عاجل

الرئيسية » كلمة الحياة الجديدة »
تاريخ النشر: 05 حزيران 2023

قدحنا ليس فارغا

كلمة الحياة الجديدة

تجتاح الشارع الفلسطيني تساؤلات عدة عن الراهن، والمستقبل، غير أن حوارًا بين النُّخب السياسية، والفصائلية، ليقدم أجوبة شافية عن هذه التساؤلات، ما زال يتعثر في إطارات تتجاذب بعضها حسابات ضيقة، مع ملاحظة أن النخب الاقتصادية تبدو كأنها غير معنية بحوار من هذا النوع، ناهيكم عن النُّخب الثّقافية التي بات بعضها يغرّد من فوق أبراج عاجيّة ...!!

ما الّذي يمكن أن يحدث الآن، والصّراع يحتدم مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن دخلت الفاشيّة الصهيونية حلبة الصراع على نحو بالغ العنصرية..؟؟  وكيف يمكن حماية المستقبل الذي نريد، وبمعنى آخر كيف علينا أن نصون حلمنا الوطني بالخلاص من الاحتلال، وإقامة دولة الحرية، والعودة، والاستقلال، دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف .

حلم الخلاص من الاحتلال هو حلم الكل الفلسطيني، على أنّ هذا الكل مصاب اليوم بفجيعة الانقسام الذي ما زالت حركة حماس تحرص على تأبيده ما ينذر بفجيعة أكبر هي فجيعة الانفصال وهذا ما قد يحيل الحلم إلى كابوس ..!!!

لسنا دون أوراق قوة، لدينا الصمود الذي علينا أن نعززه بالبناء المنتج، والزراعة المثمرة، والتعليم القويم، والثقافة الوطنية، ولدينا المقاومة الشعبية التي علينا أن نطور أشكالها وأساليبها المشروعة، لجعل الاحتلال أكثر قلقا، وكلفة، ولا ينبغي أن ننسى أن هذه المقاومة حققت، ما لم تحققه صواريخ الاستعراض الموسمية، وتشهد على سبيل المثال لا الحصر هزيمة بوابات الاحتلال الإلكترونية في القدس المحتلة على ذلك، ولدينا وضوح وقوة الرواية الفلسطينية، في مختلف المحافل الدولية، وقد كرست حقيقتها، ومصداقيتها، ما يجعلها عصية بعد اليوم على التغييب، بل ما بات يجعلها حاضرة باستمرار ساعية لتحرير قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية من أدراجها المغلقة. وبمعنى لدينا السياسات العقلانية بواقعيتها النضالية وتحت راية أهم ما نملك من إطار شرعي معترف به عربيا وإقليميا، ودوليا، نعني منظمة التحرير الفلسطينية، التي أجلست فلسطين على مقعد الدولة المراقب في الأمم المتحدة. 

ولدينا قبل كل ذلك، الإيمان بحتمية انتصار الحق، والعدل، والسلام، ومع هذا الإيمان لدينا دم التضحيات العظيمة، دم الشهداء، والجرحى، ودم الأسرى في عروقهم وهي تنشد للحرية، مع قرار حاسم أن شعبنا لن يسمح أبدا بأن يضيع كل ذلك هباء .

قدحنا ليس فارغا، نصفه ملآن، وهذا ما تفرض الضرورة الوطنية أن نراه بلا أية تأويلات مخاتلة، ولا أية ادعاءات لا محل لها من الإعراب، فهل نشهد حوارا يرى ذلك، فيجيب عن تلك التساؤلات بلا أي استعراض ولا أي تنافخ، ولا أية خطابات حزبية، ولا أية وعود فضائية..؟؟

رئيس التحرير