التعويض.. الحق الذي ينتظره الطلبة وذووهم بإنصاف
التعويض.. الحق الذي ينتظره الطلبة وذووهم بإنصاف
نابلس– الحياة الجديدة– بشار دراغمة- عادوا إلى مقاعدهم الدراسية بعد ثمانين يوما من الإضراب، حملوا كتبهم وأقلامهم وحقائبهم، وكأنهم لم يخرجوا منها قط. عادوا إلى معلميهم وزملائهم وإداراتهم، وكأنهم لم يتركوهم يوما. لقد عادوا إلى حياتهم الطبيعية، وكأنهم لم يعيشوا حياة أخرى، فهم لا يريدون أن يكون تعليمهم مسروقا ومغتصبا، ولا يريدون انقطاعا قسريا لحياتهم التعليمية، التي شهدت انقطاعات متتالية على مدار السنوات الثلاث الماضية، تارة بسبب وباء كورونا، وتارة أخرى بسبب إضرابات لم ير الكثير من الأهالي مبررا لاستمرارها كل هذا الوقت.
ومع عودة الحياة إلى المدارس، يأمل الطلبة وذووهم بتطبيق جدول تعويض حقيقي يعوض الطلبة عما فاتهم، ويستغرب الأهالي من بعض الآراء التي تسوق هنا وهناك وترفض تمديد الفصل الدراسي والاكتفاء ببعض الحصص الإضافية خلال الفترة الطبيعية للعام الدراسي.
وقال مؤيد السلمان وهو أب لثلاثة طلبة في المدارس الحكومية: "لقد فات طلبتنا الكثير ويبدو أن هناك حاجة إلى جهد كبير جدا لتعويض الطلبة على ما فاتهم، رأينا جدولا من وزارة التربية وتعليمات خاصة بالتعويض واستمعنا إلى آراء متباينة حول الموضوع، لكن ما يهمنا نحن كأهالي هو أن يحصل أبناؤنا على تعويض فعلي ولا نريد (سلق) الفصل الدراسي وإنهاءه وكأن شيئا لم يكن".
وأضاف حسني: "نحن نتفهم الكثير من مطالب المعلمين في ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، ونقدر عاليا دور المعلم الفلسطيني ونحن نعلم أنه على قدر عال من المسؤولية، لكن هناك من يحاول أن يقنع المعلمين بعدم الامتثال لقرار التعويض ولا يمكن أن ننظر إلى مثل هذه المحاولات ببراءة، فيكفينا ما مر به أبناؤنا على مدار السنوات الماضية من تعطيل للعملية التعليمية بسبب وباء كورونا، هي ثلاث سنوات صعبة خلقت فجوة تعليمية كبيرة وبالتأكيد ستؤثر على قدرات أبنائنا مستقبلا".
وتقول آمال درويش إن الأمهات يشعرن بحالة من عدم الارتياح إزاء الحالة التعليمية في فلسطين. وتضيف: "بعد إضراب استمر 80 يوما من قبل المعلمين، يجد الطلاب أنفسهم في وضع صعب ومحرج، حيث يتوجب عليهم تعويض ما فاتهم من دروس وامتحانات في ظل ضغط نفسي وزمني كبير، فما حدث أدى لإهدار حق الطلاب في التعلم".
وقال أمجد وهو طالب في الثانوية العامة إنه يشعر بالظلم والقهر من هذا الإضراب الذي لا ذنب له فيه، مشيرا إلى أنه يخشى أن يفقد الكثير من المادة العلمية التي لم يتلقها بسبب ما حدث، مطالبا بجدول تعويض منصف من ناحية، ومراعاة من وزارة التربية والتعليم للظرف الحاصل من ناحية أخرى. وأضاف أمجد: "نحترم المعلم الفلسطيني ونحترم مطالبه لكن دون المساس بحقوق الطلاب، وما نريده أن يتم تعويض الطلاب عما فاتهم بطريقة عادلة ومنصفة".
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت عن خطة التعويض والتي يشمل جزء منها التعويض بعد انتهاء الفصل الدراسي الثاني، لكن كانت هناك حالة من الرفض لهذا الأمر، وهو ما اعتبره أهالي رفضا غير مبرر بعد إضراب استمر 80 يوما.
وكان رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، أكد أن العام الدراسي سيبقى مفتوحا لحين إنهاء المنهاج المقرر في جميع المدارس، وأن امتحان الثانوية العامة سيكون في موعده وسيتم توفير كل عناصر نجاحه كما في كل عام.
مواضيع ذات صلة