عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 13 أيار 2023

"تحويشة العمر ضاعت.." عائلات غزة تبكي منازلها المدمرة

شهادة روضة وحصّالة كل ما تبقى للطفل زين المصري بعد قصف الاحتلال منزله في بيت لاهيا.. (تصوير: هاني أبو رزق)

غزة– الحياة الجديدة– أكرم اللوح- صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الخامس من عدوانها على قطاع غزة، من قصف بيوت المدنيين الآمنين، ضمن رؤيتها الاجرامية لتدمير الشجر والحجر والانسان، ومحاولتها لزيادة الضغط على المدنيين الذين قضوا السنوات والشهور لجمع الأموال لبناء تلك المنازل المتواضعة التي تؤوي المئات من العائلة، التي بالكاد تحصل على قوت يومها، وسط انتشار للفقر والبطالة والوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي.
أكثر من عشرين منزلا، يقطنها ما يقارب الخمسين عائلة، بتعداد أكثر من 600 فرد، تشردوا دفعة واحدة خلال خمسة أيام فقط من بدء العدوان على قطاع غزة، فالبداية كانت بثلاثة منازل في دقيقة واحدة لعائلة البهتيني والغنام وعز الدين وراح ضحية تدميرها 12 مواطنا بينهم أطفال وسيدات.
وفقا لمصادر محلية تحدثت لمراسل "الحياة الجديدة" فإن الهجمة الإسرائيلية على منازل المدنيين لن تتوقف، فخلال الساعات القليلة الماضية دمر الاحتلال ستة منازل بصورة كاملة، إضافة إلى تضرر العشرات من البيوت القريبة وتهجير حارات بأكملها كما حدث في حارة "أبو عبيد" بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأضاف المصدر إن تدمير منزل عائلة بنات قرب دوار بيت لاهيا شمال قطاع غزة، والزعانين في بيت حانون لن يكونا الأخيرين، فقد سبقهما في لحظات متقاربة تدمير منزل عائلة مهنا بشارع اليرموك، وعائلة أبو العطا بحي الشجاعية، وعائلة أبو عبيد بدير البلح، وعائلة ياسين بحي الزيتون بغزة.

 

الحاجة أم محمد بشير تُقيم منذ يومين لدى بعض أقاربها في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيما يحاول أولادها الأربعة وعائلاتهم إيجاد بديل للسكن بعد أن دمر الاحتلال منزلهم المكون من طابقين وتسكنه أربعة أُسر، معظمها نساء وأطفال، حيث لم يتمكنوا من التقاط أي من محتويات البيت الذي أصبح غير صالح للسكن، إضافة إلى تضرر عدد من منازل الجيران القريبة.
تقول الحاجة بشير لمراسل "الحياة الجديدة": كُنا في منزلنا نعيش بأمان، وفجأة سمعنا أصوات صراخ ونداء من قبل الجيران، وخرجنا نستطلع الأمر، فوجدنا أن الاحتلال أبلغهم بإخلاء منازلهم، فأضررنا للهروب والمكوث في محطة للبنزين قريبة من المنزل، وذلك بهدف انتظار تنفيذ القصف الإسرائيلي للعودة مرة أخرى لمنزلنا".
وتُضيف بشير:" فجأة جاء أحد الجيران، وأخبرنا بأن المنزل المستهدف هو بيتنا، وقال بأن الاحتلال يؤكد عليهم بضرورة الخروج النهائي من المنزل" مؤكدة أن شقاء وتحويشة العمر ستذهب في رمشة عين، وسيتم تشريد أكثر من ثلاثون فردا معظمهم أطفال ونساء ليصبحوا بلا مأوى.
وتٌشير الحاجة المفجوعة بمنزلها إلى أنها انتظرت مع جيرانها لدقائق في محطة الوقود حتى سمعوا هدير الطائرات في السماء بدأت بقصف منزلهم بثلاثة صواريخ، حتى أصبح رمادا، منوهة إلى أن أولادها وعائلاتهم خرجوا من المنزل ولم يتمكنوا من الحصول حتى على أمتعتهم الخاصة، فيما هي خرجت بملابس الصلاة فقط.
المسنة صباح أبو خاطر من سكان بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، كانت تتجهز عائلتها لإتمام حفل زفاف نجلها، ولكن صواريخ الاحتلال الإسرائيلي سرقت فرحتهم، ودمرت منزلهم، لتختفي كل التجهيزات تحت ركام البيت، وتتحول الفرحة إلى مأساة وعائلة بلا مأوى".
تقول أبو خاطر وهي تجلس على ركام منزلها:" لا نعرف أين نذهب، فنحن أكثر من عشرة أفراد، أصبحنا بلا مأوى، كل شيء من أثاث وملابس ومقتنيات، دُفن تحت الركام" وكما تشاهد يحاول ابني إخراج بعض مقتنيات اطفاله من ملابس وكتب دراسية ولكن محاولاته باءت بالفشل بسبب احتراق بعضها وتلف الأخرى نتيجة التدمير الذي طال المنزل.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن حجم الأضرار في البنية التحتية ومنازل المواطنين كبير ولا يمكن تقديره الآن بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي، فيما يُسمع كل لحظة تهديد بقصف منزل جديد، وتشريد عشرات العائلات"، لكن ما تمكن مراسل "الحياة الجديدة" من إحصائه ما يقارب ال21 منزلا بينها ثلاثة شقق سكنة أدى قصفها إلى تضرر عمارات يقطنها عشرات العائلات في محيط مجمعات سكنية مكتظة بالسكان.