عاجل

الرئيسية » مقالات و آراء »
تاريخ النشر: 02 شباط 2016

نحن لا نفاوض وأنتم لا تجاهدون

يحيى رباح

وسط أجواء بالغة الصعوبة وشديدة التعقيد انطلقت قبل ايام قليلة قضية هامشية كما لو انها من اهم القضايا المطروحة علينا وهي قضية الدكتور عبد الستار قاسم استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح وتصريحاته التي انحدرت من مستوى المعارض الى مستوى المحرض الجنائي على عمليات القتل والفتنة، ومن المؤكد ان هذه القضية ما كانت لتأخذ اي نوع من الاهتمام لو كان الوضع الفلسطيني سليما ولو بالحد الادنى، فقد كان يمكن استدعاء عبد الستار قاسم وتطبيق القانون بحقه وانتهى الأمر مع معرفتي شخصيا ان الدكتور عبد الستار قاسم لم يكن يريد ان يقول هذا الكلام الذي قاله لولا تحريض المذيع الذي استضافه على فضائية القدس وهو عادة يذهب الى حيث يريد محاوره ان يذهب دون تبصر ودون قدرة على ضبط النفس ودون شعور عال بالمسؤولية، خاصة ان هناك فصائل فلسطينية وبالتحديد حماس تريد ان تفتعل القضايا الصغيرة لكي تشوش على الرأي العام الفلسطيني وتدفعه الى اتجاهات مناقضة للحقيقة، ولكن الوضع الآن لا يسمح في مناقشة جدية لحالتنا سواء كنا في الحكومة او في المعارضة او سواء كنا من دعاة التفاوض او من دعاة المقاومة، فنحن منذ نهاية شهر نيسان عام 2014 لم نعد نفاوض والمعارضة خاصة حماس لم تعد تجاهد، واخذتهم الوعود المنمقة والأوهام الملونة الى اماكن شتى وجرجرتهم الى منزلقات خطيرة ولم يعودوا اصحاب قرار في الحركة الإسلامية العالمية كما كان يطمح عدد من قادتهم الذين استشهدوا بل تحولوا الى منفذين لما يأتيهم من اوامر وإغراءات وأوهام زائفة.

وفي الفترة الاخيرة جرت محاولات للخروج من هذه الحالة الشاذة عبر طرح قضية معبر رفح بشكل جدي ولكن حماس لم تستطع ان تستجيب لمطالب كل الفصائل الفلسطينية وتوقف الأمر وكأنه لا شيء، ثم تجددت المحاولة عبر وفود ذهبت الى قطر بعضها بشكل شخصي وبعضها عبر مجموعات تحاول ان تجد لنفسها دورا وبعضها ربما تكون مكلفة بشكل رسمي، وذهبت هذه الوفود الفردية والجمعية والشخصية والرسمية الى قطر والتقت مع خالد مشعل ويقال حسب التقارير انها سمعت كلاما جميلا ولكن لا شيء آخر البتة وبقينا نحن لا نفاوض وهم لا يجاهدون والوحدة الوطنية غائبة، البعض يتمسك بالقضايا الصغيرة ويجعل منها كبيرة فقط لملء الفراغ وتقطيع الوقت، فهل هذا هو الرد على الصعوبات والتعقيدات التي نعاني منها وهل هذه هي المساعدة لدعم النجاحات التي حققناها في بعض الميادين؟

اعتقد ان الخروج من هذه الحالة يجب ان تكون اولويتنا الأولى، وهذه مسؤولية الجميع ولا يستطيع طرف ان يتبرأ من التقصير ويحمل المسؤولية الى الأطراف الأخرى.

Yhya_rabahpress@yahoo.com