صاروخ إسرائيلي يُنهي تسعة أشهر من السعادة ويختطف زوجها "سائد"
كلمات موجعة في رثاء أحد الشهداء
غزة – الحياة الجديدة – أكرم اللوح "تسعة أشهر فقط، هي الفترة الزمنية التي فصلت بين ارتدائي الفستان الأبيض في ليلة زفافي، والملابس السوداء في لحظة استشهادك، لقد رحلت مبكراً، واستعجلت قبل أن ترى طفلك الذي ما زال في أحشائي، والذي سيكون بعد شهرين من الآن بين أحضاني، ولكن دون والده الشهيد سائد جواد عبد فروانه".
كلمات قالتها الشابة مي أحمد في رثاء زوجها الشهيد سائد فروانة من سكان بلدة القرارة بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، مليئة بالحزن والألم والأمل، فمشاعر فقدانها لزوجها لا يمكن أن يعوضها شيء، وإكمال مشوار الحياة بعده أصبح أكثر صعوبة، فقد غادر الزوج بلا عودة.
تقول الزوجة المكلومة: "لا أعرف كيف أصبر على كل هذا، ولا أصدق أنني بكامل وعيي سأكمل المشوار، وأدرك بأن والد طفلي وحياتي قد غادر بلا عودة".
وتضيف: "قلبي يحترق في كل لحظة، ولكن مع كل لحظة أزداد إيماناً بقضاء الله وقدره، وعلى يقين تام بأن كل دمعة تذرفها عيني، سيعوضني الله بها خيرا، فهنيئا لك زوجي الشهادة، فمثلك مكانه الجنة، فالأرض ليست من مقامك".
وتروي الزوجة بداية الحكاية مع زوجها الشهيد والتي كانت بأواخر شهر أغسطس من العام الماضي، موعد زفافها إلى زوجها، فكان يوما مشهودا، لتقضي مع زوجها تسعة أشهر تصفها بأشهر سعادة التسعين عاما، فقد كان كما تقول: "رائعا في معاملته، حنونا وكريما ومخلصا".
وتُضيف مي أحمد: "حزنت وما زلت كثيرا على استشهادك، ولكنك أهديتني ما هو خير وأبقى، أهديتني باستشهادك تاج الوقار، وتوجتني زوجة الشهيد الذي أفخر باسمه ولقبه، فلم أكن ولم أتصور بأن هذا اليوم المعتم سيأتي، وتكون تحت التراب، ولن تكمل معي الحكاية، ولن نخطط لحياتنا سويا، وأني سأكمل مع طفلي لوحدي".
وقصفت طائرات إسرائيلية في ثاني يوم من العدوان المتواصل على قطاع غزة، تجمعاً للمدنيين شرق بلدة القرارة بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد الشاب سائد فروانة ورفيقه وائل الأغا.
مواضيع ذات صلة