عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 22 كانون الثاني 2022

أكلات تفرض نفسها على موائد الغزيين في الشتاء

غزة- الحياة الجديدة- عبد الهادي عوكل- مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الأمطار، تفرض بعض الأكلات الفلسطينية التراثية نفسها بقوة على موائد الغزيين، الذين لا يجدون أفضل من هذا التوقيت لتناولها لتمدهم بسعرات حرارية عالية تمد الجسم بالدفء، وتسهم في تخزين الحرارة التي يزداد طلب الجسم لها في هذا الفصل البارد.

ومن بين أهم الأكلات التي فرضت نفسها، العدس، والخبيزة، والبسارة، والرجلة، والحمصيص، والفول الأخضر، والملفوف، والمفتول، الكشك والرمانية والسماقية، وغيرها من الأكلات التي تحظى بشعبية كبيرة، ولا تفرق بين غني وفقير في فصل الشتاء، فالجميع يهتم بها.

وتتزين هذه الأكلات إلى جانبها، بوجود البصل الأخضر، والزيتون، والفجل، والفلفل الأحمر، والمخللات، وشرائح الليمون، وتتجمع حولها الأسر وهي في غاية السعادة والفرح، خاصة إذا تزامنت مع زخات المطر.

المواطنة آلاء عبد المنعم، تقول إنها لم تجد أكلة مناسبة لأبنائها في ظل ذروة الأمطار والبرد، سوى فتة العدس. وأضافت أن طبق العدس لا تعده إلا في مثل هذه الأجواء لأبنائها، حتى أن أطفالها تعودوا على هذا الطبق في فصل الشتاء وخاصة مع هطول الأمطار. وتابعت أن أبناءها الخمسة كانوا في غاية السعادة وهم يأكلون.

وتابعت أنها في اليوم الثاني، وجدت في طبق الملفوف مناسباً لأبنائها أيضا. وأوضحت أنها مشتركة في جروب خاص بالنساء على "فيسبوك"، وكان حديث النسوة عن "طبخة اليوم" في المنخفض الجوي، وكانت أغلب التعليقات تشير إلى طبق العدس، كونه الأنسب في الأجواء الباردة.

وقالت إن الطبخات البسيطة القديمة تجد نفسها في فصل الشتاء خاصة وقت هطول الأمطار والبرودة، حيث لا فرق بين غني وفقير، فالجميع يكون سواء في الاهتمام بهذه الأكلات التي لا تتناسب مع أجواء الصيف.

ويوصي المواطن لبيب أحمد، زوجته مساء كل يوم، بالأكلة التي يريدها في اليوم التالي، بعد أن يطلع على الأحوال الجوية من مصادرها الرسمية، ولا يبتعد كثيرا عن الأطباق آنفة الذكر، كونه يجد في أكلها متعة كبيرة مع أبنائه، مستثنيا يوم الجمعة الذي يخصص له أكلة خاصة، غالبا ما تكون مفتولا بالدجاج أو الحبش.

ويقول أحمد: هذه الأيام معدودة في السنة بالنسبة لي، ولا أجد وقتا مناسبا لأكل تلك الطبخات سوى في هذا الأجواء الماطرة.

ويضيف، أنه يحافظ على هذه الأكلات باعتبارها تراثا فلسطينيا خالصا، ورغم انقراض بعض الأكلات بسبب تطور المطابخ، والوصفات الجديدة لأكلات جديدة، إلا أن تلك الأكلات التراثية لها مذاقها الخاص.

أما الحاج الستيني جميل عوض، فيرى في طبخة الخبيزة طبقه المفضل في مثل هذه الأجواء، ويحرص على قطفها مع أحفاده من المناطق الشرقية للقطاع. ويقول لـ "الحياة الجديدة" أن الطبخات الفلسطينية القديمة المشار إليها، لا يمكن الاستغناء عنها، كونها أكلات تربى عليها في صغره وتذكره بطفولته وشبابه ووالدته، إضافة لطعمها المميز.

وأوضح الحاج عوض، أن هذه الكلات التراثية، يمكن لأي أسرة طبخها بأقل الأسعار، وتمد الجسم بالطاقة والحرارة الكافية، خاصة أن الظروف الاقتصادية في القطاع صعبة على أكثر من نصف المجتمع الذي يئن من الفقر والبطالة.