الشهيد طارق معالي.. من صقيع الثلاجات إلى دفء ثرى الوطن
رام الله- الحياة الجديدة- سعيد شلو- ثلاثة وستون يومًا، قبل أن يتمكن أطفال الشهيد طارق معالي من إلقاء نظرة الوداع الأخير عليه، فبعيون ملآى بالدموع وبملامحهم البريئة، وقف أطفال الشهيد الثلاثة وليد (12 عاما) وليث (8 أعوام) وأحمد (6 أعوام) يودعون جثمان والدهم بقبلة على جبينه، مرددين "الله أكبر، الله أكبر"، وأسئلة كثيرة تبحث عن أجوبة في فلك أطفال غاب عنهم سندهم بلا عودة.
أطفال الشهيد لم يكونوا وحدهم، بل إلى جانبهم المئات من أبناء شعبنا في قرية كفر نعمة غرب رام الله، مسقط رأس الشهيد، الذي تسلم ذووه جثمانه الطاهر، يوم الجمعة، بعد احتجاز دام ثلاثة وستين يومًا.
وانطلق موكب تشييع الشهيد معالي من أمام مجمع فلسطين الطبي، وصولا إلى منزل عائلته، حيث ألقيت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر، قبل أن يُصلى عليه في مسجد القرية، ليتم بعدها مواراته الثرى في المقبرة.
وحمل المشيعون جثمان الشهيد معالي ملفوفا بالعلم الفلسطيني، منددين بجرائم الاحتلال المستمرة بحق شعبنا.
وقال والد الشهيد طارق معالي لـ" الحياة الجديدة":" بعد 63 يوما من استشهاد طارق وتسليم جثمانه امس (الأول) وكأن الجرح عاد ينزف من جديد، وكأن طارقا استشهد اليوم".
واستشهد معالي في الحادي والعشرين من كانون الثاني الماضي، متأثرا بإصابته برصاص مستوطن، على "جبل الريسان" شمال غرب رام الله، واحتجزت سلطات الاحتلال جثمانه منذ ذلك الحين.
احتجاز جثامين الشهداء، حكايةٌ مأساوية، يخط الاحتلال فصولها وما زال يعيش تفاصيلها مئة وسبع عشرةَ عائلة، ما زالت جثامين أبنائهم في ثلاجات الاحتلال، بينهم 12 طفلا، وسيدة، و11 أسيرا آخرهم الشهيد ناصر أبو حميد، كما تحتجز 256 جثمانا فيما يسمى "مقابر الأرقام"، إلى جانب 74 مفقودا.
والشهيد معالي يعمل في محل للألمنيوم خارج القرية، وهو أسير سابق أمضى قرابة العامين في سجون الاحتلال، لكن دفن الشهداء المحتجزين لا يدفن ألم ذويهم.
مواضيع ذات صلة