إنها كمثل كائنٍ حي..
كلمة الحياة الجديدة
للديمقراطية سلوكها الذي لا يقبل أي تزوير، ولا أي استعراض، ولا أي ادعاء. ولا خطاب لها، سوى النزاهة، والشفافية، خاصة إذا ما تعقلنت في الوعي الجمعي منهجا لحياة منتجة، وعدالة ممكنة، وفي تعقلنها يمكن رؤيتها كمثل كائن حي، حسن تربيته، يجعله مبدعا فيما يريد من عقد اجتماعي، يحقق السلامة والازدهار للموقعين على هذا العقد، وإذا ما اعتمدنا هذا التشبيه، وللمجاز حقه في ذلك فإن حسن التربية، يظل مرهونا باحترام ما يفرزه صندوق الديمقراطية الانتخابي، وقبل ذلك يظل مرهونا بصدق التوجه الديمقراطي لهذا الصندوق، وحسن إدارة هذا التوجه، حتى بتوليفاته الحزبية، فمن حق جميع الذاهبين إلى هذا الصندوق هذه التوليفات، بلا أية مخاتلات، ولا أية مساومات حزبية.
وإذا ما جئنا إلى الأمثلة، نرى إنجاز نقابة الصحفيين الفلسطينيين في انتخاباتها الأخيرة، وقد احتكمت إلى القانون، وواجهت اعتراضات المعترضين في المحاكم، إنجازا ديمقراطيا لا لبس فيه ولا ادعاء.
لم تمنع النقابة أحدا من خوض معركة الانتخابات، لا لأن الأغلبية لها في الجمعية العامة، وإنما لأن نزاهة الديمقراطية تتطلب ذلك، وبوسعنا أن نقول هنا إن تجربة نقابة الصحفيين في هذا السياق، تجربة تستحق التعميم، عدا طبعا أنها تستحق التقدير. ولا شك أبدا أن هذا التقدير سيتعاظم إذا ما ذهبت النقابة إلى تعظيم دورها النقابي، والمهني، والأخلاقي، بين أوساط الصحفيين، وتصدت لمختلف قضاياهم وقضايا الرأي العام.
لنقابة الصحفيين الآن، أمانة عامة، تعد بما يلزم من تطوير وتعظيم لدور النقابة، ولها نقيب نراه مأخوذا بهذا الدور، وقد أثبت حراكه ونشاطه اللافت في الدورة السابقة، وثمة داعمون ومساندون من أجل أن تكون ساحة الإعلام والصحافة في بلادنا، ساحة رحبة، برعاية نقابة فاعلة، من أجل أن يكون خطاب فلسطين في هذا الإطار خطابا وطنيا، ووحدويا، وتوعويا، وعلى كل صعيد.
مبروك لنا هذه التجربة، ودائما إلى أمام.
رئيس التحرير