مناسك الحج بين عبادة الله وتجار العبادة
إشراف دائرة التحقيقات الاستقصائية - منتصر حمدان
غزة - توفيق المصري- متابعة حسن دوحان
اتكأت الحاجة المسنة مريم الطوس 78 عاماً على باب منزلها بعد عودتها من موسم الحج للعام 2015 وكل شئ لا زال حاضراً لديها من معاناة ومشقة سفر لهذا العام والتي كانت ستودي بحياتها غير أن إسعافاً أقلها من مطار القاهرة الدولي لغزة مباشرةً بعدما مكثت ثلاثة أيام كانت تنام وتستيقظ فيها على مقاعد المطار.
ولم تنس كيف جمعت الحاجة الأرملة الطوس تكاليف سفرها للحج في هذا العام فعملت على تجميع ما تأخذه من شيك الشؤون الاجتماعية.
وتبلغ تكلفة الحج لحجاج قطاع غزة 1950 دينارا مقارنة ما كان بالماضي 1200 دينار، وتعتبر الحاجة الطوس ارتفاع المبلغ يببه مكاتب السفر والطيران والضرائب سواء هنا وفي السعودية، وأن الوزارة تأخذ ضرائب من الشركات، وتشتكي من بعد السكن عن الحرم المكي الذي أرهق أقدامها مشياً لثلاثة كيلو مترات ذهاباً وإياباً للمسكن.
رحلة مليئة بالتعب والاستغلال من قبل لجان الحجاج!
ولا تختلف حالة الحاجة الطوس عن الحاج محمد الشرفا أبو صهيب، لكن الأخير كانت رحلته مليئة بالفرح والسعادة بنظره في بادئ الأمر لأنه سوف يزور النبي صلى الله عليه وسلم ويؤدي الفرض الذي فرضه الله سبحانه وتعالى عليه، فغمر بالفرحة والسعادة عندما خرج من غزة منطلقاً بالحافلة التي تقله لمعبر رفح.
لكن ما إن انتهت الإجراءات في الجانب الفلسطيني حتى بدأت فصول المعاناة مع موظف في داخلية غزة «أبو صهيب» (45 عاماً)، وبعد انتظار طويل دام أكثر من ثماني ساعات في الجانب المصري جاء وقت مغادرة معبر رفح للمطار. يقول الحاج الشرفا: «الحافلات التي كانت تنتظر الحجاج ولم تكف لاستيعابهم ما اضطر نحو 30 أو 40 للجلوس في ممر الباص حتى نهاية الرحلة ووصولهم لمطار القاهرة، وكان كثير من أولئك الحجاج ممن لديهم إعاقات وأمراض.
يقول احد الموظفين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «لقد كان أداء الإداريين من وزارة الأوقاف سيئاً، وكان كثير من الإداريين والموظفين والوعاظ والقائمين على الموسم موجودين والقليل منهم لم يؤد عمله على أكمل وجه». ويدعو وزارة الأوقاف لإجراء عملية تدوير للإداريين فالتغيير رحمة للجميع «ارحمونا مش معقول همه همه كل سنة، وكأن فلسطين لم تلد غيرهم».
ويرى الموظف في وزارة الاوقاف أن هناك أشخاصا يسافرون كل عام، داعيا الى تنفيذ دورات للعاملين في وزارة الأوقاف حول كيفية معاملة الحجاج، خاصة المرضى منهم.
الأوقاف ترد
واقر العضو في لجنة الحج ومدير عام الإدارة العامة بالمحافظات الجنوبية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية كمال الصوري، إشكالية الباصات، وقال: «يتم منح الباصات من قبل نقابة السيارات العامة السعودية وهذه الباصات ليست حسب المواصفات أو حسب المعايير».
ولفت الصوري إلى أن المسافة بين المساكن وما بين الحرم هي مسافة ما بين 2 كيلو متر إلى 3 كيلو متر، مشيرا إلى عدم اختيار أمكان قريبة لحجاج غزة بسبب عمليات التوسعة للحرم، وقال الصوري: «تحسين السكن لحجاج غزة في وسط الحرم أو في الأماكن القريبة من الحرم قد يكلف 5 آلاف دينار و6 آلاف دينار أردني وهذا ليس بطاقة الحاج الفلسطيني».
وعلل الصوري انهاك الحجاج وجعلهم ينتظرون في العراء بمطار القاهرة لثلاثة ايام في رحلة العودة بعد اداء مناسك الحج أنهم كانوا يعملون على التقليل من الخسائر رغم علمهم بتزامن ذلك مع الأعياد المصرية» 6 اكتوبر».
وتبلغ أعداد البعثات المرافقة لموسم الحج بلغت 228 عضواً ما بين أعضاء بعثة ادارية وأعضاء بعثة وعظية وأيضاً إدرايين المكاتب والشركات والبعثات الطبية والبعثات الإعلامية والخطوط الجوية الفلسطينية.
وأشار الصوري إلى أن وزارته ستعمل على تقليص البعثة بما يخدم الحجاج وأعداد الحجاج ولتتناسب بالرقم مع أعداد الحجاج، موضحا أن لجنة الحج تشكل فريقين من وزارة الأوقاف في السلطة الوطنية في رام الله ووزارة الأوقاف في غزة التي هي جزء من حالة الانقسام، وأن هذا ما يزيد من الأعباء على الحجاج، مشيرا الى أن سكن البعثات والإداريين يستهلك 5 % من اموال الحجاج.
أعداد وتجاوز
وبلغت أعداد الحجاج في موسم الحج للعام 2015 نحو «2008» حاج من مدينة غزة، فيما بلغت أعداد البعثات المرافقة للحجاج 228 وذلك عن المحافظات الجنوبية وتوزعت ما بين إداريين ووعاظ ومرشدين وأطباء، وبلغت أعداد البعثات المرافقة للحجاج في المحافظات الشمالية 372.
ويؤكد مصدر مسؤول في وزارة الاوقاف أن وزارة الأوقاف تتجاوز البروتوكول الموقع بين وزارة الأوقاف ووزارة الحج السعودية والذي يقضي بإعطاء وزارة الأوقاف 165 حصة للبعثات المرافقة لحجاج البر.
انتظار لسنوات..!
ثماني سنوات قضاها المحاضر والمستشار القانوني لبلدية البريج فريد صبحي اللولو «48 عاماً» من سكان مخيم البريج جنوب قطاع غزة وهو ينتظر فرصته للحج بعدما دخل في متاهات القرعة عدة مرات، لتكون فرحته الكبرى بعدما كان نصيبه في آخر قرعة أجرتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في عام 2012 ليحظي بعدها بدوره حسب الترتيب التسلسلي في موسم الحج لعام 2015.
وبعد سنوات من الانتظار سادها القلق أتى موسم الحصاد ولم يكن يعلم الحاج اللولو بأن الأمور لن تأتي كما خطط لها منذ البداية بأن يذهب هو ووالدته المقعدة جميلة الشافعي «75 عاماً» وأخته فتحية اللولو «50 عاماً»، فصدم الحاج اللولو بفاجعة عدم «تفييز» جواز سفره عبر الماسح الضوئي في السفارة السعودية بالقاهرة لأخطاء فنية.
وبحكم متابعته لموسم الحج للعام 2015 وللتصريحات التي تتعلق في موضوع التفييز الإلكتروني عالمياً، فلم يسمع اللولو بالمشاكل سوى في بعثة فلسطين وبعثة غزة تحديداً.
ويقول اللولو إن حجاج الضفة قد واجهتهم مشكلة التفييز وأن وزير الأوقاف بنفسه حمل الجوازات التي بها مشاكل وأنه تم إدخالهم وتفييزهم يديوياً.
ويشير اللولو إلى أنه سمع من أحد العاملين في أحد مكاتب الحج في غزة أنه تم إرسال شنطة فيها أكثر من 200 جواز وذلك بالتزامن مع الجوازات التي خرجت من غزة للتفييز.
ويشتكي اللولو من إنعدام الشفافية في عملية إستبدال الجوازات التي لم يتم تفييزها، ويقول وحتى وزير الحج ذهب لتفقد الحجاج الفلسطينيين في مكة لكنه واكب بعثته وسافر معها «بعثة الضفة الغربية الفلسطيني رقم 1 الفلسطيني الدرجة الأولى» وأنه كان يتشدق بأنه حجز لهم بفنادق قريبة لهم على الحرم ولا تبعد 800 متر، بينما حجز لفلسطيني قطاع غزة في فنادق بعيدة من 3 إلى 5 كيلومترات.
يؤكد اللولو ان أغلب أن الذين عادوا ورجعوا ولم يحجوا هم عبارة عن أناس خرجت أسماؤهم في مجموعات وليس فرادى، ويقول اللولو «كل الذين أعرفهم في منطقتي في البريج، إما خرج هو وزوجته لم تسافر أو العكس، وكما حصل معي سحب جوازي وبقيت أمي وأختي».
ويتساءل اللولو على أي أساس يتقاضى الاداريون والوعاظ بدل مهمات عمل وعددهم ما يقارب 400؟، ويطالب اللولو بعدم تكرار حج الإداريون كل عام وبأن يتم تحديث سجلاتهم سنوياً.
استبعاد للكفاءات
ويقول أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة فلسطين وأحد علماء الأزهر الشريف الدكتور عماد حمتو أن «الأصل في تحديد مواضيع السفر للحجاج والقرعة ان يكون هناك عامل النزاهة والنظافة وتقوى الله وخاصة أن لدينا أعداد كبيرة من المرضى وهؤلاء بحاجة لرعاية خاصة أن الأعداد المتاحة أعداد محسوبة بصورة والأوضاع الاقتصادية تشغل حيز كبير في أخذ القرار».
ويضيف الدكتور حمتو أن هناك جهود جيدة تبذل من قبل وزارة الأوقاف في قضية توفير الوعاظ والعلماء والإداريين لنجاح أي موسم حج، مدعيا استبعاده في مواسم الحج لأسباب حزبية، مشيرا الى انه يتم اختيار الوعاظ من الناحية الحزبية التي تتدخل في المسألة وتستثني الشخصيات المستقلة مثلي في هذه المسائل.
ويطالب الدكتور حمتو بتجنيب موضوع الوعظ والإرشاد عن الناحية الحزبية والنظر للكفاءة من أجل أن ينتفع الحجاج.
الحجاج يشتكون
واشتكى الحاج مدير كلية الصيدلة بجامعة الأزهر بغزة الأستاذ سعيد معوض الجربة 51 عاماً من بعد السكن عن الحرم المكي، مشيرا إلى أن حجاج الضفة كان يبعد مسكنهم عن الحرم حوالي كيلو فقط، مطالبا بمزيد من التنظيم خاصة في قصة التفييز وحجز الفنادق بأن تكون قبل مدة من أجل أن لا يكون الوقت ضيق بالنسبة لهم ويأخذوا أماكن بعيدة.
ويشير الحاج الجربة الى أنه قام بالتسجيل للحج منذ العام 2009 الى انه تفاجأ هذا العام بأن جواز السفر زوجته لم يتم تفييزه وهي ليست وحدها وحسب ما سمعت أنها هي و 180 شخص من قطاع غزة».
وتابع أنه بالضفة حوالي 2 ألفين جواز واجهتهم نفس المشكلة ولم يتم تفييز جوازاتهم وأن وزارة الأوقاف في رام الله قامت بحل إشكالياتهم بسرعة وأصدر لهم جوازات بديلة وسافروا الحجاج بدون أي مشاكل.
لشركات الحج رأي
ويؤكد صاحب شركة ضيوف الرحمن للحج والعمرة محمد حمدان أنه «كان يوجد بعض الوعاظ في موسم الحج للعام 2015 ليس لها علاقة بالوعظ والإرشاد وكانوا خارجين ليس للحج بل من أجل التفسح».
وتمنى حمدان ألا تأخذ هذه الناس فرصةً أخرى، وأن تحرص الوزارة على إختيار العناصر التي تخدم الناس.
ويعتبر حمدان بأن هناك زيادة كبيرة في أعداد المشرفين والإداريين الذين يخصون الوزارة، وقال حمدان» كان في فندقنا ستة إداريين من الوزارة وثمانية إداريين من شركتنا وهذا العدد كبير للإداريين من جانب وزارة الأوقاف؛ ذلك أن دورهم الإشراف ومراقبة أداء الشركات»، وتساءل حمدان هل الذي يراقب يكون عدده كمثل عدد الذي يعمل على الأرض ويخدم الحجاج؟
ويقول المدير التنفيذي لشركة مشتهى محمد مشتهى للشركات في موسم عام 2015 تم تخصيص، خمسة اداريين لكل 200 حاج من الشركات، مشيرا الى ان الإنقسام في موسم الحج ضاعف عدد البعثات الإدارية خاصة وأن هناك جهتان تعمل في السعودية».
تأخير في دفعات الحجوزات
ويعلل المستقل والموفق بين حركتي فتح وحماس والعضو في لجنة الحج الشيخ علي الغفري بأنه لو أن «ماديات» الحجاج جيدة لتم اختيار سكن قريب لهم من الحرم، ويؤكد أنه تم تأخير دفعات الجوزات للسكن وللباصات وذلك للاطمئنان من أن معبر رفح سيفتح هذا الموسم.
ويدافع الشيخ المستقل الغفري عن اداء الوعاظ المترهل بقوله «كان اداء بعض الوعاظ عليه مآخذ ولكن معظمهم كان يؤدي دوره في الإرشاد والوعظ وفي إراحة الحجاج، مشيرا إلى أن أعداد الإداريين لهذا العام كانت كبيرة.
ويطالب الشيخ الغفري بترتيب أمور الحج مبكراً حتى لا يتم التأخر في تفييز الجوازات، ويقول «نحن اجتمعنا مبكرين لكننا كنا متخوفين من الاستئجار وألا نقدر أن نخرج الحجاج، ولذلك تم تأخير الاستئجار حتى نطمئن لعدم المخاطرة بأموال الحجاج ودفعها دون سفرهم لأداء الفريضة».
الحج بالواسطة
وكالعادة تلعب الواسطة دورها في موسم الحج، فقد سنحت لـ(صبحي عبد العال) «53 عاماً» أن يذهب للحج في موسم عام 2015 دون الانتظار ضمن طوابير الحجاج، فكان نصيبه أن ابنته تعمل في إحدى دوائر وزارة الأوقاف في غزة وعملت على إرفاق والدها لها في مسيرة حجها التي حظيت بها لجهودها في العمل كما يقول والدها.
مئات الحجاج تنتظر دورها للحج في كل عام حسب القرعة التي أجرتها وزارة الأوقاف ، فمنهم من كان مسجلا منذ قبل ثماني سنوات أو أكثر ومنهم من سافر للحج في العام 2015 ومنهم لم يحالفه الحظ ليبقى منتظراً بأمل أن يأتي دوره.
ويقول عبد العال ذهبت للحج مرافق مع ابنتي»(..)، وتابع «كنت ضمن كشوف الاحتياط وليس عن طريق التسجيل.. وخرجت مكان أحد الذين رجعوا أو رفضوا على المعبر».
وأضاف «أنا وزوجتي كنا مسجلين للحج منذ اربعة سنوات وهذه الحجة ليست عن طريق التسجيل، خرجت بدون زوجتي بل مرافقا لابنتي، وكنت مسجل في شركة مشتهى من قبل خمس سنوات وكنت أنتظر دوري ولم يخرج اسمنا لحتى الآن، وابنتي في هذا العام خرجت مع وزارة الأوقاف واعظة وحظيت بفرصة مرافقتها بعدما دفعت 1950 دينار لوزارة الأوقاف».
بدوره يؤكد مدير المالية في وزارة الأوقاف تيسير الحساينة أن وزارة الأوقاف في غزة تأخرت في دفع الحجوزات، حتى تطمئن بأن معبر رفح سيفتح»، مشيراً الى أن ذلك ادى لحجز اتوبيسات رديئة.
ويقر الحساينة بوجود فساد إداري بما يزيد عن 60 حالة يتم تحجيجها من خارج القرعة من قبل أوقاف حماس وأوقاف رام الله بنسبة لا تتعدى 5 %، مشيراً أن تلك الحصة يخرج بها حجاج من طرف مكتب الرئاسة أو من طرف اسماعيل هنية من غزة.
ويشير الى أن وكيل وزارة الأوقاف في غزة الدكتور حسن الصيفي هدد لجنة الحج التابعة للحكومة بأنه إذا ما بقي ممنوعاً من السفر من قبل المصريين، لن يكون هناك موسم حج للعام القادم».
صرف بدلات خارج قانون المهمات
ويعتبر نظام المهمات هو نظام مشروع ومقر من قبل المجلس التشريعي ومن قبل وزارة المالية والجهات الرسمية في السلطة في العام 2005، وبسحب هذا القانون يعطى إداريو الأوقاف 45 % من قانون المهمات.
وفي مخالفة واضحة يعيش الإداريون مع الحجاج ويحجز لهم السكن ضمن حجوزات الحج لحجاج العام ومن ضمن ميزانية الحج رغم أنه تحسب لهم مهمات خاصة، اضافة لما يتم صرفه من بدلات اخرى للإداريين خارج اطار وزارة المالية وديوان الموظفين مثل بدل طعام او شرائه لهم وغيرها من استئجار المركبات الفخمة للمدراء والوكلاء واعضاء بعثات الحج وبدل تنقل وغيرها على نفقة الحجاج .
ويقول مدير المالية في وزارة الأوقاف تيسير الحساينة ما يتم صرفه من مهمات لموظفي الحكومة تطلب وزارة أوقاف حماس في غزة مثله لموظفيها لإعتماد الصرف من الحساب المشترك.
ويشير إلى أن الإداريين يتقاضون فقط بدل مهمة وأن الوعاظ يتقاضون مكافأة مقطوعة 300 دينار، وأن حجز السكن لهم يتم حجزه من ميزانية الموسم كلها، ويقول يتقاضى الاداري في بعثة الحج 230 دولارا يومياً تضرب في عدد الأيام التي خرجها الإداري مع البعثة في 45 % من قيمة المهمة، أي 2277 دولار لكل إداري ، موضحاً أنها تختلف من إداري لآخر حسب عدد الأيام التي خرج بها الإداري مع البعثة، فوكيل وزارة الاوقاف يتقاضى 250 دولار يومياً.
ويوضح الحساينة وجود خلافات في معاملات مالية عالقة بين غزة ورام الله تعيق رجوع أموال حجاج غزة الذين لم يتم تفييز جوازاتهم.
بدوره يقول مدير عام المالية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة موسى أبو معمر توجد انظمة مالية مقرة من قبل الحكومة في عام 2005 بشأن مصاريف الإداريين والوعاظ، ويشير الى ان وزارته قد تراجعت عن تطبيق هذا القرار منذ سنوات.
ويوضح أبو معمر أن وزارته لم تتخذ قراراً بشأن صرف مستحقات ومكافأت الإداريين والوعاظ هذا العام حتى الآن في وزارة الأوقاف في غزة لم يصدر قرار بقيمة المكافأة للإداري، ولفت إلى أن وزارته قد قامت بصرف سلفة عن المبلغ بقيمة 600 دينار للإداريين والوعاظ على حد سواء.
خسائر
ويتفق مدراء المالية في وزارتي غزة ورام الله على وجود خسائر الموسم الماضي للحج وان اختلفت التقديرات، ويقول مدير المالية في وزارة الأوقاف تيسير الحساينة يوجد عجز مالي في موسم الحج للعام 2015 يتجاوز مئة الف دولار، مشيراً إلى أن وزارة الأوقاف تقدم خدماتها من خلال 70 دينار تخصم من رسوم كل حاج، وأن العجز لهذا العام سيغطى من حسابات الوزارة في رام الله.
وأوضح مدير عام المالية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة موسى أبو معمر أن تكلفة موسم الحج للعام 2015 ما يقارب 6 مليون دولار أو 5600000 مليون دولار، ويقول» ان الخسارات في هذا الموسم لن تصل ال 100 ألف دولار حسب التقارير الموجودة لدينا، وإنما أقل من ذلك بكثير، وتقديراتنا تقديرات سليمة وتتجاوز في دقتها 99 %».
ونفى أبو معمر أن يكون هناك أي تأخير لدفعات الحجوزات على الإطلاق.
اتهامات متبادلة بالاستيلاء على اموال الحجاج
وتبادل المسؤولون في وزارة الاوقاف في كل من قطاع غزة والضفة الغربية الاتهامات حول الاستيلاء على رسوم 172 حاجاً وحاجة وعدم ايداعها في الحساب المشترك للجنة الحج.
من ناحيته اتهم مصدر مسؤول في وزارة الاوقاف برام الله وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التابعة لحركة حماس في غزة بالاستيلاء على أموال 113 حاجا في ليلة سفر الحجاج بينما كانت البنوك مغلقة، موضحا ان تلك الاموال لم يتم إيداعها في الحساب المشترك.
بدوره يرد مدير عام المالية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة موسى أبو معمر لا توجد إشكالية في رسوم الحج لـ113 حاج على الإطلاق رغم أنها لم تودع في الحساب المشترك.
ويقول أبو معمر إن «هذه الأموال جزء كبير منها تم صرفه أو حتى الأموال التي تدفع في البنك جميعا تم صرفها على الحجاج سواء باستئجار السكن والباصات والطيران، وما تم تحصيله وأخذه لتغطية نفقات الحج وتتم المحاسبة عليه من خلال اللجنة المشتركة التي تدير أعمال الحج في غزة، ولا يهم إن كانت الأموال أودعت في حساب البنك الفلسطيني الإسلامي أو أودعت في اللجنة أو أودعت في اللجنة فرع رام الله أو أودعت في اللجنة فرع غزة فهذه بالنهاية هذه الاموال كلها توضع على الطاولة للمحاسبة والحساب».
ويؤكد أبو معمر أن لجنة الحج التابعة لرام الله حصلت رسوم الحج من 56 أو 59 حاجاً من الجالية الفلسطينية في مصر ولم تودع أموالهم في الحساب البنكي المشترك.
بدوره دافع وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور يوسف ادعيس عن اخطاء وتجاوزات لجنة الحج في قطاع غزة ولكنه اكد بأن سكن حجاج غزة كان يبعد 3 كيلو، وأرجع ذلك أن حجاج الضفة الغربية دفعوا مبالغ اكثر من أهل غزة من أجل اختيار سكن قريب بينما لعب الوضع الاقتصادي لأهالي غزة دوراً في عدم جودة السكن ولعدم مقدرتهم على دفع تكاليف إضافية.
وعن متابعة وزارة الأوقاف في رام الله عن عدم إيداع أموال لعدد من أموال الحجاج قال ادعيس» نحن في وزارة الأوقاف في رام الله كلفنا اللجنة بإنجاز تقرير مالي للمصروفات وغيره للإيرادات الخاصة بحجاج قطاع غزة»، وأوضح أنه ما زالت هناك حسابات عالقة وان هناك فواتير تدفع ورسوم تريدها اللجنة لتسديد العجز.
ورفض ادعيس الإجابة عما أكدته مصادرنا عن وجود تجاوزات تم فيها إدخال حجاج من خارج القرعة و»بالواسطة» من قبل عدة أطراف في رام الله منها مكتب الرئاسة ووزارة الأوقاف في رام الله ومن غزة عن طريق إسماعيل هنية ووكيل وزارة أوقاف حماس حسن الصيفي، وقال ادعيس «لا أستطيع أن اجيب عن هذا السؤال، وهذا الجواب تسأل فيه اللجنة في قطاع غزة، لأنها هي التي جمعت الجوازات وهي من أرسلتها وهي التي تتابعها».
هذا التحقيق بدعم من:
مواضيع ذات صلة