بيروت - الحياة الجديدة- هلا سلامة- هي إحدى المهمات الوطنية الانسانية التي من شأنها شد أواصر أهل الوطن الواحد والوقوف على حاجات أبناء شعبنا اللاجئ في لبنان، حطت رحالها في مستشفى الشهيد محمود الهمشري واستطاع رسلها على مدى 8 أيام أن يقدموا كل ما استطاعوا من خبرتهم ووقتهم لبلسمة جراح أشقائهم من فلسطينيين وجنسيات اخرى.   
 وكانت الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي "بيكا" بدأت برنامجها الطبي الثاني في مستشفى الهمشري يوم الخميس الماضي بمباركة الرئيس محمود عباس وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية، ووزارة الصحة الفلسطينية والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومستشفى الشهيد محمود الهمشري (الهلال الأحمر الفلسطيني) والقطاع الخاص الفلسطيني.  
 وفي مؤتمر صحفي عقد في قاعة الشهيد ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين في بيروت أمس الجمعة، أعلن السفير عماد الزهيري مساعد وزير الخارجية للتعاون الدولي ومدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي عن انتهاء المهمة الثانية للوكالة في لبنان وبدء "حملة وفاء" التي ستأخذ الطابع الطبي وتستهدف ابناء شعبنا وذوي الاحتياج المقيمين في البلد الشقيق.
واذ تقدم الزهيري بالشكر لكل من رعى ودعم هذه البعثة في مهمتها وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس الراعي الأول خلف نجاح الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي والداعم لكل ما تقوم به، فقد اشار إلى انه سيتم من خلال الحملة اجراء المعاينات للمرضى وتقديم الأدوية وإجراء العمليات اللازمة كل حسب احتياجه، ولن يكون لها فترة زمنية محددة كما يجري التنسيق كي تكون بشكل دوري.
وكانت كلمة لسفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور نوه فيها بمقدرة الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي على رفع اسم فلسطين عاليا عبر ما يقدمه فريقها المتطوع  لخدمة الانسان في الوطن وأرجاء المعمورة.
وشدد دبور على أهمية الدور الذي لعبه أطباء الوطن في التخفيف من آلام ومعاناة شعبنا وعلى الجهد الذي  تبذله الطواقم الطبية الفلسطينية من أجل تطوير المراكز الطبية الفلسطينية موجها التحية والتقدير للرئيس محمود عباس على رعايته الدائمة لشعبنا الفلسطيني في لبنان وحرصه الدائم على النهوض بالقطاع الصحي لتقديم أفضل الخدمات الطبية لأبناء شعبنا والجوار كما وجه الشكر والتقدير الى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي ووزيرة الصحة مي الكيلة وللسفير الزهيري، وتحية اعتزاز واكبار لدماء شهدائنا الأبطال في غزة والضفة والقدس. 
بدوره مدير مشفى الهمشري التابع للهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان الدكتور رياض ابو العينين أوضح أنها الزيارة الثانية لحملة الوفاء التي أطلقتها "بيكا"، مشيرا إلى أنه في الزيارة الاولى تولى الفريق القيام بعمليات زرع القرنية، وفي الزيارة الثانية أجرى عمليات في زراعة مفاصل العظام، وعمليات جراحية للشرايين والأوعية الدموية وجراحة الأطفال.
وأكد ابو العينين ان هذه الاختصاصات تم الاستعانة بها من قبل مشفى الشهيد محمود الهمشري لعدم توفرها ليس فقط في صيدا وإنما في كل منطقة الجنوب، وان توفرت فالتكلفة باهظة جدا.
وكشف ابو العينين ان الوفد قام بعمليات جراحية نوعية في مستشفى الهمشري لا تجري في لبنان، وبعضها كان معقدا ويحتاج الى بعض الاشتراكات الطبية التي تم توفيرها لغاية قدوم الوفد الذي حققها بنجاح كبير جدا.
من جانبه الدكتور احمد عبد الحليم رئيس الوفد الطبي ومنسق "بيكا" للبرامج الطبية توجه بشكره الخاص لوزيرة الصحة مي الكيلة على دعمها واسنادها الدائم للطواقم الطبية وتكلم عن الأهداف الثلاثة التي حققها الوفد الطبي في لبنان وهي: العلاج الجراحي، تدريب الكوادر الطبية حسب الاختصاصات التي طلبت من القيمين على مشفى الشهيد محمود الهمشري، ودراسة ومعاينة الحالة الصحية في مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان.
واشار عبد الحليم إلى ان الوفد مشكل من ثلاثة اختصاصات، جراحة الأوعية الدموية وكان التركيز فيه على اجراء بعض العمليات التي تسهل على مرضى غسيل الكلى معاناتهم، اما الفريق الثاني فهو مكون من مختصين بالعظام في شقين: جراحة العظام التنظيرية وزراعة المفاصل، فيما الفريق الثالث مختص بجراحة المسالك البولية للأطفال.
وبين  عبد الحليم ان الوفد اجرى 270 معاينة طبية، وتم اختيار المرضى الأكثر حاجة لاجراء العمليات دون أي اعتبار للعمر أو الجنس أو الجنسية.
كما اجرى الفريق 66 عملية جراحية توزعت على 9 عمليات لزراعة مفاصل للحوض والركبة و10 عمليات تنظير عظام علاجي وتشخيصي، وكان هناك ثلاث حالات عظمية مختلفة، بالاضافة الى 31  عملية اوعية دموية و13 عملية في المسالك البولية للأطفال.
اشارة ان وفد بيكا الى لبنان ضم كلا من الأطباء احمد عبد الحليم، مراد غنايم، حسن اسماعيل، اياد الهمشري، احمد بركات، وائل عمر، مصطفى القواسمي، وعمار خضر، وكلهم اتوا من ارض الوطن.