نضال مكثف على طريق القضية
يحيى رباح
على قاعدة الفهم الذي قدمه الرئيس ابو مازن في خطابه من فوق منصة الامم المتحدة في الثلاثين من الشهر الماضي، والذي كان عنوانا واعيا جدا للهبة الشعبية البطولية الشاملة التي نفذها المقدسيون الابطال بكل اجيالهم، فتمددت الهبة بتلقائية عالية في عموم الضفة وفي قطاع غزة وداخل الخط الاخضر في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة وصولا الى شرق مدينة تل ابيب نفسها, هبة قال فيها الشعب الفلسطيني بوضوح كامل ان القضية واحدة والشعب واحد والهدف واحد مهما تعددت ايقاعاته المرحلية!.
وبحضور قوي من لشتات الفلسطيني رغم صعوباته الخارقة، فان قضية فلسطين تعود هي العنوان الساطع الذي لا يمكن تجاهله، هي العنوان رغم انف نتنياهو الذي وقف خلف المستوطنين بمن فيهم وزراء وأعضاء كنيست وضباط كبار في الجيش والامن, متوهما انه يستطيع ان ينفض يديه من كل الاتفاقات معنا، وان يتخلى عن كل التزام دون ان يدفع اي ثمن، حيث رؤيته العنصرية الضيقة هيأت له ان المنطقة في اضطراب وغياب وان قيادة النظام الدولي في خلاف حاد ينذر في الانفلات الواسع، وان الفلسطينيين في انقسام اسود مستمر تحت مقولات هابطة، فما عليه- اي نتنياهو- سوى ان يعطي الاشارة للمستوطنين ومجموعات الارهاب اليهودي والجيش والشرطة، فينتهي الامر، ويصمت صوت الفلسطينين ويقبلون بالامر الواقع.
على هذه القواعد التي اثبت فيها الشعب الفلسطيني كفاءته في التوحد وكفاءته في الاشتباك, تصل عندنا في رام الله يوم الاربعاء القادم اللجنة الرباعية الجديدة الموسعة، ويبدأ كيري اتصالاته مع الرئيس ابو مازن ومع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، ونقف على ابواب تحرك جديد سواء في منظمة العمل الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة والعديد من مفردات المجتمع الدولي.
وحيث ان كل ذلك يحتاج الى قاعدة فلسطينية صلبة اساسها انهاء الانقسام وإعادة ترتيب الأولويات، لأن مغامرات الاعتداء على وحدانية التمثيل الفلسطيني ومغامرات تهديد الشرعية الوطنية الفلسطينية انتهت باصحابها الى حافة الخروج من النسيج الفلسطيني، لان الخيانة لا تمر دون ثمن، فإن تصيد الدماء الفلسطينية من اجل اوهام ساقطة لا يجدي، فالأولويات الفلسطينية اليوم ملحة جدا ومدعومة بنضالات الشعب ووعيه العميق.
- نريد حماية دولية تحمينا من عربدة القوة الإسرائيلية
- نريد مظلة دولية لرعاية السلام الفلسطيني الاسرائيلي ووضعه على السكة الصحيحة
- نريد قاعدة فلسطينية صلبة على برنامج منظمة التحرير وليس على برامج القوى الاقليمية المتصارعة هنا وهناك.
هذا هو الحوار الفلسطيني اليوم وهذه أولوياته المركزية, حوار جدي له جاهزية عالية للتنفيذ وليس استدعاء المحاكمات التافهة من جديد, حوار يقضي بتجديد شرعياتنا انطلاقا من ارض الوطن لان الوطن هو مركز القرار والفعل ويكفينا رحيلا هنا وهناك بحيث يكون شعبنا على ارضه في جاهزية الاشتباك يجب ان تكون القيادة والاطارات والفعاليات.
شكرا للمقدسيين الابطال الذين اثبتوا مرة اخرى ان الشعب هو النبع الاصلي وان هذا النبع هو الفيضان بالعطاء دائما.
وشكرا للشعب الفلسطيني في كل ارض الوطن وفي كل مكان فقد اثبت انه حريص على حقوقه وعلى شرعيته الوطنية وانه شعب لا ينخدع ابدا ولا يحيد عن الطريق.
Yhya_rbahpress@yahoo.com