من أشعل النيران يطفيها
عزت دراغمة
لم تعد الاتصالات والتحركات الإسرائيلية الجارية بهدف حمل الفلسطينيين على وقف هبتهم الشعبية تخفى على احد، لاسيما في ظل ما خلقته هذه الهبة من حالة ذعر هستيرية في الساحة والشارع الإسرائيلي، يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تسويقها كانتصار تحققه أجهزته الأمنية ومستوطنيه، وهو ما تفنده الدعوات والتصريحات الجنونية وغير المسبوقة الصادرة عن وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون التي دعا فيها جميع الإسرائيليين إلى حمل السلاح وتوجيه رصاصهم ضد الفلسطينيين، الأمر الذي اعتبرته حتى وسائل إعلام عبرية يحدث " لأول مرة في تاريخ الدولة العبرية يقوم وزير الأمن بتوجيه دعوة صريحة وواضحة للجمهور بالإقدام على الإعدام الميداني للاخر.."، وهو ما يوضح الدرجة التي وصلت إليها حالة الذعر في أوساط الإسرائيليين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة.
حكومة نتنياهو ومستوطنيه هم من أشعلوا النيران بالمنطقة، وهم من يواصلون اقتحام الأقصى وتدنيسه، وهم من يهاجمون منازل المدنيين الفلسطينيين ويقطعون الطرق، وهم من يقيمون الحواجز ويغلقون مداخل المدن والبلدات، وهم من يدفعون بالآليات والدبابات إلى قلب الشوارع والأحياء السكنية، وهم من قاموا باستدعاء وحدة المستعربين ومن أيقظوا خلايا العملاء النائمة، وهم من اعدموا الفتيات والأطفال بدم بارد، هم المغتصبون وهم المحتلون وهم القتلة فعندما يعود الفلسطيني لا يرى احتلالاً، وقتها ووقتها فقط سينعم الجميع بالأمن والأمان، ولن يكون أحد مذعورا، بمعنى أن يشعر الجميع بالأمان وليس أحد على حساب الاخر، هنا تكون المعادلة صحيحة وتكون مخرجاتها شاملة ومستوفية كل شروطها ويكون المنطق سيد الأحكام.
أشاركك الرأي يا "بن كاسييت" حين تقول ان نتنياهو يكذب وانه أي رئيس حكومتكم يصب الزيت على النار وانه لا يقول الحقيقة ويختبئ وراء الأكاذيب، وأشاركك القول ان تحريض نتنياهو وقادة حكومته للمتطرفين والمستوطنين اليهود هي التي أدت إلى هبة الفلسطينيين وتصديهم لجرائم من يقتحمون الأقصى ويعدمون الفتيات والأطفال، لان مثل هذه الجرائم ليس بمقدور احد أن يتحملها لذلك هب الفلسطينيون في وجه ممارسات واعتداءات جيشكم ومتطرفيكم ليقولوا لا الاحتلال. ولا شيء بعد، غير أن من أشعل النيران عليه أن يطفئها.