إحياء اليوم العالمي لدعم فلسطينيي الداخل
عزت دراغمة
هم من صمدوا وتشبثوا بعشق الوطن وتعالوا على ألم الجراح ومرارة التهجير والترحيل فالتصقوا بجذور أشجار البرتقال والزيتون وتحملوا لطمات أمواج البحر حين تقاسموا مع رماله معاناة الاقتلاع والتشتت، هم القابضون على جمر ولهيب التمرد في وجه من غزا يافا وحيفا وصفد وتل الربيع، وهم امتداد النصر وعمق الآه حين ينتشلها الفلسطيني لتزيد من صبره وصموده على كل وجوه الاحتلال كي تطغى على هوية البقاء وألوان العلم الوطني الذي ينصبونه مرفرفا على مآذن الأقصى وكنيسة القيامة، ولأنهم من يستحقون الدعم والإسناد لإبقاء قنديل أمل العودة لأشقائهم وأبنائهم وإخوتهم منيرا وهاجا يحتشد الفلسطينيون في كل مكان للمشاركة في تجديد العهد والبيعة على التلاحم ووحدة المصير للأبد.
فعاليات وندوات وأنشطة حافلة في الداخل الفلسطيني 1948 وفي الضفة والقطاع والشتات وفي أكثر من ثلاثين عاصمة في العالم، شرع الفلسطينيون بتنفيذها وإقامتها اعتبارا من الثلاثين من كانون الثاني للتعبير عن وحدة مصيرهم وهدفهم نصرة لأشقائهم في الجليل والمثلث والساحل، متناسين اختلافاتهم الفكرية والحزبية والطائفية لأن ما يواجهونه من مخاطر الاجتثاث وطمس ومحو هويتهم وسلخهم عن قضيتهم وأشقائهم اكبر من كل التباينات والخلافات الأخرى، وهو ما رسخته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بتشكيلتها وتنوعها وانسجامها إلى جانب دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية ونشطاء الجاليات والمؤسسات والاتحادات الفلسطينية بالمهجر والشتات في مثل هذا اليوم الذي اتفق ليكون يوما عالميا لدعم فلسطينيي ال 48، للإجماع على نبذ سياسة التمييز العنصري ومقاومة التطرف الإسرائيلي الذي يواجهه فلسطينيو الداخل وفي المقدمة من ذلك دعوات الحكومة الإسرائيلية لجعل إسرائيل دولة يهودية وحمل العالم على الاعتراف بهكذا مسمى الذي يقابله الاقتلاع والتصفية والترحيل لنحو مليون وربع المليون مواطن فلسطيني.
إن المشاركة في فعاليات الدعم والمساندة للأشقاء والأهل داخل أراضي الـ 48 في مثل هذا اليوم الذي سيستغرق عدة أسابيع سواء كان في داخل الوطن أم خارجه وفي أماكن اللجوء والشتات، يعتبر انتصارا للحقوق الوطنية الفلسطينية والإيمان بقدسيتها تماما كما يعتبر مناهضة لكل أنظمة الاستبداد والتمييز والابارتهايد الذي يتهدد الوجود الفلسطيني على الارض الفلسطينية التي لا تزال عروقها تنبض بعروبتها وعبقها.