عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 13 أيار 2023

عامان على تدمير مقر "الحياة الجديدة" في غزة ورسالتها لم تتوقف

غزة – الحياة الجديدة – عبد الهادي عوكل - في مثل هذا اليوم 13 مايو من العام 2021م، وفي نفس الأجواء من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر لمدة أحد عشر يوماً قبل وقف إطلاق النار برعاية مصرية، استهدف خلالها الطيران الحربي الإسرائيلي الشجر والحجر، صاباً جام غضبه على وسائل الإعلام التي تفضح جرائمهم على الهواء مباشرة، ومن بينها مقر صحيفة الحياة الجديدة الكائن في برج الشروق الطابق التاسع، إلى جانب عشرات المؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج، وما زال ركام البرج شاهداً على تلك الجريمة النكراء، حيث لم يتم إعادة إعماره.

وقبل تدمير المكتب كان الزملاء كافة، مجتمعين على مائدة إفطار داخل المقر حيث كان شهر رمضان المبارك، وكأنهم يودعون المكان دون أن يدركوا ما يخبئه لهم يوم الغد، على أمل العودة في اليوم التالي؛ لكن لهيب النار والقصف الإسرائيلي حال دون عودتهم له لممارسة عملهم المعتاد، ليتحول مقر الصحيفة بما فيه من أرشيف وذكريات منذ العام 1995م وهو سنة تأسيس الصحيفة إلى أثر بعد عين.

كان ذلك المقر بمثابة البيت الثاني لجميع الزملاء، والذين يقضون فيه أوقاتاً أكثر مما يقضونها بين أبنائهم، ورغم ذلك لم يتوقف الزملاء عن مواصلة عملهم في فضح الجرائم الإسرائيلية، وبإمكانات محدودة جداً.

جاء القصف الإسرائيلي لمقر صحيفة الحياة الجديدة صدمة جديدة بعد الصدمة التي تلقاها جميع الزملاء، إثر وفاة المدير العام للصحيفة ماجد الريماوي في العاشر من مايو 2021 رحمه الله، أي قبل ثلاثة أيام من تدمير المقر وتحويله لأثر بعد عين بصاروخ احتلالي استهدف حرية الرأي والتعبير وعمل وسائل الاعلام التي كفلتها له كل الشرائع والقوانين الدولية.

عشرات الصحفيين الذين يعملون في مؤسسات دولية مروا على هذا المقر، منهم من عمل بالقطعة، ومنهم من تلقى التدريبات في فنون الصحافة، فكان مقر الحياة الجديدة، مفعمًا بالحياة دائماً.

من جهته، أكد مدير عام صحيفة "الحياة الجديدة" في المحافظات الجنوبية منير أبو رزق، أن تدمير مقر الصحيفة لم ينل من عزيمة وإرادة الزملاء؛ الذين واصلوا عملهم رغم فداحة الخسائر والذكريات التي دمرها الاحتلال، مشيراً إلى أن مقر الصحيفة في المحافظات الجنوبية سيتم افتتاحه رسمياً خلال أسابيع وسط مدينة غزة.

ويقول الدكتور تحسين الأسطل مدير تحرير صحيفة الحياة الجديدة في قطاع غزة: في الذكرى الثانية لتدمير مقر الصحيفة من قبل آلة التدمير الاحتلالية، لقد حاول الاحتلال الإسرائيلي من خلال استهدافه للمؤسسات الإعلامية في عدوان مايو/أيار 2021، ومنها مقر صحيفة الحياة الجديدة إسكات صوت الإعلام الفلسطيني، والذي يصادف اليوم مع عدوان جديد على قطاع غزة، باستهدافه للمدنيين الآمنين لاسيما الأطفال والنساء منهم.

وأضاف الأسطل: في الذكرى الثانية لتدمير مقر الحياة الجديدة بغزة، فلا زالت جرائم الاحتلال مستمرة دون توقف، في المقابل لم توقف "الحياة الجديدة" من غزة رسالتها في تعرية وفضح جرائم الاحتلال عبر موقعها الالكتروني وصحيفتها الورقية، مشيداً بالجهد الذي يبذله الزملاء في قطاع غزة رغم كل الظروف التي يمرون بها من ضغط ميداني، إلا أنهم يواصلون العمل لفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي وإيصال رسائل شعبنا الي العالم.

وتابع، أن "الحياة الجديدة" تواصل رسالتها من غزة من خلال مراسليها، ليؤكدوا على وحدة الوطن في إعلام وطني مسؤول يعمل بكل جدية في إطار الإعلام الرسمي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والذي سيتواصل بذات الخط الوطني الأخلاقي.