الاحتلال يصدر أزماته وانقساماته إلى بيوت الله
اقتحام الأقصى والاعتداء على المعتكفين أثار موجة غضب في الشارع اللبناني
بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- هو الاحتلال الذي اعتدنا على استباحته المحرمات يصدر أزماته وانقساماته الى بيوت الله في أبشع صورة من صور فاشيته.. الاعتداءات الاسرائيلية المستفحلة بحق الشعب الفلسطيني والهجوم المتكرر على القدس والمسجد الأقصى وتحويله ليلة امس الأول وصباح أمس الى ساحة حرب والتنكيل بالمعتكفين واعتقالهم اثناء تأدية شعائر الصلاة أثارت موجة غضب في الشارع اللبناني، وصدرت مواقف عديدة من مختلف الأطياف الدينية والاجتماعية والسياسية، وبالتوازي تداعى الفلسطينيون في مخيماتهم وتجمعاتهم الى مؤازرة أبناء شعبهم المرابطين في وجه الهجمات الصهيونية عبر وقفات ومسيرات دعت اليها فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية.
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي رأى في اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى اعتداء صارخا وتجاوزا لكل المحرمات ما يستصرخ الضمائر للتدخل لوقف ما يحصل خصوصا في هذا الشهر الفضيل.
وقال ميقاتي: ان قلوبنا مع المصلين من أبناء الشعب الفلسطيني المتمسك في حقه في أرضه ومقدساته مهما طال العدوان وبطش المعتدي وإن للباطل جولة وللحق جولات.
وكانت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أدانت في بيان بأقسى وأشد العبارات اعتداءات قوات الاحتلال المستمرة والمتصاعدة على المسجد الأقصى المبارك معتبرة أن "ما أقدمت عليه سلطات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين، يرتقي لجرائم الحرب الدولية وإرهاب دولة يجب معاقبتها وملاحقة قادتها كمجرمي حرب دوليين".
واستنكر الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد ما يتعرض له المسجد الأقصى مؤكدا وقوف الشعب اللبناني إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في نضاله الوطني من أجل استعادة أرضه وحقوقه الوطنية، مثمنا "التضحيات الجسام التي يبذلونها للحفاظ على عروبة القدس، وحماية المسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية".
بدوره أصدر وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور جورج كلاس بيانا شجب فيه الاعتداء على المسجد الأقصى معتبرا إياه اعتداء على كرامة الأديان والقيم السماوية كما انه جرم مدان ومستنكر.
واستنكر تجمع علماء المسلمين "إقدام قوات الاحتلال الصهيوني بالاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى واعتقالها لأكثر من 500 مواطن فلسطيني من المسجد الأقصى ومحيطه في غضون ساعاتٍ عدة"، واعتبر أن هذا الاعتداء لن يثني المرابطين في المسجد الأقصى عن استمرارهم بالمواجهة والاعتكاف في المسجد دفاعا عنه من اقتحامات قطعان المستوطنين.
مفتي صيدا واقضيتها الجعفري الشيخ محمد عسيران وفي تصريح له لـ "الحياة الجديدة" اعتبر ما يجري من اعتداءات على القدس والمسجد الأقصى وصمة عار كبيرة على كل من يدعي الحرية، مناشدا المسلمين والعرب وكل الاحرار في الدنيا للتدخل من أجل ردع اسرائيل عن ظلمها.
وتوجه عسيران للعالم الغربي الذي يدعي الحرية بان عليه ان ينظر الى حرية الآخرين وحرية المعتقد، مؤكدا ان فلسطين ما زالت هي الوجهة الاساسية للمسلمين والعرب والمسجد الأقصى الشريف هو قبلتهم وعليهم الدفاع عنه حتى دحر المحتل الغاشم الذي سيبقى محتلا حتى يخرج من فلسطين وتكون النصرة للشعب الفلسطيني.
من جهتها "هيئة علماء بيروت" أدانت بشدة الاعتداءات الوحشية على المصلين المعتكفين في المسجد الأقصى ودعت الهيئات الحقوقية والمجتمع الدولي إلى اتخاذ الموقف المناسب والرادع عن الاستمرار في الاعتداء على حرمة المقدسات، وقالت: "عليهما أن يظهرا مصداقيتهما في ذلك".
وأدان مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين قائلا: "نعلم أن البيانات والاستنكارات لن تجدي ولن تطرد محتلا ولن تسترد أرضا، لكن السكوت لا يجوز أيضا، وهي صيحة ورسالة إيقاظ لضمائر الأمة ولأحرار العالم لأجل العمل على صناعة التحرير وإعداد جيل النصر والعزة والكرامة والإباء (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)".
ووصف الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري اقتحام المسجد الأقصى من قبل شرطة الاحتلال ومن بعدهم المستوطنين بالاعتداء الصارخ على المقدسات الإسلامية والتاريخية، داعيا إلى وقف هذه الأعمال العدوانية وحماية هذا الصرح الشريف وحقوق المسلمين في العبادة فيه بحرية وسلام.
وإذ استنكر رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي الاعتداءات الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني على المصلين والمرابطين والمعتكفين العزل داخل المسجد الأقصى فقد أكد ان هذا الاعتداء يظهر الوجه الحقيقي لعصابة القتلة المجرمين الذين يواصلون اعتداءاتهم على مقدسات وتاريخ الأمة وان السكوت عما يجري في اقدس مقدسات المسلمين هو عار يندى له الجبين".
وفي بيان لها لفتت "حركة الناصريين المستقلين- المرابطون" الى ان "ما جرى في باحات الأقصى في القدس الشريف، تختصره صورة شباب فلسطين المرابطين في قلب الأقصى، وهم مقيدون بالأصفاد، هذه الصورة تؤكد عار كل من يتخاذل عن تنفيذ مسار الاشتباك المستمر، على كافة الجبهات وبكل الوسائل الكفاحية".
وبالتوازي دعت "ندوة العمل الوطني" كافة الدول العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي، والمنظمات العربية والاسلامية الدولية، الى رفع الصوت، وتقديم شكوى مستعجلة الى الأمم المتحدة، وذلك لاتخاذ موقف صارم، يجبر العدو الاسرائيلي على احترام حرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية، والى وقف ممارساته الإجرامية بحق اهلنا في فلسطين.
وتتوالى الردود في لبنان على الهجمة الصهيونية على فلسطين والمسجد الأقصى المبارك وواصل اللاجئون في المخيمات والتجمعات الفلسطينية النفير العام نصرة للوطن وأهله ورفصا لتدنيس مقدساته.
مواضيع ذات صلة