75 عاما من النكبة.. في ذاكرة التسعيني أبو بسام العسكري
رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- على تجاعيد وجهه ترتسم حدود فلسطين وتضاريسها، وفي عيونه صور الحنين إلى مسقط رأسه مدينة حيفا المحتلة، انه الحاج غازي حافظ إبراهيم العسكري "أبو بسام"، شارف على التسعين من عمره وما زالت ذاكرته تزدحم بصور حارات مدينة حيفا لا سيما حارة "الحليصة" التي كان يسكنها، وبيارات البرتقال والبطيخ، يتحسر أبو بسام على سنوات طفولته التي عاشها في بيته قبل أن يرحل عنه قسرا قبل 75 عاما.
الحاج "أبو بسام" يكبر النكبة بـ 14عاما، قضاها في مسقط رأسه يتذكرها عن ظهر قلب، يقول لـ "الحياة الجديدة": كل شيء من رائحة البلاد محفور بذاكرتي ولم أنس شيئا منها، مسجد المدينة ومقاماتها الدينية، وينابيع المياه، وما زلت أذكر جيدا مدرستي وكانت الوحيدة آنذاك أسست في العهد العثماني ودرست بها حتى الصف السادس.
لم يخطر ببال عائلته أن غيبتهم ستمتد لعقود، ظنوا أنهم سيقضون يوما خارج منزلهم أو يومين على أبعد تقدير، فجمعوا مونة البيت من قمح وذرة وأرز وسمسم وزيت في غرفة الخزين، وفي التفاصيل يروي "أبو بسام": في أوائل شهر نيسان/أبريل عام 1948 تعرضت البلاد لهجوم من عصابات الهاغاناة الصهيونية، واستشهد الكثيرون امام عيوننا، تركنا كل شيء وخرجنا مشيا على الأقدام، ومن ثم اقلتنا سيارة مع نحو 30 شخصا اخرين رغم انها لا تتسع الا لسبعة ركاب لمدينة يافا، وهناك فوجئنا بالعصابات الصهيونية تقتل وتذبح العائلات وترتكب المجازر، فهربنا باتجاه الشمال حتى وصلنا لبلدة حوارة قرب نابلس، إلى أن استقر بنا المطاف منذ عام 1949 في مدينة نابلس.
يصمت أبو بسام برهة من الزمن، وهو يشتعل حنينا الى حارة الحليصة التي عاش بها أجمل سنين طفولته، وبالعودة إلى حياة البلاد، يقول: إن والده الذي توفي قبل النكبة بعدة سنوات كان يملك منزلا واسعا، إلى جانب أراض وبساتين كان يرافق جده وجدته ووالدته لقطف الثمار في مواسم الزيتون والتين، والحصاد.
رغم مرور 75 سنة على النكبة لا يزال أبو بسام يواظب دوما على ترسيخ فكرة حق العودة في عقول أبنائه وأحفاده، كثابت من الثوابت الوطنية، وأنه لا عودة عن حق العودة، وعدم التفريط في ذرة تراب واحدة من أرض الآباء والأجداد حتى تحرير فلسطين من بحرها لنهرها.
مواضيع ذات صلة