عاجل

الرئيسية » مقالات و آراء »
تاريخ النشر: 14 شباط 2016

مسؤوليات المشهد الجديد

يحيى رباح

اليسار واليمين في إسرائيل اتفقا كما هي العادة على ان الاوضاع المستجدة في الشرق الأوسط" المنطقة العربي" تجعل حل الدولتين غير ممكن، وبالتالي فإن اسرائيل تنوي ان تستثمر هذه الأوضاع القائمة بإجبار الفلسطينين على قبول للصيغة الإسرائيلية المفروضة عليهم، صيغة الأمر الواقع، صيغة شعب ليس له الا الحصة التي يتفق عليها اليسار واليمين في اسرائيل، فها هو هرتزق يريد الانفصال بعد ان يأخذ الكتل الاستيطانية الكبرى والقدس والمناطق الاكثر حيويية لدولة اسرائيل يعني انفصال ولكن لا شيء للفلسطينيين، وبالمقابل فإن بنيامين نتنياهو الذي كان معارضا منذ اليوم الأول لحل الدولتين يريد ان يستمر في برنامجه المعروف الذي لا يتضمن اي شيء للفلسطينيين.

نحن اذا امام مرحلة صهيونية جديدة يتم الحديث فيها على المفتوح عن سياسة فرض الامر الواقع ولا شيء غير الامر الواقع، وموضوعيا فان اسرائيل تنهي من جانب واحد اتفاق أوسلو الذي تم التوقيع عليه قبل ثلاثة وعشرين عاما، فما هو موقفنا وما هي مسؤولياتنا امام هذا المشهد الجديد ؟؟؟

أولا: يجب التعامل مع ملفاتنا بشكل أكثر جدية وعدم خلط الخاص بالعام وعدم خلط الأوهام بالحقائق، وانجاز المصالحة فعليا وبشكل صريح وذلك يبدأ بانهاء حماس لسيطرتها على قطاع غزة وتمكين القطاع من ان يدار كجزء عضوي من مشروعنا الوطني الفلسطيني بعد ان ثبت للجميع ان ادارة حماس لقطاع غزة بالسنوات الاخيرة كانت مبنية على الاوهام وعلى تصريحات براقة من هنا وهناك وعلى وعود لا يستطيع موضوعيا اصحابها الوفاء بها، وهذا كلف قطاع غزة ثلاثة حروب تدميرية والفشخرة التي يتم الحديث عنها بانتصارات وبطولات وانفاق ضخمة ثبت انها ليست سوى صروح وهمية مبنية على اكوام من الرمال.

ثانيا:عندما نتحدث عن بند المصالحة كما فعلنا منذ تسع سنوات، فإن الحد الادنى من الجدية يتطلب منا الا نبدأ كل مرة من نقطة الصفر سواء ذهبنا الى "بلاط" إسماعيل هنية في غزة لنشكره على ما لم يفعل، او ذهبنا الى بلاط خالد مشعل لنسمع كلاما جميلا لا يعنيه على الاطلاق، ولقد وصلتنا رسالة من اشقائنا المصريين عبر فتح المعبر خلال هذين اليومين مفادها ان المعبر فتح بأمر الرئيس السيسي، وهذا معناه ان معبر رفح هو ضمن أولويات الأمن القومي المصري الذي يدار على اعلى مستوى وان التحايلات من هنا وهناك لا تغير بالامر شيئا وان انتظار ممر بحري من انقرة الى غزة عبر اسرائيل او وعد اسرائيلي بتزويد محطة كهرباء غزة بالغاز الاسرائيلي عن طريق قطر هذه كلها أوهام جميلة ولكنها تبقى في نهاية الامر مجرد اوهام.

لدينا شعبنا الصامد على ارضه وهذا هو الحقيقة الكبرى التي نمتلكها في صراعنا الطويل مع اسرائيل، واثبت هذا الشعب في كل مكان انه متمسك بوحدة القضية وانه على استعداد للتضحية لانتصار قضيته العادلة التي حققت مكاسب كبيرة على صعيد وعي والتزام المجتمع الدولي بها وهذا ما يجب ان ننطلق منه اولا وليست المماحكات المملة.