معلمٌ تائه في زواريب الأزمة
رام الله– الحياة الجديدة- محمد مسالمة- لا تزال الأزمة تنتظر الحل، بينما تمضي الأيام ويزداد الجرح ايلاماً، وتتعمق الشروخ في قضية اضراب المعلمين، فالمعلم ينتظر حقوقه، والحكومة وضعت ما يمكنها تقديمه على طاولة النقاش، الأمر الذي لم يرض الطرف الآخر.
"مستاء، حزين.. شعور مؤلم"، كلمات يصف بها أحد المعلمين شعوره في ظل الازمة القائمة، غائب عن موقعه، تائه بين زواريب مظلمة يتطلع ملياً علّه يجد النور الذي يقشع غيابه عن طلابه.
وجانب آخر مظلم في حياته، يقول: "انا كل يوم انظر الى ابنائي يجلسون في البيت دون تعليم"، وهنا اشارة الى أن الاهالي الذين يعانون من عدم تقديم الخدمة لأبنائهم، فالمعلم عالق أولاً بنفسه وبمستقبله وبحقوقه وكرامته، وثانياً بغياب التعليم عن أبنائه، حيث أنهم جزء من ضحيّة الأزمة.
يتابع هذا المعلم حديثه بأسف: أشعر أنني بلا معنى وبلا أهداف، يخطر لي أن افك اضرابي واعود واقول للدولة انني سامحتكم في 5% من راتبي لتصرفوها على انفسكم، بس في نفس الوقت يعزّ عليّ ان ارجع مكسوراً أمام طلابي". يشعر أنه وصل الى طريق مسدود، يقتنع بأن الحكومة لم تعد تعتبر التعليم بالمعنى الذي يجب.
يعود وينفي قدرته على العودة لمدرسته، ولكنه قالها من باب التمنّي، يتابع: "المعلمون لن يعودوا الى مدارسهم بعد هذه المعركة الطويلة، فالثمن كبير، والمعركة يجب ان تكون حاسمة، والمعلم ليس على استعداد ان يظل يدفع الثمن بحجة الظروف الاستثنائية التي دائماً تكون حجة لعدم الايفاء بالحقوق".
لابد أن يأتي يوم يرجع فيه كافة المعلمين إلى مدارسهم، ولكن برسالة، وهذه الرسالة من وجهة نظر المعلم سيكون مضمونها: "ان الحقوق لا تمنح بل تنتزع".
من جانبها، فتحت وزارة التربية والتعليم باب التطوع للخريجين والمدرسين من أجل تعويض غياب المضربين، وأكدت أن الفصل الدراسي الثاني سينتهي في موعده للمدارس الملتزمة بالدوام الكلي والشامل. وأنها تعمل جاهدة للإبقاء على موعد عقد امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" في الثامن والعشرين من شهر أيار المقبل.
وقالت الوزارة: إن تقدماً ملموساً قد طرأ على سير الدوام في جميع المحافظات، حيث ارتفعت نسب المعلمين المداومين سواء بشكل جزئي أو كلي.
وأشارت الوزارة إلى أن المدارس التي داومت دواماً كلياً وشاملاً لن يطرأ على دوامها أي تغيير، ولن يشملها أي برنامج تعويض تقرّه الوزارة لاحقاً، وأكبرت فيها وفي معلميها دورهم الريادي والمتقدم.
تتساوى أطراف المعادلة، فمن جانب الحكومة تسعى للاستمرار في توفير التعليم للطلبة، والمعلم الذي يسعى في العودة لأبنائه ومدرسته ولكن دون ان يحمل في داخله الانكسار.
مواضيع ذات صلة