عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 30 آذار 2023

أبو هاني فلاحة.. 55 عاما في صناعة القطايف

رام الله- الحياة الجديدة- عزيزة ظاهر- مع أنفاس الصباح الباكر يستيقظ الحاج عبد المعطي فلاحة "أبو هاني" متجها إلى محله الصغير في البلدة القديمة في نابلس، ليبدأ نهاره الرمضاني بإعداد عجينة القطايف التي اعتاد تحضيرها يوميا منذ 55 عاما، ويرسم بخفة ومهارة عالية دوائر القطائف على الصفيحة "الصاج" وبابتسامة عريضة يستقبل زبائنه يوميا.

يقول السبعيني أبو هاني أقدم صانع قطايف في نابلس لـ "الحياة الجديدة": ورثت هذا المحل عن ابي الذي ورثه عن جدي الذي افتتح المحل مع بدايات القرن الماضي، وبعد وفاة جدي ورث والدي عنه المهنة فتعلمتها وعلمتها لأبنائي واحفادي.

وبينما يقوم بـسكب عجينة القطايف السائلة على صفيح الفرن الساخن، ينظر أبو هاني إلى صورة والده المعلقة على جدار المحل، ويتذكر كيف كان يعلمه المهنة منذ طفولته: "كنت أعمل مع والدي في المحل جنبا الى جنب وكان يعلمني أصول المهنة، منذ بداية وعيي على هذه الدنيا وانا أساعد والدي، تسلمتُ هذه المهنة بعد وفاته فأصبحت مهنتي وجزءا من حياتي، وبمقام هوية لنا في شهر رمضان بشكل خاص، وحتى في باقي أيام السنة.

وعن طقوس صناعة القطايف بين السابق واليوم، يقول فلاحة: "هناك اختلاف بين الماضي واليوم، نوع الطحين والسميد والسمنة، وحتى طريقة الطهي، في الماضي كانت المهنة شاقة ومتعبة أكثر من اليوم، فكنا نعجن العجينة يدويا فنستهلك وقتا أكبر في إعدادها، وكانت الأفران على الحطب ومرتفعة لغاية أواخر السبعينيات، فيما بعد أدخلنا العجانة الآلية وافران الغاز الأمر الذي ساهم في زيادة كمية الإنتاج في وقت وجهد اقل.

ويواصل أبو هاني عملية صب عجينة القطايف على صفيح ساخن، بينما يعمل أبناؤه واحفاده على ترتيب الأقراص قبل تغليفها وبيعها للزبائن، ومنذ الساعة التاسعة يتوافد الزبائن على شراء قطايف فلاحة، لكن ما بعد العصر، وقبيل الإفطار يشهد المحل حركة نشطة، حيث يصطف الزبائن بانتظار دورهم.

ويعتبر أبناء فلاحة محلهم من أكثر المحلات التي يقبل عليها الناس لشراء القطايف؛ ويرجع ذلك إلى تمسكهم بالصنعة على أصولها وكما تعلموها من والدهم وجدهم، باستخدامهم الخميرة العربية، بعيدا عن استخدام الصبغات أو المنكهات، وعن سر تميز قطايف فلاحة عن غيرها، يقول أبو هاني، الخبرة الطويلة والاتقان، واستخدام أفضل أنواع الدقيق والخميرة.