عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 09 أيار 2023

تُقى وميار .... صداقة لن تمحوها مجازر الاحتلال

غزة– الحياة الجديدة- أكرم اللوح- ما تزال تبكي الطفلة تُقى أبو عيشة صديقتها ميار عز الدين التي استشهدت، فجر اليوم، في قصف إسرائيلي على منزل عائلتها وسط مدينة غزة، فسنوات الصداقة، وأحلام المستقبل، انتهت بين الصديقتين بصاروخ إسرائيلي دمر منزل عائلة عز الدين في ليلة دموية لن تنساها غزة.

والدة تُقى أبو عيشة تروي لحظات الحزن والصدمة التي تعيشها ابنتها بعد معرفتها باستشهاد صديقتها ميار، قائلة:" على حافة سريرها تضع ابنتي تُقى رأسها وتبكي بحرقة، ولكنها ما تزال تسأل:" لماذا لم تُخبرني ميار بأنها سترحل".

وتُضيف أبو عيشة: "لقد أحدث سؤال ابنتي الصغيرة المتكرر عن صديقتها كسرا كبيرا في قلبي، فهذا الوداع لا يليق بقلب طفلتي"، مضيفة: "ميار عز الدين هي صديقة أول الطريق وكله بالنسبة لابنتي، ولكنها تركت يد طفلتي ورحلت شهيدة الليلة الماضية في قصف إسرائيلي على منزلها وسط مدينة غزة".

وتروي أبو عيشة إحدى قصص الصداقة بين ابنتها والشهيدة ميار قائلة: "قبل شهر كُسرت يد ابنتي تُقى، وجاءت ميار لزيارتها، وأصرت الأخيرة على التقاء الصور مع ابنتي، ولكن ستبقى ذكريات الطفلتين عالقة في الأذهان ولن يمحوها الزمن".

وتقول أبو عيشة:" ما تزال ابنتي تعانق الهدية التي حصلت عليها من صديقتها ميار خلال زيارتها الأخيرة لها، فدفتر المذكرات الذي ما زال مقفلا كما قدمته لها سيوفي بعهده بأن تكتب أول رساله فيه للشهيدة ميار، إضافة إلى البطاقة التي شكلت فيها حروف "تُقى" وذلك السوار ستبقى جميعها شواهد على وجع لن يمر عاديا أبدا على قلب طفلتي".

شاهدة العيان ميرفت أبو عبدو تقول :" كأنه حلم نحاول أن نستيقظ أو نخرج منه لكن دون جدوى، لكن المشاهد الدموية التي رأيناها في مجزرة عائلة عز الدين ما تزال تخترق شباك العين، فتقهر القلب، ونكاد أحيانا أن لا نُجيد الرؤية من بشاعة مشهد الأطفال المحملين على الأكتاف شهداء يُزفون إلى الفردوس الأعلى بإذن الله".

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بلغت 15 شهيدا بينهم أربعة أطفال وأربع سيدات فيما أصيب أكثر من 22 مواطنا بجراح مختلفة منهم ثلاثة أطفال وسبع سيدات مشيرة إلى أن عدد من الجرحى ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات وصفت جراحهم بين الحرجة والخطيرة.