اطفال فلسطين ما بين دفاع كي مون وهجوم نتنياهو
عزت ضراغمة
كعادة كل قادة اسرائيل وليس نتنياهو فحسب، او على هذا الاساس ترتسم معالم السياسة الاسرائيلية، كل من ليس معنا ضدنا وكل من خالفنا الرأي ولم يؤيد مواقف اسرائيل فهو ضدها وربما يصفونه بـ "اللاسامي"، وهكذا حدث مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي راح للدفاع عن اطفال غزة ليس من منطلق التعاطف معهم ربما، بل لأنه كأمين عام للامم المتحدة عليه ان يدافع عن قرارات وانظمة وقوانين الشرعية الدولية، وكون اطفال قطاع غزة تعرضوا خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة الى اعتداءات ترقى الى حد جرائم الحرب، دافع عنهم كي مون من خلال دفاعه عن تقرير ممثلة الامم المتحدة في النزاعات المسلحة الجزائرية ليلى زروقي.
رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وصف اليوم الذي دافع فيه امين عام الامم المتحدة عن تقارير ومواقف وقرارات كيان الامم المتحدة التي تدين ما تعرض له الاطفال الفلسطينيون من جرائم حرب كما اثبتت التقارير الاممية بـ "اليوم الاسود في الامم المتحدة" بينما راح رون بروسور مندوب اسرائيل في الامم المتحدة لوصف تقارير المنظمة الدولية بهذا الشأن "بازدواجية اخلاقية تجاه اسرائيل" على حد تعبيره.
هذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي يهاجم فيها رئيس حكومة الاحتلال المواقف التي تدين اعتداءات وممارسات جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، فلم ينج اي زعيم او مسؤول في العالم من الاتهام اما بـ "اللاسامية" او دعم " الارهاب "أو" عدم الحيادية ومعاداة اسرائيل " في حال وجه انتقادات لاعتداءاتها او انبرى للدفاع عن حقوق الفلسطينيين المشروعة، ولن نذهب باتجاه بعض المؤشرات والدلائل التي تحدثت عن اتهام اسرائيل بعلاقة تصفيات سابقة لمسؤوليين امميين بسبب مواقفهم من الحروب والجرائم الاسرائيلية، لكن لا بد من التأكيد على ان الزمن لن يبقى يخدم السياسة الاسرائيلية الى الأبد، كما هو حال الادارات الاميركية التي اعتمدت عليها اسرائيل للدفاع عنها في المنابر الدولية وتجنيبها قرارات عقابية تزيد من عزلتها، ولهذا فان رئيس حكومة الاحتلال حتى وان بدت المنظمة الدولية " الامم المتحدة " اضعف من الزام اسرائيل بتنفيذ قراراتها بسبب الانحياز والدعم الاميركي، على نتنياهو ان يضع في الحسبان انه لن يستمر في خداع الرأي العالمي الى ما لا نهاية، كما لن يكون بمقدور اسرائيل البقاء خارجة على القانون الدولي ايضا الى ما لا نهاية، فالزمن والتغييرات العالمية كفيلة بتغيير حتى موازين القوى التي تبعا ستتغير باتجاهها المواقف الدولية، وبالتالي فان ما كانت تريده او تريد فعله اسرائيل قبل سنوات لا يمكنها حتى التفكير به الآن، ما يعني ان الامم المتحدة سياتي عليها اليوم الذي ستتمكن فيه من تنفيذ وتطبيق كل ما تتخذه من قرارات بحق اسرائيل التي ما زالت ترى بغطرستها خارجة عن القانون.
ان على اسرائيل مراجعة كل سياساتها واتخاذ خطوات ملموسة لمنع استهداف الاطفال والمدنيين الفلسطينيين كما قال كي مون، كما عليها الالتزام بالقوانين والانظمة الدولية خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي حملت مسؤولية حماية المدنيين والاطفال لسلة الاحتلال، ومن هنا وحسبما تتضمنه هذه الاتفاقية فان الاتهامات باستهداف الاطفال والانتهاكات بحقهم لا تسقط بالتقادم، لذا فان ما يتعرض له اطفال فلسطين سواء خلال الحرب على غزة او من خلال الممارسات والاعتداءات اليومية في الضفة يجب ان يشكل دافعا للامم المتحدة لابقاء ليس فقط تحذيراتها بل التوجه لاتخاذ مواقف وقرارات جديدة تدين اسرائيل بما تفعله، ليضاف الى سلسلة القرارات السابقة حتى وان لم تنفذ حاليا.