عبد الملك أبو غوش.. ما يشبه الحنين الى حارسة بوابات القدس الغربية
رام الله- الحياة الجديدة- سعيد شلو- "ما زلتُ أحلم بالعودة إلى عمواس، حتى لو افترشت ترابها والتحفت سماءها"، بهذه الكلمات اختزل الحاج عبد الملك أبو غوش حنينه الى قريته عمواس التي غادرها حينما كان عمره لا يتجاوز الثلاثة عشر عاما.
ستة وخمسون عاما مرت على نكسة حزيران عام سبعةٍ وستين، وما زال حنين الحاج السبعيني أبو غوش مشتعلا نحو العودة الى مسقط رأسه عمواس حارسة بوابات القدس الغربية، حيث تستريح في طريق يربط القدس بمدن الساحل الفلسطيني، على إحدى الجرائم الاحتلالية.
ستة وخمسون عاما، مرت على اقتلاع أهالي قرى اللطرون من أرضهم وتدمير بيوتهم ومحو آثارهم العمرانية والتاريخية والثقافية والأثرية على طريقة التطهير العرقي، إلا أن الأهالي ما زالوا مصممين على حق العودة.
ففي وقفة نظمتها جمعيات قرى اللطرون المهجرة "عمواس، ويالو، وبيت نوبا أمس الأول الاثنين، وسط رام الله، في الذكرى الـ 56 للنكسة، حمل الحاج السبعيني صورة لوالده الذي كان يعمل مدرسا في قرية عمواس ويحملُ حفيده بين يديه، وكتب عليها: مات أبي لكنني لن أنسى، كلمات تعبر في عمق دلالتها عن أن حق العودة للفلسطينيين، لاجئين ونازحين، لا يسقط بالتقادم.
ويقول الحاج السبعيني لـ "الحياة الجديدة": "الصورة التي أحملها معي هي لوالدي الذي كان يعمل مدرسا بمدرسة عمواس الإعدادية، وكان في هذه الصورة والدي يحتضن حفيده الذي يبلغ من العمر 5 سنوات فقط خوفا عليه من رحلة التهجير القصري من بلدتنا عمواس".
ويروي أبو غوش: "ذهبت قبل 5 سنوات في زيارة إلى قرية عمواس التي أخفى الاحتلال جميع معالم القرية، حيث خلع الأشجار المثمرة وزع بدلها الأشجار غير المثمرة مثل السرو وغيرها، وتعرفت على آثار ما بقي من بيتنا عن طريق شجرة تمر الحنة التي كانت مزروعة أمامه".
ويستذكر أبو غوش: "ليلة الحرب خرجنا من بيوتنا لأنه أشيع حينها أن الاحتلال سيقصف القرية لنخرج من بيوتنا إلى دير اللطرون، وبتنا هناك ليلة واحدة، وفي الصباح خرجنا لنعود إلى بيوتنا لنتفاجأ بجنود الاحتلال يحتلون شوارع قريتنا، وقتها هددونا بالتوجه الى الجسر دون النظر يمينا أو يسارا، وإلا سيكون القتل مصيرنا، لنكمل الطريق من القرية إلى بلدة بيتونيا ومن ثم إلى مدينة رام الله".
ويقول أبو غوش: "بعد ثلاثة أيام صحونا على صوت منادٍ يقول: يا أهالي قرى دير اللطرون عودوا إلى قراكم لنرجع بنفس طريقة الهجرة ومشينا حوالي 35 كيلو مترا، وعندما وصلنا إلى مشارف قرية بيت نوبا وجدنا نقطة تفتيش لجنود الاحتلال الذين هددونا بالقتل إن أكملنا مسيرنا، فاضطررنا للعودة إلى رام الله حيث إن هنالك مجموعة بقيت في المدينة ومجموعة اخرى هاجرت إلى الأردن".
ويقول عضو جمعية عمواس أيهم أبو غوش: "هذه الفعالية يقيمها أهالي قرى اللطرون الثلاث (عمواس ويالو وبيت نوبا) التي تم تدميرها وتهجير أهالي البلدات عام 1967، جاءت لتبقي قضية قرى اللطرون حية في عقول الجيل الشاب".
ويضيف: "إننا نطالب بأن تبقى قضية قرى اللطرون حية وعلى أجندة العمل الوطني وأن تزرع من خلالها القيم الوطنية لضروروة أن تبقى حية عند الأهالي ولنقل الرواية من الآباء الى الأبناء ومن أجل أن تبقى الراية مرفوعة لاستعادة هذه القرى الثلاث وعودة الأهالي إلى أراضيهم".
وتشكل قرية عمواس الواقعة على بعد 25 كيلومترا شمالي غرب مدينة القدس المحتلة الحد الفاصل بين جبال القدس وامتداد الساحل، إلى الجنوب الشرقي من يافا بمسيرة نحو 28 كيلومترا عنها.
وهدمت القرى الثلاث (عمواس ويالو وبيت نوبا) في السادس من حزيران عام 1967م، بعد أن تم طرد أهلها منها وتدمير 3200 منزل.
مواضيع ذات صلة