عاجل

الرئيسية » عناوين الأخبار » شؤون فلسطينية »
تاريخ النشر: 18 أيلول 2023

الرئيس يرحب بقرار "اليونسكو" ويؤكد: دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على موقع "أريحا القديمة" للبشرية جمعاء

 

 أريحا- عماد أبو سمبل- وفا- رحب الرئيس، محمود عباس، أمس الأحد، بقرار لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، إدراج موقع أريحا القديمة/ تل السلطان على قائمة التراث العالمي.

واعتبر الرئيس قرار لجنة التراث العالمي إدراج "موقع أريحا القديمة/ تل السلطان" على قائمة التراث العالمي، أمرا بالغ الأهمية ودليلا على أصالة وتاريخ هذا الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء.

وشكر الرئيس، باسم دولة وشعب فلسطين، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، على استضافة لجنة التراث العالمي، كما شكر أعضاء اللجنة والأمانة العامة لليونسكو  وكل الدول التي ساهمت في إدراج موقع تل السلطان على لائحة التراث العالمي.

موقع أريحا القديمة/ تل السلطان، أحد أهم المواقع الأثرية في دولة فلسطين، ذات القيمة العالمية الاستثنائية، يشهد على تطور الحضارة الانسانية منذ العصر الحجري الحديث، ويبين الجهود المبذولة من دولة فلسطين للحفاظ على الموقع للبشرية جمعاء.

وتعتبر أريحا القديمة/ تل السلطان، أقدم مدينة زراعية محصنة في العالم تم اقامتها قبل عشرة آلاف عام، ما يعني 4000 عام قبل إقامة المدن المحصنة في الفترات اللاحقة، والموقع انجاز حضاري تفردت به أريحا القديمة، وتميزت به عن غيرها من المواقع، ما يجعلها اول نموذج ناجح للمستقرات البشرية الدائمة والمنظمة ضمن نمط معماري فريد ونظام اجتماعي – سياسي– ديني واقتصادي مزدهر، وأحد أهم المراكز الاساسية للثورة الزراعية القائمة على تدجين النباتات والحيوانات؛ وألهم الشرق الأدنى والعالم لبناء وتنظيم المراكز الحضارية والانتقال الى مرحلة الانتاج الغذائي، والتي أرست الأسس لبناء العالم الحديث.

وبذلك، نقشت أريحا القديمة اسمها كأقدم بلدة زراعية محصنة في العالم، وكبصمة حضارية مهمة لمساهمات فلسطين الاستثنائية في تطور تاريخ البشرية بقيم عالمية فريدة من نوعها.

وبهذه المناسبة، اعرب الرئيس عن تقديره الكبير للدور الذي قامت به جميع المؤسسات الفلسطينية في هذا الحدث المهم، كوزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونسكو.

وانطلقت في مدينة أريحا أمس عدة فعاليات احتفاء بتسجيل موقع "تل السلطان" على لائحة التراث العالمي. وشملت الفعاليات التي تستمر لليوم الإثنين تنظيم مسيرات رياضية وكشفية وخيالة، وتسيير آليات زراعية تجوب شوارع أريحا، واحتفالات، وعروضا موسيقية، وعرض ليزر في موقع تل السلطان.

وقال رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر: إن هذا اليوم التاريخي يمثل انتصارا سياسيا، وثقافيا للفلسطينيين، بعد حملة تشويه قادتها الحكومة الإسرائيلية، لعرقلة إدراج الموقع على لائحة اليونسكو.

وأضاف، أن الاحتفال جاء على ضوء اعتماد توصيات لجنة "إيكوموس" إحدى اللجان الاستشارية التابعة للجنة حماية التراث العالمي في "اليونسكو"، لإدراج الموقع، والإعلان على تسجيل أريحا كموقع تراث عالمي فلسطيني محمي.

بدوره، قال وزير الزراعة، رياض العطاري، إن هذه اللحظة التاريخية تعبر عن انتصار الحق الفلسطيني، داعيا إلى الاستمرار في العمل على الحفاظ على هذا الحق.

من جانبه، قال وكيل وزارة السياحة والآثار صالح طوافشة، إن موقع تل السلطان، هو الموقع الخامس الذي يتم تسجيله على لائحة التراث العالمي، ما يعد انتصارا كبيرا، ويؤكد إصرار شعبنا على تثبيت حقوقه.

من ناحيتها، شددت رئيسة ملف منظمة اليونسكو في وزارة الخارجية والمغتربين جميلة عريقات، على أهمية دور القيادة في هذا الإنجاز، ودعت إلى تعزيز الوعي لدى المواطنين بأهمية هذا التسجيل، والعمل على حماية الموقع.

وأعلن مدير دائرة الطوابع في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كفاح مرقة، عن إصدار بطاقة معايدة خاصة بأريحا تضم 25 تصميما تمثل تاريخ المنطقة.

ورحبت فعاليات ومؤسســـات فلسطينية بالقرار،وأكد المجلس الوطني ان هذا القرار يعد انتصارا للحقيقة ولفلسطين والرواية الفلسطينية، ويدل على عراقة تاريخ فلسطين الممتد منذ آلاف السنين وأصالته، مهما حاول الاحتلال طمس تاريخ فلسطين وحضارتها وتزويره. وأكد أهمية الحفاظ على مواقع التراث الفلسطيني وتسجيلها على قائمة التراث العالمي، لحمايتها من التزوير ومحاولات التدمير اليومي التي تتعرض لها من الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن القرار يؤكد القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام، ويكشف عن الأصول التاريخية والجمالية والإثنولوجية والأنثروبولوجية للشعب الفلسطيني.

واعتبرت القرار اثباتا اضافيا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، واستمراره في البقاء عليها منذ أكثر من 10 الاف عام، وصدق الرواية الفلسطينية، وشهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم بالإضافة إلى أنه يمثل حقا لدولة فلسطين العضو في منظمة اليونسكو في ممارسة سيادتها على اراضيها ومواقعها التراثية استنادا للمادة السادسة لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للعام 1972.

وأكدت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة أهمية القرار، باعتبار الموقع جزءا اصيلا من التراث الفلسطيني المتنوع، ذا القيمة الإنسانية الاستثنائية، واهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم، وكمثال نموذجي ناجح لرحلة الاستقرار البشري منذ العصر النطوفي، وبداية تدجين النباتات، والحيوانات، ونشوء الزراعة، ويستحق ان يكون أحد مواقع التراث العالمي.

وأشارت إلى التعاون الكبير مع كافة الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذا الإنجاز، خاصة وزارة الخارجية وبعثة فلسطين لدى اليونسكو وايضا بلدية اريحا والخبراء المحليين والدوليين، وكل من شارك بإعداد ملف الترشيح.

وشكرت معايعة جميع الشركاء الدوليين والمحليين الذين ساهموا للوصول لهذا الانجاز، خاصة صندوق التراث العالمي الذي مول اعداد الدراسات التحضيرية للملف ومكتب اليونسكو في رام الله، واعتبرته ثمرة التعاون المشترك بين فلسطين والدول الصديقة والداعمة لهذا الانجاز.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم علي زيدان أبو زهري، أن هذا التسجيل لموقع أريحا، هو أول تسجيل لدولة فلسطين على قائمة التراث العالمي، بينما كانت المواقع الأخرى هي على قائمة التراث المهدد بالخطر، وبالتالي فإن هذا التنوع في الملفات المقدمة للمنظمات الدولية، يعتبر إنجازا وإضافة لما تقوم به دولة فلسطين من توثيق وإعداد للملفات، وترتيب للأولويات الوطنية، ومواءمتها مع التطلعات الدولية والعالمية.

وأشاد أبو زهري بكافة الجهود الوطنية والعالمية التي بذلت في سبيل تسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لمدينة أريحا القديمة (تل السلطان) في قائمة التراث العالمي، والتي تساهم في تثبيت الحق الفلسطيني بتاريخه العريق والممتد لآلاف السنين لحماية الحقوق والمقدرات الحضارية لشعبنا الفلسطيني، خاصة في ظل ما يمارسه الاحتلال من عرقلة على الصعيد الدولي، وانتهاك وسرقة على المستوى المحلي.

وثمن كل الجهود العربية والمنظمات المتخصصة (الألكسو والإيسيسكو) ومواقف الدول الصديقة التي دعمت الملف الفلسطيني (أريحا القديمة) في تسجله على لائحة تراث اليونسكو.