عاجل

الرئيسية » مقالات و آراء »
تاريخ النشر: 16 شباط 2016

رحيل مبدع جليلي

حافظ البرغوثي

ذات سنة في السبعينيات تعرفت عليه من خلال روايته "أنت القاتل يا شيخ" التي تروي حكاية تجنيد الشبان الدروز في الجيش الاسرائيلي منتقدا بعض المشايخ الذين وقفوا وراء قانون التجنيد الالزامي للدروز، بالطبع كان الاديب سلمان الناطور جريئا في معالجته لهذه الظاهرة السلبية واقحام الطائفة العربية الدرزية في الصراع من جانبيه اي مع وضد الاحتلال وظلت هذه الظاهرة حتى الآن وشملت حاليا تجنيد بدو وغيرهم في جيش الاحتلال.

رحل الاديب الثوري المناضل سلمان تاركا إرثا خصبا من الكتب والمؤلفات والكتابات والمقالات المختلفة وافاض علينا في القدس ابان الانتفاضة الاولى ثم في رام الله عبر ندواته في دار الشروق من انتاجه الادبي واحاديثه الشيقة في الامسيات. وربما يكون آخر العمالقة المبدعين في الجليل الذين أعطوا للثقافة دون كلل في نضالهم الفكري والادبي ضد الاحتلال ولم يبق منهم الا القلة المرابطة على حافة الحرف المقاوم. ولست ادري لماذا تركز الابداع الفلسطيني في العقود الاخيرة في الجليل من راشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد واميل توما واميل حبيبي، حتى الشاعرين ابو سلمى وعبد الرحيم محمود عاشا هناك. هؤلاء هم نواطير الثقافة ومبدعوها في وجه التهويد وتذويب الهوية العربية وظلوا سدنة للهوية وناضلوا وقاسوا الامرين ليكونوا قادة الكلمة وفرسانها جيلا بعد جيل. وكان الراحل سلمان رفيقا لهؤلاء وسجل بقلمه الصحفي وفكره الابداعي عشرات الكتب وتحول الى ذاكرة حية للجليل بصولاته وجولاته. يرحل اديب نادر من سلالة جليلية نادرة وعزاؤنا ان هناك من هم على الدرب يحفظون ما ابدع هذا السلف المقاوم في الادب وانعاش الروح فينا حتى نبقى حملة رسالة الحرية لشعبنا مهما طال الزمن.