقاضيت تعويضا عن سني الخدمة يوازي 2000 دولار أميركي بدلا من 50 ألف دولار، كل ذلك بسبب انهيار الليرة اللبنانية.
"الحمدلله" كلمة يرددها الأب الفخور بابنته، وهو لا يخفي سعادته بالتهاني التي تلقاها من أبناء شعبه في الوطن والخارج والمخيمات في لبنان، الكل اتصل بي مباركا، هذه فرحة عظيمة " ونجاح لين هو نجاح لفلسطين، نحن نفخر بكل تفوق يحققه الفلسطينيون في كل أنحاء الأرض وهذا يعتبر تحديا وصمودا بوجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يصر على مصادرة حقوقنا منذ 74 عاما.
تبدي الأم مها كل المحبة والاحترام لمدرسة "بيروت الدولية" التي تعلم فيها أولادها منذ صغرهم: "أحبها لأنها لا تميز بالجنسية ولا الطوائف، واليوم اتخذت رئيسة المدرسة نوال المقدم قرارا بتعليم لين مجانا طيلة المرحلة الثانوية، فلها منا، باسم كل عائلتي، كل الشكر والتقدير".
وقالت لين القاسم للحياة الجديدة : فرحت أني حققت ما كنت أصبو إليه، وسأكمل مسيرتي التعليمية حتى الجامعة وهدفي أن أتفوق في هندسة البرمجيات وأحصل أيضا على منحة تعفي أهلي من تكاليف تخصصي وبعدها أسافر إلى الخارج لأنضم إلى إخوتي جمال ومحمود في بلد واحد.
وعلقت لين على موضوع نجاحها الذي أخذ ضجة لأنها فلسطينية بالقول: هذا فخر لي ولأهلي، وأتمنى أن تتحرر فلسطين وأكمل تعليمي في جامعاتها وأعمل فيها.
وفي اتصال أجريناه مع رئيسة مدرسة "بيروت الدولية" نوال المقدم قالت: إن لين القاسم طالبة تربت وتعلمت في مدرسة بيروت الدولية من صفوف الروضة حتى الصف التاسع الأساسي، حيث كانت مثال الطالبة المجتهدة المثابرة وقدوة لزملائها.
وأضافت المقدم: هي بمرتبتها الثانية على لبنان بمعدل ١٩٫٢٢ لم تكن بعيدة عن المرتبة الأولى نتمنى أن تنالها في الصف الثاني عشر، حيث قدمت لها مدرسة بيروت الدولية منحة تعليم كاملة للمرحلة الثانوية كاملة، وهي تبشر بمستقبل واعد، ونسأل الله تعالى أن يوفقها في مستقبلها العلمي وأن تخدم البشرية بإبداعات وفكر قادم".
مواضيع ذات صلة