النكبة.. فيزياء الخطيئة.. كيمياء الجريمة
النكبة، يا لها من واقعة ما زالت تثقل على شعبنا الفلسطيني، بتفاصيلها المعتمة المرهقة، فصنّاعها من الغرب الاستعماري ما زالوا يتجاهلون صنيعتهم هذه، وما زالوا في دروبها سائرين يرتكبون الذنب تلو الذنب، لا بحق شعبنا المطعون بصنيعتهم النكبة فحسب، وإنما كذلك بحق العدل، والحق، والنزاهة، والسلام، والجمال، فما زالوا يربتون على كتف إسرائيلهم التي أوجدوها دولة، على أرض لم تكن يوما لهم، ولن تكون..!!
النكبة، خمسة وسبعون عاما من تحالف فيزياء الخطيئة، مع كيمياء الجريمة، عصابات للقتل، والإرهاب، والتشريد، ودول للدعم والمساندة، مركبات العنصرية، نوعا وكما، انصهرت في بوتقة واحدة، فكانت إسرائيل، وكانت في المقابل المَظلمة الكبرى التي رموا بها فلسطين وشعبها، وما زالوا يسيجون هذه المظلمة، بالمعايير المزدوجة، وبالبيانات التي يتغنى بها اقتصاد السوق، التي ما عرفت، وما زالت لا تعرف طريقاً لنصوص النزاهة، والمصداقية، والتوازن الاخلاقي...!! لا بل وعند المناسبة، يكون الإطراء، والمديح الأعمى للدولة التي صنعوا، كما فعلت رئيسة المفوضية الأوروبية، بتهنئتها لإسرائيل في ذكرى تصنيعها الدموي، برسالة يندى لها جبين الإنسانية، لشدة تحيزها العنصري القبيح، وتجاوزها على الحقيقة والواقع.
خمسة وسبعون عاما من هذا الانحياز المعيب الذي ما زال يبقي جسد فلسطين بشعبها نازفا دما، ومعاناة، وصعوبات على كل صعيد، احتلال، ومستوطنات، ومليشيات مستوطنين، بعنصرية الخرافة، وحقد الموتورين، وجيش يطلق جنوده النار على العزل، بهدف القتل، لا سواه، وطائراته الحربية تقصف النيام في بيوتهم، وما زال حق الدفاع عن النفس حصريا لإسرائيل...!!!
النكبة.. هذه وصمة عار على جبين العالم، إذا ما واصل تجاهلها، مظلمة كبرى ما زالت تحاول قتل تطلعات شعبنا، وطمس حقوقه المشروعة، وتصفية أهدافه العادلة في الحرية، والعودة، والاستقلال.
والنكبة هذه جريرة العالم.. فمتى سيعترف العالم بذلك..؟ وشعب فلسطين لا ينسى، وقراره لا رجعة فيه، قدما في دروب النضال المشروع تحت راية ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، حتى اندحار النكبة، وما أنتجت، حين علم فلسطين يرفرف في فضاء القدس العاصمة، شاهرا للعالم أجمع دولته الحرة المستقلة.
رئيس التحرير