عاجل

الرئيسية » تقارير خاصة »
تاريخ النشر: 18 آذار 2023

حياة يجرها الفقر

خان يونس- الحياة الجديدة- عبد الحي الحسيني- بعدما حلّت ظروف اقتصادية صعبة ضيفًا ثقيلًا على أسرته التي لم يعد يقوى على تلبية احتياجاتها الأساسية، بحث لؤي أبو سحلول (33 عامًا)، بكافة السُبل عن فرصة عمل، ليصبح "شوفيرًا" على عكس المعتاد، سعيًا وراء لقمة العيش، وإيمانًا بأنه لا قيمة للحياة ما لم يجد الإنسان فيها شيئًا يناضل من أجله.

يستيقظ لؤي وطفله "فادي" المُصاب بسرطان الدم، مع بزوغ فجر كل يومٍ جديد، من قلب مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة، مُستقلًا عربته التي يجرها حمار، ناقلًا إياه بصحبة أصدقائه من أبناء الجيران إلى الروضة التي تبعد حوالي كيلومترًا واحدًا عن حارتهم.

يقول أبو سحلول :"بدأت قصتي عندما كنت أنقل طفلي إلى الروضة في الصباح الباكر مشيًا على الأقدام، حيث دأب الجيران على طلب توصيل أبنائهم بدافع المحبة، ومن هنا راودتني فكرة امتلاك عربة يجرها حمار، بهدف نقل أكبر عدد من الأطفال".

ويضيف: "أصبحتُ أنقلُ بواسطة العربة 20 طفلًا بشكل يومي بأجر خمسة شواقل شهريًا على الفرد الواحد أي "دولار واحد ونصف"، وهو ثمن زهيد مقارنة بأجرة نقل الحافلات التي تعادل عشرة أضعاف ما أجنيه".

ويتابع أبو سحلول: "أسرتي تتكون من ثمانية أفراد، ولا أستطيع توفير احتياجاتهم اليومية ولا تكاليف علاج طفلي المريض، وذلك بعد انقطاع تام للمعونات التي كنّا نتلقاها".

ويستكمل: "أحببتُ تلك المهنة وتعلقتُ بالأطفال كثيرًا، فهم يشعرون بالفرح والسرور عندما يسمعون صوت صافرتي كل صباح، مُسرعين ليستقلوا العربة".

ويطمح أبو سحلول بامتلاك وسيلة نقل أخرى تكون أكثر أمانًا وحداثةً لتوصيل طلاب الروضات من سكان المنطقة، لتمكنه من إعالة أسرته.

ويختتم حديثه قائلًا" :لم أترك لليأس مكانًا في حياتي"، مؤمنًا بأنه لا قيمة للحياة إذا لم يجد الإنسان فيها شيئًا يناضل من أجله.

وبحسب آخر تقرير أصدره الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2022م، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت 45%، بينما في الضفة 13%.