غزة – الحياة الجديدة – أكرم اللوح- تدرس الطالبة إيمان علاء عدس في المرحلة الثانوية، وتُعرف بتعلقها الشديد بشقيقتها دانيه التي تكبرها بعدة سنوات، والمنوي إجراء مراسم زفاف الأخيرة بعد عدة أسابيع، فبالرغم من تطمينات والدها حول المنام الذي رأته "إيمان" قبل أيام بأنها تُزف إلى عريسها المجهول إلا أنها بقيت قلقة حتى جاء موعد الزفاف الحقيقي برفقة شقيقتها العروس إلى الآخرة نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف شقة سكنية في حي التفاح شرق مدينة غزة الليلة قبل الماضية.

وشنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة، الليلة قبل الماضية، على مناطق مختلفة في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 16 مواطناً، بينهم 4 أطفال و4 سيدات، فيما أصيب أكثر من 22 مواطنا بجراح مختلفة منهم ثلاثة أطفال وسبع سيدات.

والد الشهيدتين يقول:" لقد خطف الاحتلال فرحتنا، باستهداف ابنتي دانيه والتي كانت على موعد مع الزفاف بعد شهرين، وابنتي إيمان التي لم توفر جهدا في دراستها لتحصل على الثانوية العامة، وتدرس في الجامعة".

ويُضيف الوالد:" دانيه كانت على موعد مع الزفاف بعد شهرين إلى خطيبها، وتم تحديد موعد الزفاف، وقامت ابنتي العروس بشراء فستان الزفاف الأبيض التي كانت تحلم به، ولكن صواريخ الاحتلال سبقت فرحتها، واستشهدت وزُفت عروس إلى الآخرة".

ويوضح الوالد بأن القصف الاسرائيلي الذي استهدفت منزلا بجوار منزلهم كان قويا، حتى أن أبواب المنزل سقطت من شدة الانفجار، وملأ الغبار أنحاء منزلنا، وسقطت الجدران على ابنتي دانيه وإيمان اللتان كانتا نائمتين، وبدأت أصرخ لعلي أجد إجابة منهن، ولكن كانت دانيه جثة فيما نُقلت إيمان للمشفى في حالة حرجة استشهدت متأثرة بجراحها".

ويكشف علاء عطا عدس والد الشهيدتين القصة التي روتها له ابنته الطالبة في الثانوية قائلا:" شاهدت إيمان في المنام أنها تُزف عروسا، وسردت ذلك لي، وكنت مستغربا من الحُلم، وحاولت إقناعها بأن الزفاف سيكون لشقيقتها دانيه وليس لها على اعتبار ذلك هو التفسير الواقعي الذي نعيشه" مضيفا:" ولكن مع خبر استشهادها أدركت أنهن زُفتا إلى الأخرة ولن ترتدي دانيه فستان الزفاف الأبيض".

ويعيش محمد خطيب دانيه حالة من الصدمة والذهول لما حدث، ويقول:" كنا نتجهز لمراسم الزفاف، وقمنا بشراء الكثير من المستلزمات المهمة للزواج، ورسمنا أحلاماً لمستقبلنا، ولكن الاحتلال المجرم سرق منا أحلامنا ومستقبلنا وفرحتنا المنتظرة".

وتدرس دانيه تخصص المحاسبة، وكانت تنتظر تخرجها لتكمل فرحتها، وتُزف إلى عريسها بعد شهرين، مع إتمام كافة التجهيزات والإجراءات الخاصة بالزفاف من قبل خطيبها محمد الذي ما زال يعيش حالة من الصدمة والذهول.