"محمد أحمد أبو النصر"
عيسى عبد الحفيظ
شخصيته متميزة داخل المعتقل الذي ازدحم بالمناضلين، سقط محمد أبو النصر أسيراً بعد اصابته بإحدى عشرة طلقة في ساقه. قادوه إلى المستشفى حيث أخبره الأطباء بضرورة بتر ساقه للحفاظ على حياته، لكنه رفض، فتم علاجه كيفما اتفق، لذا استمر في حياته فاقداً للتوازن عند المشي والحركة.
كل ذلك لم يمنعه من ممارسة حياة المعتقلين الحافلة بالنضال والتحدي والمواجهة.
مناضل عنيد صلب، صادق ممتلئ بالتحدي والمواجهة، وذكاء حاد وقدرات متنوعة، وبصيرة نافذة، يدرك مكامن الخطر بحاسته السادسة قلما تتوفر لبني آدم.
أثناء وجوده في عربة نقل السجناء التي كانت تقل مجموعة من المرضى باتجاه سجن الرملة، قام جندي حرس الحدود المرافق للمعتقلين المقيدين بالأيدي والأرجل بالبصق على معتقل ضرير أثناء وجوده في عربة نقل السجناء، التي كانت تقل مجموعة من المرضى باتجاه سجن الرملة، فما كان من محمد أبو النصر إلا أن هاجم ذلك الجندي وضربه بشفرة حلاقة كان يخفيها معه فتركت جرحاً غائراً في وجه الجندي تطلب علاجه اثنتي عشر قطبة، واستمر يحمل آثارها في وجهه طيلة حياته.
كانت ردة فعل الجنود أن هاجموه بوحشية ثم قاموا بكسر يده، كما أضيف إلى حكم المؤبد اربع سنوات أخرى. كل ذلك لم يمنعه لاحقاً من التعامل بشراسة مع حراس السجن عندما تسنح أية فرصة سواء معه أو مع أي من زملائه.
امتاز بحس أدبي جيد وكتب الكثير، لكن كتاباته ضاعت نتيجة للمصادرات وحملات التفتيش شبه اليومية. كما حافظ على علاقات جيدة مع زملائه المعتقلين امتلأت بالحب والاحترام، واستعداده الدائم للدفاع عنهم.
اطلق سراحه في صفقة التبادل عام 1985، وخرج إلى قطاع غزة لا ليرتاح بعد قسوة وعناء السجن والاعتقال، بل ليعاود نشاطه من جديد وزخمه الذي ميزه قبل الاعتقال وبعده.
فعاد ليمتشق سلاحه من جديد، واطلق النار على جندي، كما قام بخطف أميركي واشترط لإطلاق سراحه بأن يعلن الرئيس الأميركي تأييده لحقوق الشعب الفلسطيني.
اعتبرته الدوائر الإسرائيلية من أكثر العناصر الثورية الفلسطينية المطلوبين للإعدام الفوري، فتمت ملاحقته بشكل واسع لكن دون جدوى، لكنه وقع شهيداً على حاجز طيار، حيث فوجئ وهو في سيارته فاطلق الجنود النار عليه فوراً، ثم قاموا بفصل رأسه عن جسده.