إلى أين؟... وإلى متى؟
د. نجيب القدومي*
جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني تلقى صمتا دوليا غير مبرر، كما أن المجتمع الدولي من خلال سياسة الكيل بمكيالين بعيد جدا عن محاسبة الكيان الإسرائيلي وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإصرار هذا الكيان على تنفيذ مخططه العدواني الذي يشمل الإعدامات الميدانية وسياسة التطهير العرقي والفصل العنصري دون رادع أو محاسبة، يؤكد عدم وجود شريك إسرائيلي؛ لأن هذه السياسة المتطرفة وأكثر انتهجتها حكومات الاحتلال كافة، وما زالت، ما يدفع الأمور نحو الانفجار الذي يتحمل الاحتلال جميع تبعاته، لأن كل فلسطيني يرفض هده السياسة التي يتضح من خلالها أن يد الاحتلال طالت البشر والحجر والشجر ما يؤكد ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل، الذي أصبح برجاله ونسائه وأطفاله، ومدنه وقراه ومقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية كافة هدفا مباشرا لجيش الاحتلال الإسرائيلي وللمتطرفين تحت حماية هذا الجيش، وتحت مرأى ومسمع دول العالم.
إن شعبنا الفلسطيني لن تثنيه هذه السياسة العدوانية عن ممارسة حقه المشروع في مقاومة الاحتلال بأشكال المقاومة كافة، وبصموده الأسطوري أمام الآلة العسكرية المتطورة والمدعومة من الولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، وسيستمر بالمقاومة وبالثبات على أرضه إلى أن تتحقق مطالبه المشروعة والمتمثلة الآن بكنس هذا الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
لقد آن الأوان لكي نتأكد مرة أخرى اننا اذا لم نقف مع انفسنا أولا فلن يقف معنا أحد، فلا بد أن تتراجع حماس عن انقلابها لينتهي هذا الانقسام البغيض الذي أصبح عائقا ومعيارا يتسلح به البعض رغم استمرار المقاومة الشعبية ووقفة المرابطين في القدس والمسجد الأقصى والشيخ جراح وتقديم الشهداء والأسرى والجرحى.
إن شعبنا الفلسطيني إذا لم يداو جراحه ويحقق وحدته الوطنية ويستمر في مقاومته فلن يداويها غيره، وهذا يتطلب أن يقول كلمته الحاسمة بضرورة تحقيق هذه الوحدة ومحاسبة من يقف في طريقها، وليجمع هذا الشعب على كلمة... كفى.
*عضو المجلس الوطني الفلسطيني