رواتب الموظفين تنعش أسواق غزة
حياة وسوق
أكرم اللوح
تشهد أسواق مدينة غزة حركة تجارية نشطة بالتزامن مع صرف رواتب موظفي السلطة الوطنية, وذلك بعد حالة أشبه بالركود المؤقت عاشتها التجمعات التجارية انتظارا لانفراجة الرواتب في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه القطاع المحاصر مع تزايد نسبة البطالة والفقر وغياب أفق الحل الوطني ومنع حكومة التوافق الوطني من ممارسة عملها في قطاع غزة.
المواطن سمير الدالي (40 عاما) يتجول في سوق "فراس" وسط مدينة غزة متنقلا بين باعة الخضار والفواكه ولكن عينه الأخرى تناظر محلات الملابس لعله يجد ما يناسب نجله الصغير "أحمد" خاصة أننا مقبلون على عيد الفطر السعيد.
الدالي وهو موظف لدى السلطة الوطنية وحصل على راتبه من البنك بعد انتظار طويل استمر لساعتين في طابور الموظفين قال لـ"حياة وسوق" :" اتقاضى 2900 شيقل كراتب شهري, أفقد منها 400 شيقل لسداد قرض قديم حصلت عليه لاكمال منزلي, وأدفع 500 شيقل كإيجار منزل بسيط اعيش فيه انا وعائلتي المكونة من أربعة أفراد ".
ويضيف الدالي أنه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع يحاول التأقلم مع ما تبقى له من راتبه والضغط على نفسه كي يكفيه حتى بداية الشهر القادم، مؤكدا انه اشترى بعض الخضراوات واللحوم والفاكهة وما يلزم لإكمال العشرة الأواخر من شهر رمضان مع اشارته لتردده في شراء كل ما يلزمه وذلك كوننا مقبلين على العيد ويحتاج مصاريف اضافية".
المواطنة فاطمة سعيد (55 عاما) مصطحبة طفلتها سمر (11 عاما) تحاول التنقل من محل لآخر لإيجاد ثمن ملابس مناسبة لابنتها لإدخال الفرحة الى قلبها قبيل قدوم العيد قائلة :" زوجي يعمل بوزارة الصحة وتقاضى راتبه بعد انتظار لساعات طويلة على الصراف الآلي, ومنحنا اليوم بعضا من النقود لقضاء حاجياتنا وشراء بعض مستلزمات العيد".
واشتكت سعد من غلاء الاسعار ولكنها قالت :" رغم الغلاء الفاحش الا انني مضطرة لشراء الملابس لطفلتي, كون هذا العيد له طعم خاص بعد أن فقدنا الفرحة في العيد الماضي بسبب الحرب العدوانية على القطاع, داعية التجار والبائعين لتخفيض الاسعار والتخفيف عن كاهل المواطن الذي يعاني في هذا القطاع المحاصر".
المواطن نادر شريف صاحب محل لبيع الحلويات ومستلزمات رمضان قال لـ"حياة وسوق" :" ما أن أعلن عن صرف رواتب موظفي السلطة حتى دبت الحياة في الاسواق, وبدلا من أن نرى يوميا المتسكعين فقط, بدأنا نلمس الحركة النشطة للبيع والشراء وخاصة أن المواطنين شرعوا في التجهيز لعيد الفطر من خلال شراء الحلويات والمكسرات".
ورغم التفاؤل الذي تحدث به المواطن شريف الا أنه أكد أن المواطنين ما زالوا حذرين في عمليات الصرف, فهم يحاولون قدر الإمكان اقتصاد جزء من الرواتب لمصاريف العيد معبرا عن أمله في زيادة الحركة خلال اللحظات القادمة مع صرف جميع رواتب الموظفين نافيا في نفس الوقت أن يكون التجار هم من يقومون برفع الأسعار، مشيرا إلى أن الضرائب التي تدفع للسلطات الحاكمة في غزة هي من تؤدي بالسلع والخدمات للارتفاع ويتحمل عبئها المواطن".
مواضيع ذات صلة