22 عاما على غياب الأسير حسام الحلبي عن مائدة رمضان
رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- غصة بالقلب يزداد عمقها على أحبة غيبوا قهرا خلف زنازين الاحتلال، ومرارة مضاعفة تتجدد صورها لدى اجتماع الأهل على مائدة الإفطار، ففي مدينة سلفيت يطغى لهيب الشوق ولوعة الفراق على والدة الأسير حسام عبد القادر الحلبي (45 عاما) حسرة على غياب الابن وفلذة الكبد، عن مائدة رمضان في حضن العائلة إلى قيود السلاسل وأحضان الزنازين.
فمنذ 22 عاما تفتقد عائلة الحلبي في كل المناسبات وخاصة شهر رمضان المبارك نجلها الأسير حسام، المحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات إضافة الى 35 عاما، فتخيم أجواء الحزن والألم على حياتها ومنزلها، ولكن لكسر دائرة المعاناة وتعبيرا عن الإيمان بالله وتمسكها بالأمل تحرص الوالدة الثمانينية التي أنهكها مرض السرطان خديجة "أم نضال" على حضوره في كل مائدة إفطار من خلال احتضانها صورته، تقبله وتناجيه وتدعو له ولرفاقه الأسرى بالفرج العاجل.
وتتلهف أم نضال لسماع أي خبر يعيد الفرحة إلى قلبها، ويرسم البسمة على شفتيها بعد سنوات من الانتظار الأليم، فملامح شهر رمضان لم تطرق بابها منذ غياب ولدها الذي حرمته قوات الاحتلال من حضنها، ومن أكلاته المفضلة.
ولم تكن عائلة الأسير حسام تتوقع ان رمضان عام 2002 سيكون آخر رمضان يعيشه معهم قبل اعتقاله في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته، بطريقة همجية بشعة أدت الى إصابته برصاص الاحتلال في قدمه، فبعد أن أدى حسام صلاة العشاء والتراويح في المسجد، توجه الى مقهى في منطقة الساحة العامة وسط المدينة، وفوجئ بمجموعة من المستعربين كانت تراقبه، فأطلقوا النار عليه وعلى مجموعة من رفاقه، فأصابوه وقاموا باعتقاله، ووجه الاحتلال له عدة تهم منها الانتماء لكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة "فتح".
تعرض الأسير الحلبي لتحقيق قاس وعنيف إلى أن أصدرت محكمة الاحتلال بحقه حكما بالسجن المؤبد المكرر 3 مرات و35 عاما، وتنقل في عدة معتقلات حتى استقر به المقام بآخر محطة اعتقال في "ريمون".
كرسي حسام الفارغ حاضر في كل مناسبة تجتمع فيها العائلة، ومع كل مائدة إفطار نفتقده كثيرا وندعو له ولجميع الأسرى بالفرج القريب، بهذه الكلمات استهل غسان الحلبي شقيقه التوأم حديثه لـ "الحياة الجديدة". وأضاف: مع قدوم شهر رمضان لهذا العام يكون قد مر على شقيقي 22 رمضان في أقبية الاحتلال، وتبقى فرحتنا بالشهر الفضيل والأعياد منقوصة في ظل غيابه القسري عنا.
وبالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف في السابع عشر من نيسان كل عام، طالب غسان المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والسياسية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، تجاه ما يتعرض له الأسرى من جرائم، والعمل الجاد من أجل تشكيل ضغط على الاحتلال لوقف جرائمهم المستمرة بحقهم، وعلى رأسها جريمة الاعتقالات المستمرة، وإلزام الاحتلال بتوفير حقوق الأسرى ووقف الهجمة الشرسة بحقهم.
مواضيع ذات صلة