حوارة.. معاناة مستمرة
نابلس– الحياة الجديدة– رومل شحرور السويطي- فيما لا يزال أبناء بلدة حوارة جنوبي نابلس، يضمدون جراحهم، ولم يتوقفوا عن تفقد الاضرار التي تعرضوا لها مساء الأحد في السادس والعشرين من الشهر الماضي من حرق للبيوت والمنشآت والسيارات على ايدي مئات المستوطنين، تشهد البلدة الى جانب استمرار الاعمال الاستفزازية من جانب المستوطنين، تواجدا احتلاليا مكثفا على مدار الساعة يتمثل بتواجد اعداد كبيرة من جنود الاحتلال وما يسمى "حرس الحدود" في كافة أنحاء البلدة البالغ عدد سكانها حوالي 6500 نسمة، والواقعة على الشارع الرئيسي الذي يربط شمال الضفة بجنوبها.
ويوضح أمين سر حركة فتح في منطقة حوارة كمال عودة أن أبناء البلدة يعانون معاناة كبيرة من ممارسات جنود الاحتلال الذي يقدر عددهم بحوالي 200 عنصر، على مدار الساعة، ويشعرون بقلق بالغ على سلامة أولادهم الذين يتنقلون سواء داخل البلدة أو خلال توجههم أو عودتهم من المدارس. وقال ان جيبات الاحتلال في كثير من الأحيان تتربص بالمواطنين في بعض المواقع من البلدة وتمنعهم من المرور وحتى من الوصول الى منازلهم، ودون الأخذ بعين الاعتبار لأي حالات انسانية.
وأعرب عودة عن اعتقاده أن ما يقوم به الاحتلال مدروس بعناية ومبرمج ضد البلدة لموقعها الاستراتيجي كونها تربط شمالي الضفة بجنوبها. وتساءل عن اسباب جميع انواع الاعتداءات بحق البلدة واهلها وممتلكاتها، سواء من جيش الاحتلال او المستوطنين، بقوله "لماذا حين يقوم مستوطن باطلاق النار وقتل مواطن كما حصل في حوارة سنة 2002 مع الشهيد عدنان ادريس ابو شحادة، ولا يتم توقيفه دقيقة واحدة، بينما يقوم فتى برشق حجر على آلية عسكرية مصفحة، فتقوم الدنيا ولا تقعد فتبدأ قوات الاحتلال فورا باغلاق البلدة واعتقال الشبان واطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي والمعدني؟".
ويؤكد رئيس بلدية حوارة معين ضميدي أنه لا يكاد يمر يوم في البلدة دون وقوع اعتداء أو أكثر من جانب المستوطنين بحق الاهالي وممتلكاتهم ومنازلهم سواء على الشارع الرئيسي أو في المناطق الجبلية القريبة من مستوطنة يتسهار، موضحا أن غالبية هذه الاعتداءات تتم تحت نظر وسمع قوات الاحتلال. وأضاف ضميدي أنه وفور قيام الاهالي بالدفاع عن انفسهم تسارع قوات الاحتلال بتعزيز قواتها لحماية المستوطنين وبدل ان تقوم بمعاقبة المستوطنين أو على الاقل إبعادهم، تعتدي على المواطنين بقنابل الغاز والرصاص الحي والمعدني، كما حصل ليلة العدوان الهمجي على حوارة في السادس والعشرين من الشهر الماضي.
ولا تزال قوات الاحتلال تسيطر على عدد من البنايات السكنية بقرار عسكري، وتشدد اجراءات دخول وخروج سكان تلك البنايات وتمنع غير سكانها من الدخول اليها. ويقول أحد المواطنين الذي يستأجر شقة سكنية في بناية سكنية من سبعة أدوار، وفضّل عدم ذكر اسمه، أن قوات الاحتلال تفرض عليه التنسيق مع الضابط المسؤول عن القوة الاحتلالية المتواجدة في البناية اذا ما أراد الدخول الى شقته مع زوجته وثلاثة من أطفاله، وتمنع أي شخص من زيارته، ومهما كانت صلة القرابة بينهم.
ويقول التاجر معتز الديك الذي يملك محلا لبيع المكسرات على الشارع الرئيسي في البلدة، وكان قد تعرض لاعتداء مباشر من المستوطنين يوم العدوان على حوارة، بأن محله تعرض عدة مرات لاعتداءات المستوطنين من خلال تحطيم الواجهات الزجاجية لمحله، موضحا أن جميع الاعتداءات تقع بينما جنود وشرطة الاحتلال في حالة استعداد كامل خلف المستوطنين، وقال "في اللحظة التي يشعر فيها ضباط الاحتلال بأن مستوطنا ربما يتعرض لأذى يسارعون الى اطلاق قنابل الغاز والرصاص تجاه المواطنين المتواجدين في المكان. واعرب الديك عن اعتقاده بأن الاحتلال كأنه يريد أن يجعل المواطن في حالة عدم استقرار بشكل دائم، وانه لا معنى لسياستهم سوى انها سياسة "تهجير"، مؤكدا أن مثل هذه السياسة لن تجدي نفعا مع المواطن، رغم انها تشكل معاناة متواصلة ولا تتوقف لحظة واحدة.
مواضيع ذات صلة