عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 14 أيار 2023

الإعدام مع سبق الإصرار

تشييع جثماني الشهيدين سائد مشة ووسيم الأعرج في مخيم بلاطة أمس.. (تصوير - أيمن نوباني)

نابلس- الحياة الجديدة- بشار دراغمة- هواء ملوث برصاص المحتل، يتبعثر يوميا ناشرا حزنا على نابلس ومخيماتها، تتحول الشوارع والأزقة في لحظة إلى ممرات عشوائية للبارود، وزخات الرصاص التي تخترق جدران على من ظنوا أنهم آمنين، يرتقي الشهداء، وتخرج علينا الرواية الإسرائيلية المعهودة لتبرر القتل اليومي.
ينتظر أهالي مخيم بلاطة الفجر بقلق وخوف، يستيقظون على صوت الرصاص والقنابل، وتستيقظ أمهات على خبر استشهاد أبنائها في مخيم لا تنام فيه الأحلام بحياة آمنة رغم قسوة اللجوء.
يسمع المواطنون الرصاص والقنابل وهي تمزق الهواء والجسد، تشم رائحة الدم والنار وهي تحرق الأرض والروح، تعرف أن هناك من لن يستيقظ معها، من سيبقى نائما في حضن الأرض، من سيصبح شهيدا، تبكي الأمهات على أبنائهن، على أحلامهن، على مستقبلهن. لكنهن لا يستسلمن، تستمد الأمهات القوة من إيمانهن وصبرهن وأملهن، يرددن بصوت الحزن "هنا لا تموت الأحلام. وتولد من جديد كل صباح".
يمارس المحتل جريمة الإعدام الجديدة بحق الشابين سائد مشة ووسيم الأعرج، لا شيء يدعو لقتلهما سوى أنهما فلسطينيا الهوية.
ويروي الصحفي جمال ريان لـ"الحياة الجديدة" شيئا من تفاصيل جريمة الموت الجديدة، الذي ارتقى فيها اثنان وكاد هو أن يكون ثالثهما. 
ويضيف ريان وهو شاهد عيان على تفاصيل العملية العسكرية، التي نفذها الاحتلال في مخيم بلاطة إن الشابين الذين ارتقيا كانا مدنيين ويرتديان الزي المدني بشكل واضح ولا يحملان أي سلاح، مفندا الرواية الإسرائيلية التي قالت إن الشابين كانا مسلحين.
وأوضح أنه كان يقف إلى جانب الشابين بشكل مباشر عندما فتح جنود الاحتلال النار باتجاههم، مشيرا إلى أنه نجا هو بأعجوبة من عملية القتل، بينما كان يرتدي الزي الصحفي بشكل واضح، وكانوا يقفون بشكل واضح، وأطلق جنود الاحتلال عليهم النار بهدف القتل.
وقال ريان: "ارتقى الشابان بجانبي، لم يكونا يحملان أي سلاح، وكانا بلباس مدني، وكنت شاهدا على جريمة الإعدام، وبحكم عملي صورت الشابين اثناء ارتقائهما، ولم يكن بحوزتهما أي أسلحة".