عاجل

الرئيسية » مقالات و آراء »
تاريخ النشر: 01 شباط 2016

اسرائيل تقتل مواطنيها

حسن سليم

لم تصل إسرائيل بعد إلى قناعة، بأن كل ما يحدث، هو نتيجة لغباء سياساتها، وبسبب اصرارها على وضع رأسها في الرمال كما النعامة، وتنكرها للحقوق الفلسطينية  المشروعة، وبادارتها الظهر لكل المبادرات الدولية ومنها العربية، الساعية لانهاء الصراع بعيدا عن لغة الدم. 
أربعة أشهر مرت على اندلاع الهبة الشعبية، التي فجرتها غطرسة اسرائيل، وسياساتها التوسعية، ومسها بالمقدسات، وبامعانها بدثر اي امل  للسلام، كان يمكن ان يتحقق. وكان بامكانها ان توفر كل هذا النزيف من الدم، والاضطراب المعاش، بالتزامها بما وقعت عليه من اتفاقات، وهي تعلم يقينا ان تلك الاتفاقات ظالمة لنا، ومنتقصة من حقوقنا، وان قبولنا بها، لم يكن الا بسبب حالة الهوان العربي، واستقواء القطب الواحد. 
اليوم وبعد دخول الهبة الشعبية الشهر الخامس، هبة الشباب الذي مل الانتظار من قرب بزوغ فجر الخلاص من الاحتلال، وتحقيق حلمه المتواضع بدولة مستقلة على ما تبقى من أرضه الواسعه التي نهشها الاستيطان، وتتمدد فيها دولته كما السرطان دون اي اعتبار او سؤال عمّ تبقى لاصحابها الشرعيين وبعد تأكد اجهزة  الاستخبارات الاسرائيلية وجيشها المحصن، من فشل كل الاجراءات التي توقعوا ان تحمي الجنود والمستوطنين، بات لزاما عليها ان تصحوا من جنون العظمة، وان تقر بان العودة لطاولة المفاوضات اسلم  لها ولمواطنيها، ان كانت فعلا راغبة بتوفير الامن لهم، بدل الدخول في نفق مظلم، قد لا تستطيع الخروج منه. 
ولكن الضرورة تحتم بالتذكير ان امن مواطني اسرائيل، يكون محفوظا، فقط،عندما تنسحب من الارض المحتلة، وتقف على حدود الرابع من حزيران عام 67، وليس في دولة فرعية لمستوطنيها، وعندما ينعم جيرانها الفلسطينيون بالامن والسلام والاستقرار. 
ان المواطن الاسرائيلي الذي يموت دهسا او طعنا، انما تتحمل دولته المسؤولية الكاملة عن مقتله، كونها المتسبب الرئيس في ابقاء حالة الصراع مشتعلة، وكونها المُشعل لفتيل الظلم عبر ممارساتها اليومية، جهاراً نهاراً، على مرأى ومسمع من العالم كله، ومن الأهمية ان يعلم المواطن الاسرائيلي، ايضا، انه لم يتبق في جيوب الفلسطينيين من حلول  يقدمونها من اجل جعل السلام أمراً واقعاً، بل وصل الأمر بعنجهية دولته، لقتل ما تبقى من بصيص امل للفلسطينيين لاقامة حلمهم بالاستقلال. 
hasan.media@yahoo.com