"تكايا" رام الله والبيرة.. مقصد العائلات المتعففة
رام الله- الحياة الجديدة- ملكي سليمان- تساهم التكيات أو (التكايا) بمحافظة رام الله والبيرة في توفير وجبات الطعام لآلاف الأسر الفقيرة خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية والوطنية، اضافة إلى قيامها بتوفير الملابس والمساعدات العينية والغذائية على مدار العام، وتحظى تلك التكيات بالاهتمام من قبل محافظة رام الله والبيرة ممثلة بالمحافظ الدكتورة ليلى غنام، والتي تقدم مساعدات غذائية وعينية لهذه التكيات، كما تقدم بعض المؤسسات التجارية والعائلات الميسورة والافراد تبرعات مالية ومواد غذائية وملابس وغير ذلك لما لتلك المؤسسات الخيرية والانسانية من دور في إدخال البسمة على وجوه الأطفال والعائلات المحتاجة بشكل عام خاصة خلال شهر رمضان الفضيل.
(الحياة الجديدة) حاولت تسليط الضوء على دور التكايا بمحافظة رام الله في توفير الوجبات الغذائية اليومية لآلاف الأسر بمحافظة رام الله مرورا بالتحديات والمشاكل التي تواجهها تلك المؤسسات الخيرية والتي تعتمد في عملها على ما يقدمه رجال الخير والشركات والأفراد من اموال ومواد غذائية وملابس.
وقال ربحي دولة مسؤول هيئة تكية مدينة بيتونيا: "إن التكية تأسست عام 2015 بشكل رسمي بعد موافقة وزارة الاوقاف عليها كهيئة ادارية ومالية ومستقلة على ان تقدم تقاريرها المالية السنوية إلى الوزارة للمصادقة عليها، وبالتالي تعتبر التكية الاولى التي تأسست في المحافظة في تلك الفترة، وبعد ذلك بادر العديد من المواطنين الى تأسيس التكايا في المدن والقرى الاخرى".
وأضاف دولة: "منذ تأسيس (تكية بيتونيا) وهي تقدم 1000 وجبة طعام ساخنة للاسر الفقيرة في بيتونيا وخارجها وذلك خلال شهر رمضان المبارك، وبالتالي فهي تنفق ما يعادل 130 الف دولار خلال الشهر الفضيل على اعداد وجبات الطعام اليومية، كما اسلفت بالاضافة الى نحو 200 الف شيقل سنويا على شراء المواد الغذائية والملابس والشنط المدرسية وتقديم مساعدات مالية لعدد من الطلبة المحتاجين وذلك على مدار العام، وهذا يعني ان مصاريف التكية السنوية تقترب من 500 الف شيقل، وهذه الأموال تأتي كمساعدات نقدية او عينية من الشركات والمؤسسات المالية ومغتربي بيتونيا والمواطنين ايضا، وهذا يشير الى مدى اهتمام الناس والمؤسسات بتكية بيتونيا، ولكننا قد نواجه بعض التحديات والعقبات من خلال المتشككين هنا وهناك بجدوى عمل التكية، أو آلية عملها، ولكن هؤلاء ولحسن الحظ قلائل، ولا يؤثرون على استمرارية عملنا في التكية والتي تزدهر عاما بعد عام من خلال زيادة الدعم المقدم من المواطنين والشركات وكذلك محافظة رام الله والبيرة والتي تقدم المواد الغذائية والعينية للتكية.
وقال دولة: "عندما نقرر البدء بمشروع قبل رمضان فاننا نعلن عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام عن هذا المشروع ونتوجه الى الشركات والمؤسسات والاغنياء والمواطنين من اجل تقديم الدعم والتمويل والحمد لله فاننا نلاقي اقبالا من قبل هؤلاء ما يساعد على نجاح المشروع وزيادة عدد الوجبات اليومية بشكل مستمر، وفي الاعوام الاخيرة لم يعد يقتصر عملنا على تقديم الوجبات لاهالي بيتونيا وإنما نقدمها لعائلات ومؤسسات في قرى غرب رام الله ومن تلك القرى بيت سيرا وخربثا المصباح وكفر نعمة.
وأشار دولة إلى علاقات تشبيك مع المؤسسات في محافظة رام الله والبيرة ونقوم بالتنسيق معها من اجل تنفيذ مشاريع خيرية في المحافظة، فالتكايا موروث ثقافي واجتماعي وديني ويشرف على تلك التكايا اناس متطوعون يعملون مجانا لوجه الله.
وقدم شكره إلى بلدية بيتونيا التي وفرت احد مرافقها لاستخدامه مقرا ومطبخا لتكية بتيونيا وكذلك تقدم البلدية الدعم والمساندة من اجل استمرار عمل التكية.
وقال أحمد أبو العم مسؤول تكية سيدي شيبان الخيرية بمدينة البيرة: "إن التكية هي فكرة شبابية خيرية يقوم عليها شبان متطوعون لهم بصمة خير في العمل التطوعي والانساني، كذلك تقوم هذه الفكرة على تشجيع حب عمل الخير بين ابناء المدينة وكذلك على تعزيز مفهوم التضامن والتعاون والتكافل المجتمعي في المدينة وخارجها.
واضاف أبو العم: "ان الهدف من انشاء التكية هو تخفيف المعاناة عن بعض العائلات والأسر الفقيرة ونعمل على مساعدة المحتاجين والفقراء من خلال تقديم الطعام والمساعدات العينية وملابس العيد للأيتام والحقائب المدرسية والعديد من المساعدات طوال العام، ونعمل على قاعدة اساسية التي تستند الى دينيا الاسلامي الحنيف والتي تحض على التعاون والمساعدة وتوفير الدعم للفقراء والمحتاجين.
واوضح أبو العم ان عدد الوجبات التي تقدمها التكية يعتمد على كميات اللحوم والمواد الغذائية التي تصلها من المتبرعين ولكنها اي الوجبات تتراوح يوميا من 700-2000 وجبة طعام ساخنة يوميا، ويتم توزيعها على العائلات الفقيرة في المدينة وفي القرى المجاورة منها قريتا بيتين ودير دبوان وبعض المخيمات حيث يأتي الى التكية مندوبون عن الجميعات الخيرية في القرى ويحددون عدد الوجبات التي يحتاجونها كل يوم في الشهر الفضيل لتوزيعها على الفقراء والافطارات الجماعية، كذلك افتتحنا فرعا بشكل دائم في مقام النبي موسى ولدينا فرع اخر في مدينة غزة وفرع آخر في دول جنوب افريقيا.
وأشار أبو العم الى ان التكية تعتمد على الشركات الصغيرة والافراد وبعض المغتربين الذين يقدمون المساعدات لها، في حين فان كبرى الشركات تقدم الدعم المالي والعيني لجمعيات ومؤسسات خيرية كبيرة ولها ماض عريق، وتلك الجمعيات تقوم بجمع التبرعات من خلال المساجد والمناسبات الدينية وبموافقة من جهات ذات العلاقة ونحن لا يسمح لنا بذلك.
وشدد أبو العم على دور التكية في حماية الاراضي المقامة عليها من اطماع المستوطنين والاحتلال حيث قام المتطوعون باعادة تأهيل مقام سيدي شيبان وهو مقر التكية واقامة منتزه فيه وتوفير كافة الخدمات للزوار لكي نحافظ على المقام والاراضي المجاورة له بعد ان كان المكان مهجورا.
وثمنت الدكتورة ليلى غنام محافظ رام الله والبيرة جهود القائمين على التكايا في المحافظة وخاصة تكيات مخيم الجلزون وبيتونيا والبيرة وقدمت لها المساعدات من المواد الغذائية والمواد التموينية وكذلك قامت بزيارتها والالتقاء بالقائمين عليها للاطلاع على الجهود المميزة التي يبذلها هؤلاء لاستمرارية عمل واداء تلك التكايا، والتي تصب في مصلحة خدمة الشرائح الفقيرة من الاسر في المجتمع وخاصة الاطفال.
وخلصت غنام إلى ان تلك التكايا اصبحت مقصدا للمئات من الاسر والعائلات المتعففة خلال شهر رمضان الفضيل لكي تحصل على الوجبات الغذائية وكذلك المساعدات العينية والغذائية.
مواضيع ذات صلة