"حومش".. جرافات تتربص بأراضي القبيبات
نابلس– الحياة الجديدة– بشار دراغمة- تحولت حياة أهالي برقة شمال مدينة نابلس إلى كابوس، بفعل اعتداءات المستوطنين المتكررة، التي يتكاتف الأهالي دوما لصدها، والوقوف سدا أمام كل هجمة جديدة، لكن ما يزيد قلق أهالي البلدة هذه الأيام هو خطط العودة إلى مستوطنة "حوميش" التي أقام فيها المستوطنون "مدرسة دينية" استعدادا للعودة إليها ضمن خطة تهدف إلى السيطرة على آلاف الدونمات من أراضي القبيبات.
وبينما كان أهالي برقة والقرى المجاورة أمس الأول، ونشطاء يتظاهرون ضد عودة المستوطنين إلى "حوميش" كان المستوطنون يقفون على مسافة قريبة ويقطعون الطرقات ويمنعون المواطنين من المرور من طريق حيوي يربط مدينة نابلس مع جنين.
وقال غسان دغلس، مسؤول ملف مواجهة الاستيطان في شمال الضفة، إن عودة المستوطنين إلى مستوطنة "حومش"، التي تم إخلاؤها عام 2005 تشكل تهديدا لحياة آلاف المواطنين الذين يسكنون في المنطقة، مشيرا إلى أن نحو 30 مستوطنا متواجدون حاليا في "حوميش" يعيقون حياة 34 ألف مواطن ويقيدون تحركهم ووصولهم إلى أرضهم وأماكن عملهم.
وحذر دغلس من خطورة المخطط الإسرائيلي الرامي للسيطرة على آلاف الدونمات. وقال دغلس: "تم تسريب خريطة من قبل المستوطنين أنفسهم تظهر نيتهم إقامة مستوطنة كبرى تفصل بين مدينتي نابلس وجنين".
وأشار دغلس إلى أن المواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال تتزايد منذ صدور قانون يلغي قرار الانسحاب من أربع مستوطنات في الضفة.
وتابع دغلس أن المستوطنين نفذوا 34 هجوما على المواطنين خلال شهر واحد، مشيرا إلى أن معدل الاعتداءات في تزايد يومي ومرتفع.
وحسب دغلس فإن آليات شوهدت تجري حفريات في الموقع، دون أن يحرك الجيش ساكنا لمنع المستوطنين من تنفيذ مخططاتهم، موضحا أن ما يجري يتم برضا تام وموافقة حكومة الاحتلال اليمينية.
وكانت الإدارة الأميركية أبدت تذمرها من قرار حكومة الاحتلال السماح للمستوطنين بالعودة إلى "حومش"، وفي محاولة منها لتهدئة الأمور نقلت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية رسالة لإدارة بايدن تفيد بعدنم نية إسرائيل إقامة مستوطنة جديدة.
لكن ما يحدث على الأرض مخالف تماما لكل التصريحات السياسية، حيث يحاول المستوطنون يوميا إدخال معدات وآليات لإجراء عمليات حفر بالقرب من موقع مستوطنة حوميش الحالي.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن ما يجري يتم بضوء أخضر من وزير الجيش، يوآف غالانت. وحسب الصحيفة فإن جيش الاحتلال حاول في البداية منع إدخال آليات هندسية إلى المكان للعمل على تمهيد الأرض، التي استولت عليها سلطات الاحتلال عبر إعلانها "أراضي دولة". وبعد أن تدخل غالانت تلقى جنود الاحتلال أوامر بالسماح للمستوطنين بتمهيد الأرض وإعدادها لنقل البؤرة الاستيطانية.
وقالت "هآرتس" الخميس الماضي إن المسؤولين السياسيين يرفضون وقف العمل في المستوطنة خلافا لتوصيات جيش الاحتلال.
مواضيع ذات صلة