أربعون عاماً.. الأرض تُسلب في يوم الأرض
رام الله- الحياة الجديدة- هبة الريماوي- يحيي الشعب الفلسطيني اليوم ذكرى يوم الأرض الخالد، ويعيد يوم الأرض الذاكرة بالحق الوطني بالأراضي التي سلبها الاحتلال الإسرائيلي بالقوة وأفرغها من أهلها منذ 1948، ولا يزال الاحتلال يسيطر على أراضي المواطنين ويقم عليها المستوطنات.
واستجابة لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بيوم الارض، تخرج مسيرتان مركزيتان في كل من أم الحيران بالنقب، وعرابة البطوف في الجليل، بالاضافة الى فعاليات شعبية في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني على أن يكون اضرابا شاملاً في الذكرى السنوية الـ 40 ليوم الأرض.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في ام الفحم محمود اديب في هذه المناسبة إن "كل فلسطين تتعرض لمؤامرة بدءا من النقب: هدم ومصادرة للبلدة بالكامل، وام الحيران، بالاضافة لمخطط " برافر" الذي استهدف كل التجمعات البدوية في النقب، وفي المثلث مصادرة الاف الدونمات بهدف اقامة مدينة "حريش الصهيونية" على حساب الاراضي العربية في المنطقة، وكذلك في الجليل".
وأضاف أديب لـ"الحياة الجديدة" أن سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية تتصدر أجندة المخططات الصهيونية، وخاصة في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني "ولكن صمود شعبنا وتصديه المستمر لهذه المخططات، والتمسك بأراضي الآباء والاجداد تحبط المؤامرات الصهيونية، ونحن في الداخل ما نزال نعتبر أنفسنا نمثل الهوية الفلسطينية، ولا يمكننا التنازل عنها".
وقال أديب " نحن من خلال الفعاليات نبعث برسالة شديدة اللهجة الى المؤسسات الاسرائيلية بأن حاجز الخوف عند الجماهير العربية قد سقط، ولن نتنازل عن حقنا في التشبث في وطننا، ونحن على ثقة بان نضالنا سيثمر مستقبل افضل لاطفالنا ".
ذاكرة متأرجحة
تتأرجح ذاكرة يوم الأرض في أذهان الجيل الفلسطيني الشاب، وحين سألت الحياة الجديدة مجموعة من الشباب عن الموضوع أجابوا بعبارات تاليا نصها: "يوم الأرض؟ ادخلي على صفحة فلانة الفلانية كاتبة عنه"..." يوم الارض هو يوم تحدد في 30 اذار عشان مصادرة الاحتلال آلاف الدونمات من الاراضي الفلسطينية وهاد حكي من 44 سنة على ما اعتقد"...." بعرف انه في 30 اذاربطلعوا فيه مسيرات وبزرعوا زيتون" ...." لا ولله شو بده يعرفني".... " في مثل هذا اليوم صادرت إسرائيل آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية خصصوها للتجمعات اليهودية والمستوطنات وصار في مجزرة وشهداء وجرحى كانوا يدافعوا عن أرضهم،ما بعرف أشياء كثيرة بس أشياء بسيطة، اسألي وتصفحي ع النت بتلاقي معلومات كثيرة وشوفي كتب من المكتبة".
هل تكفي "التربية الوطنية"؟
وفي حديثه لـ"الحياة الجديدة" قال بلال الشوبكي، الأستاذ في قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل "اليوم هو يوم لإحياء الذاكرة وتحفيزها لمعرفة المزيد عن القضية، وإعادة ترسيم الهوية الفلسطينية، وليس ما يقتصر عليه يوم الأرض بفعاليات لامنهجية، نحتاج محتوى أكاديمياً في المدارس يغرس الهوية الفلسطينية في الطالب وليس فقط حصر القضية في مادة التربية الوطنية".
وأضاف الشوبكي "أن يكون اليوم ليس مجرد يوم احتفالي لإبراز الهوية الحزبية، بقدر ما هو يوم لإعادة ترميم الذاكرة الفلسطينية، لأن هناك جزءاً كبيراً من أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة في الجامعات يجهل كثيراً من تفاصيل القضية الفلسطينية".
وقال أستاذ العلوم السياسية "أتمنى لو يتم استغلال يوم الأرض من قبل المؤسسات التعليمية والأطر الطلابية، للتعريف بالمناطق المهمشة والقرى في فلسطين، وهو أقل واجب في هذا اليوم، بدلا من أن يقوم الطلاب في الجامعات الفلسطينية بحشد حزبي".
وعن دور المدرسة في إحياء هذه الذكرى قال الشوبكي" الدور في المدارس يكون على الأكاديمي والتربوي، لأن الطالب في هذه المرحلة بحاجة إلى من يوجهه للأنشطة، ولا يمكن إلقاء مسؤولية وطنية كبيرة على عاتقه".
وطالب كلا من طلاب المدارس والجامعات الابتعاد عن التعصب الحزبي على حساب الهوية الفلسطينية التي تسمو على الهوية الحزبية.
يوم الأرض هي ذكرى أليمة يحييها الفلسطينيون في 30 آذار/ مارس من كلّ عام، وتعود أحداثه لعام 1976، حيث قامت آنذاك سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصة في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية فلسطينية وخاصة في بلدات دير حنا وعرابة وسخنين في أراضي عام 1948، والتي أصبح يطلق عليها "مثلث يوم الأرض".
وعمّ آنذاك، إضراب عام ومسيرات مختلف المدن والقرى الفلسطينية في الداخل من الجليل في الشمال إلى المثلث في الوسط وحتى النقب في الجنوب، تخلّلتها مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وهم: خير ياسين من عرابة البطوف، وخديجة شواهنة وخضر خلايلة ورجا أبو ريا من سخنين، ومحسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري من مخيم نور شمس قضاء طولكرم واستشهد في مدينة الطيبة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال وأصابت المئات في ذلك اليوم.
مواضيع ذات صلة