مسجد جنين الكبير.. تاريخ عريق يشهد على صمود المدينة
رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- أجواء رمضانية روحانية وإيمانية مفعمة بالصبر والاحتساب، يعيشها أبناء مدينة جنين في مسجدها الكبير، وهم يبتهلون الى الله بالدعاء والتضرع ان يحفظ مدينتهم ومخيمها من كيد العدو الغاشم وأن يرد كيدهم إلى نحورهم، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، ويلهم أهالي الشهداء الصبر والسلوان.
ففي وسط مدينة جنين يتربع مَعلم ديني وتاريخ، هو الأشهر والأقدم في المدينة، ومن أقدم التحف المعمارية العثمانية، تحكي حجارته حكايات مئات السنين، سمي بالمسجد "الكبير" لأنه وخلال فترات لاحقة تم بناء مسجد إلى الجهة الجنوبية على بعد 500 متر من الجهة الجنوبية، عرف بالمسجد الصغير فأصبح أهل جنين وتمييزا للمسجد الكبير عن الصغير يلقبونه بالكبير.
وتعود قصة بناء المسجد إلى زيارة السيدة فاطمة خاتون إلى جنين في رحلتها التاريخية من لبنان وسوريا مرورا بفلسطين، ولما وصلت جنين أعجبها موقعها، حيث البساتين العامرة، والمياه المتدفقة ومن حولها مرج ابن عامر الشهير بتاريخه وخصوبة أراضيه، وقررت حينما وصلت إلى موقع المسجد الحالي أن تنشئ مسجدا بعدما رأت المكان خاليا من المساجد، وافتتح المسجد عام 1566م، في عهد السلطان سليمان القانوني، وصار يعرف باسمها.
صلاح جودة، مدير عام مديرية أوقاف محافظة جنين يقول لـ "الحياة الجديدة" ان مسجد فاطمة خاتون يعتبر من أكبر مساجد مدينة جنين وأقدمها، يتسع لنحو 3000 مصل، وأبرز ما يميز المسجد مبناه الضخم، فمساحته تزيد عن 3 دونمات، وقبته الخضراء الكبيرة تتشابه مع قبة المسجد الكبير في مدينة الرملة، وقبة مسجد الجزار في عكا، ويضم مكتبة كبيرة تحتوي على نحو 9 آلاف كتاب، ومصلى للسيدات، ويقابل المسجد من الجهة الشرقية مدرسة فاطمة خاتون للبنات، وقد كانت في السابق مقرا لدار السرايا الحكومية.
ولفت جودة إلى أن للمسجد أهمية خاصة، يعد معلما دينيا وأثريا ومنارة علمية يقصده طلبة الجامعات لعمل أبحاث في تخصصاتهم العلمية من خلال مكتبته الضخمة والتي تحوي أكثر من 9 آلاف كتاب، وتحول إلى مزار للكثير من الزوار والسائحين الأجانب والمحليين، ويصلي فيه غالبية أهالي المدينة ومخيمها.
مواضيع ذات صلة