عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 17 نيسان 2023

الشهيد خليل الوزير في عيون رفاق النضال: قائد الصمود والرد الموجع على العدو

بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- صخرة عصية على كل معتد، تحطمت عليها مكائد الاحتلال وجبروته.. القائد أبو جهاد الوزير ذاكرة النضال الفلسطيني الحي الذي يتجدد في الأجيال التي آمن بها وهو الذي أنبت الزرع من أجل الحق الفلسطيني، صاحب الإرادة الصلبة والعنفوان والمرونة التي لا تعرف المساومة، في ذكراه تصفه مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في لبنان المناضلة آمنة جبريل برمز من رموز النضال الاستثنائية، والإنسان الوحدوي الذي كانت دائما بوصلته فلسطين، هندس الانتفاضة وتابع شؤون الوطن المحتل الى جانب القيادة الفلسطينية، كان دائما يردد أن علينا ألا نغوص في مشاكلنا الداخلية ويجب أن نفكر دائما بالانتفاضة، بأهلنا في فلسطين، في القدس، وهذا ما يثنينا عن الغوص في مشاكل وحساسيات لا طائل منها ولا نفع.

وصادفت أمس الأحد الذكرى الـ الــ35 لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، الذي اغتاله "الموساد" الإسرائيلي في بيته بتونس، بقيادة رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إيهود باراك.

وعنه تتابع جبريل: كان ابو جهاد متابعا للمرأة الفلسطينية في نضالها السياسي والعسكري وكان يشجعها على الكفاح من أجل الحق الفلسطيني.

تستذكر جبريل أمير الشهداء في العام 1979 في منطقة زفتا جنوب لبنان حيث كان معسكر تدريب لحوالي 115 مناضلة في حركة فتح، أغار طيران الاحتلال الاسرائيلي بعد احدى العمليات الفدائية التي نفذتها الثورة الفلسطينية في تل أبيب، وقد أصبت ونزفت، ولم نستطع مغادرة المعسكر إلا حين توقف القصف وكان الظلام قد حل فصعدنا جبلا على مدى خمس ساعات حتى وصلنا إلى الشارع العام في زفتا

تضيف جبريل: لدى وصولنا هناك فوجئنا بحضور القائد أبو جهاد الوزير برفقة اربعة ضباط، وكانوا جهزوا وسائل النقل للأخوات لنقلهن إلى مراكزهن، فيما أمنوا اسعافي إلى مستشفى غزة في منطقة صبرا .

هكذا كان أبو جهاد قائدا شرسا بوجه الاحتلال وقائدا ميدانيا عظيما حاضرا بيننا دائما، نفتقده اليوم في ذكراه وفي كل يوم، تختم جبريل.

ويستذكره رفاق النضال مع القائد الشهيد ياسر عرفات ورفاقهم في ساحات التحدي والتصدي للعدو الصهيوني، كان الوزير يزور المخيمات عندما تتعرض للقصف ويتفقد القوات العسكرية ويلتقي الأهالي. يحدثنا المناضل في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" العميد فضل الحمدوني "أبو مصطفى" عن  حرب الجسور عام 1981 حين قام الاحتلال الاسرائيلي بهجوم جوي وبحري دمر به كل الجسور الواقعة على نهر الليطاني محاولا قطع كل الطرق على الفدائيين.

يقول الحمدوني: كان أبو جهاد قائد الصمود والرد الموجع على العدو وبسبب ظهوره الدائم بين المقاتلين والشعب صمدنا وانتصرنا بالرغم من همجية القصف الصهيوني.

ويتابع الحمدوني الذي كان يومذاك مسؤولا للتنظيم العسكري واللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية بان مهمات أبو جهاد العسكرية لم تثنيه يومها عن تفقد الفدائيين والمخيمات وأهلها، لقد أتى ذات يوم في سيارة الأجرة إلى مخيم الرشيدية، كان هناك وقف لاطلاق النار، كنت أنا موجودا، حين راح يسأل عن الشهداء وحاجات الناس وأصحاب البيوت التي تهدمت، كان يتولى الإشراف المباشر على سياسة الدعم، ويتابعها الى خواتيمها في التعويضات والطبابة واعادة الإعمار وكل ما يؤمن صمود شعبنا في لبنان.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال قشمر يستذكر  في شهر رمضان أمير الشهداء الذي كان وابو عمار حريصين على مشاركة القوات العسكرية افطاراتهم، وقد التقى قشمر بخليل الوزير أكثر من مرة في كتيبة أبو يوسف النجار وفي مواقع القطاع الأوسط والجرمق.

ويروي قشمر عن الأدوار المهمة التي لعبها أمير الشهداء في مختلف المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية مع العدو الاسرائيلي، ومنها اجتياح 1978.

يقول قشمر: كنت يومها عضو قيادة منطقة صور ومسؤول التعبئة والتنظيم وكان القصف الاسرائيلي يغزو الجنوب اللبناني، كنت قريبا من ملجأ قيادة المنطقة الواقع في مخيم البص وبينما خرجت مع مسؤول المنطقة آنذاك الأخ ابو علي مسعود فاذا به يتجه صوب منطقة الآثار في مدينة صور، استغربت الأمر بداية، لأتفاجأ لحظة وصولنا بالأخ ابو جهاد يجلس بين الآثار الرومانية وبيده جهاز كبير "الراكال"، كان يدير المعركة والعمليات من هناك بينما القصف الاسرائيلي قائم.

يضيف قشمر: القينا على أبو جهاد التحية حتى لا نلفت أنظار العدو الذي كانت طائراته تحلق في الأجواء لنعود الى موقعنا في البص.

 العميد المتقاعد في حركة فتح أبو سلطان الحج الذي كان مسؤولا عن معسكر الشهيد أبو علي إياد للأشبال في نهر البارد منذ العام 1977 وحتى 1984 يتحدث لنا عن زيارات القائد أبو جهاد المتكررة  الى معسكر الأشبال، كان ابو جهاد مؤمنا وحريصا على جيل فلسطين المستقبل الذي سيرفع علم فلسطين فوق مساجد القدس وكنائسها،  يتفقدهم ويوليهم عنايته الكبيرة ويهتم بتفاصيل شؤونهم وحاجاتهم، حتى وفي أوج المعارك التي كانت تقودها قيادة الثورة الفلسطينية، كان أبو جهاد مستجيبا لنا في شراء قطعة أرض بالقرب من مركز فتح في نهر البارد كي يشيد عليها مركزا للأشبال ايمانا منه باستمرار النضال جيلا بعد جيل.

يبقى أمير الشهداء يسكن ذاكرة وأفئدة الشعب الفلسطيني المناضل وكل أحرار العالم الذين آمنوا بفلسطين قضية عادلة لا بد ان تنتصر.