نابلس التي تسير على دروب الصمود
نابلس- الحياة الجديدة- بشار دراغمة- تبدو أيام نابلس مرتبكة تماما كأهلها، فلا موعد معلن لعدوان الاحتلال التالي على المدينة، هي التي تحصي الشهداء تباعا كل بضعة أيام، تماما كما هو الحال في جنين التي يمارس فيها المحتل ذات السياسة الإجرامية بحق أبناء شعبنا.
رغم ذلك تعمل نابلس على الحفاظ على قوتها وبهجتها، وتصر على الاحتفاظ بما منحت به من ألقاب، فهي ما زالت "دمشق الصغرى" وعاصمة الاقتصاد الفلسطيني، ويُسخّر أهلها الكثير من الوقت لمحاولة ترميم ما تركه الاحتلال من آثار مزعجة، صدت الكثيرين عن التوجه إلى نابلس والتسوق منها.
السبت الماضي استقبلت مدينة نابلس بالورود 12 حافلة من فلسطينيي الداخل جاءوا من أسواقها ضمن مبادرة "يلا ع نابلس"، التي رعتها غرفة تجارة وصناعة المدينة، كانت مجموعة من الفتيات تستقبل الزوار خاصة الأمهات بالورود مع أطيب الأمنيات برحلة تسوق سعيدة في نابلس وقضاء أجمل الأوقات فيها.
وقال أيمن المصري أحد القائمين على مبادرة "يلا ع نابلس"، إن الاحتلال ترك آثارا مدمرة في نابلس، تمثلت في ارتقاء الشهداء والخراب والدمار، بالإضافة إلى الآثار القطاع الاقتصادي في المدينة، حيث حاول المحتل أن يعزل نابلس ويصنع حالة من الخوف لدى المتسوقين، ويثنيهم عن التوجه إلى المدينة بحجة الحالة الأمنية المتوترة فيها.
وأوضح المصري، أن هناك إصرارا من أهالي المدينة على الحفاظ على طبيعة نابلس وجعلها المركز الأهم للزوار من مختلف أنحاء فلسطين وفلسطينيي الداخل، وبالتالي كان هناك تعاون كبير مع مبادرة "يلا ع نابلس" من قبل كل الجهات المعنية.
وقالت المبادرة إنها استطاعت استقطاب مجموعة من الحافلات من فلسطينيي الداخل بعد انقطاع لأكثر من شهر بسبب الاقتحامات المتكررة وإغلاق للحواجز، وأوضحت المبادرة أن هذه الحملة تهدف لإعادة النشاط التجاري في أسواق المدينة ورفض ومقاومة سياسة المحتل في التضييق على نابلس لتثبت دائما أنها عصية على الاحتلال وتؤكد ثباتها دائما على مبدأ "يد تبني ويد تقاوم".
وقالت آمال زايد، التي زارت المدينة السبت إنها جاءت من منطقة المكر في الداخل ليس للتسوق وحسب وإنما للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني واحد في كل مواقع تواجده، وأن نابلس ستظل عاصمة الاقتصاد الفلسطيني ولن تنجح محاولات الاحتلال في التضييق على المدينة وذلك بهمة أبناء نابلس وكل الفلسطينيين.
وأوضحت آمال أنها اعتادت زيارة نابلس بشكل متكرر، ولا يمكن أن تتوقف عن زيارتها، مشيرة إلى أن المئات الذين جاءوا على متن 12 حافلة من الداخل يحملون نفس وجهة النظر، وستظل نابلس بالنسبة لهم المدينة القريبة من القلب، مهما بلغ حجم العقبات، التي يفرضها المحتل على أبناء المدينة ومحاولة ثني الزوار عن الوصول إليها.
مواضيع ذات صلة